الأعمدة

الحرب مستمرة والسودانيين والمصير المجهول !

تسريبات قرارات البرهان بتوزيع مهام الوزرات بين أعضاء مجلس السيادة يكشف أنه أجل فكرة تشكيل حكومة تصريف اعمال التي روج لها في الفترة الماضية عبر اجتماع  أسمرا ومؤتمر أركويت  وبذلك يوفي  بالتزامه في الأمم المتحدة بعدم  تشكيل حكومة الابعد نهاية الحرب ، هذه خطوة تفوت الفرصة على الافتراضات التي ملأت الاسافير  ضجيجا  حول تقسيم البلاد في حال تشكيل حكومتين في بورتسودان وآخرى في الخرطوم ، وبالنظر لتصريحات البرهان وخطاب حميدتي حول التحول المدني و الموافقة على الحوار لايبدو في الافق بوادر لانطلاق حوار جدة قريبا لان الواقع في الأرض يشير إلى تواصل المعارك بين الطرفين على عدة أصعدة وأن كلامهم للتمويه والاستهلاك  فقط وبينما تتواصل الرسائل المتناقضة والتحركات التكتيكية والمناورات والمواقف السياسية للجانين المتصارعين لا يجب أن نغفل المعاناة الكبيرة للمواطنين  في الخرطوم وولايتي دارفور وكردفان وكل ارجاء البلاد الذين يموتون كل يوم  بسبب المعاناة الحياتية ويتحملون أعباء مروعة ومآس لا توصف ولا حصر لها، وكذلك معاناة النازحين واللاجئين الذين يواجهون مصاعب تفوق الوصف والخيال قفد افترشوا الأرض واكتسوا  العراء ومات بعضهم بالجوع والامراض الوبائية على حسب التقارير الطبية الاخيرة .

وحذرت الأمم المتحدة أن أكثر من 6 ملايين شخص في السودان على حافة المجاعة، مشددة على أن هذه الأعداد ستتزايد   إذا لم يتوقف القتال .

وتفاقمت الازمات بانتشار الكوليرا وحمى الضنك والملاريا وغيرها من الأمراض التي تؤدي إلى حالات وفيات كبيرة في ظل استمرار الصراع في السودان وانهيار 80%  للنظام الصحي، حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي وباء الكوليرا وحمى الضنك في شرق السودان، ومن جانبها أكدت منظمة “أطباء بلا حدود” أن الأزمة الصحية في السودان تقتضي بذل جهود أكبر، وأن النظام الصحي ينهار في السودان تحت وطأة العنف المدمر والاحتياجات الهائلة، فيما دعت نقابة الأطباء في السودان إلى وقف الانتشار الكارثي لهذه الأمراض الذي تسبب في مئات الوفيات، من ضمنهم بعض العاملين في القطاع الصحي والمؤكد أن حجم الكارثة الإنسانية كبير ، وهو ما يتطلب اهتماما وعملا عاجلين من المجتمع الدولي والإقليمي مع وجود ارادة  وطنية صادقة  لانقاذ الشعب المغلوب على أمره من المصير المجهول .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى