رؤى متجددة / أبشر رفاي : المشهد الفلسطيني الآسرائيلي بين سندان العلو الكبير ومطرقة عبادا لنا أولي بأس شديد…
لم نكن نمارس الترف الفكري ولا البذخ المعرفي ولا الثراء الثقافي حينما طالبنا الأمم المتحدة ولا زلنا نطالبها بضرورة عقد مؤتمر دولي هو الأول من نوعه حول التجربة البشرية برمتها ، تقدم من خلاله أربع أوراق عمل هي أيضا الأولى من نوعها ، ورقة حول الماهي ، والهوية ، والهوى ، ومستقبل البشرية وعلاقته بالكون والكونيات عموما .
المبرر ثبت بما لايدع مجالا للشك بأن العيب فينا كبشر من حيث المحددات والتحديات والمهددات المحيطة والكامنة وفرص إعمار الكوكب والحياة الكريمة ، ولذلك لن ينصلح ظل الحياة على تنوعها وعود البشرية معوج على مستوى الأخلاق والتفكير والأحاسيس والضمير .
نقول قولنا هذا لأننا ندرك بالفطرة والفكرة والوعي المعرفي بأن الإنسان في العصور اللاحقة لنشأته وصور إنتشاره قد فشل فشلا ذريعا في تصريف شئون الأمانة والخلافة في الأرض بشقيها الخلافة الطبيعية والخلافة الراشدة والكونيات ، حدث ذلك نتيجة للأنهيار المبكر لسد منظومة مكارم الإخلاق وبإنهيارها تفشت بطريقة وحشية غير مسبوقة مهدداته الكامنة مثل ظلمه لربه ولنفسه ولأخيه الإنسان ولمرافق ومعينات الخدمات الحياتية والحيوية للمنظومة الكونية .
ولربط القول بإمثلة ونماذج الفشل تجربة القضية الفلسطينية الأسرائيلية بحساب الأمس واليوم صارت أكبر وصمة عار على جبين الشعوب والأمم والضمير الإنساني ، ومن وصماتها كيفية النشأة وصور الإستمرارية ودمارها الشامل ودمويتها الشلالية المفرطة ، فضلا عن العجز التام وعلى مدى عقود طويلة من الزمن في عدم إيجاد حلول لا حضارية لا سياسية لا إنسانية للقضية عجز للأسف الشديد في أغلب الأحيان يحدث عند تمام المقدرة على تقديم الحلول .
كيف لا وقد صدرت كمية من القرارات الأقليمية والأممية بشأن القضية من عقود فلا أحد يستجيب ، الكل مجمع على حل الدولتين بما في ذلك الدول الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومن صور شبه الإجماع على حل الدولتين كريم التعليقات والمقترحات التي وردت في خطابات أصحاب الفخافة الزعماء ورؤساء الدول والحكومات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي الجلسة الخاصة التي عقدها مجلس الأمن الدولي برئاسة مندوب دولة ألبانيا على خلفية إنعقاد الدورة ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة .
إذن الكل متفق ومجمع على حل الدولتين ولكن المحير والمثير للإحتيار ثمة جهة ما معرقلة (مفرملة) حل الدولتين وإلا ما المانع الذي يجعل الأمم المتحدة تعجز في إنفاذ قراراتها بشأن القضية ولماذا لا تخطو وشعوبها خطوات إجرائية جريئة تلزم الطرفين بحل الدولتين ومن خلال رعاية ورقابة وحماية دولية تريح على الأقل حالة ( الربكة والركة والجوطة ) السياسية والإجتماعية الحاصلة على الأرض موضوع النزاع والصراع ، وكذلك يريح الأجراء منظومة دول ( الأنوروا ) الوكالة الدولية لغوث ورعاية النازحين بالداخل الفلسطيني واللاجئين بمخيمات أمصار الشتات منذ العام ١٩٤٨ ، للتتحول جهود الأنوروا إلى فرص للإنعاش الإجتماعي المبكر ولإعمار الدولة الفلسطبنية الوليدة على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وفقا للقرارات الأممية الصادرة من عقود وقرارات مبادرة الجامعة ، لتصبح دولة قابلة للحياة والتطور ، تعيش جنبا بجنب مع دولة إسرائيل .
نفس الإجراء سيخرج القضية الفلسطينية الإسرائيلية وإلى الأبد يخرجها من دائرة المزايدات الحضارية والإتجار والمتاجرة السياسية المموسمة والمستدامة ، نفس الأجراء من شأنه أن يكشف للشعوب والأمم بالضبط من المظلوم ومن المساند للظلم ومن المسكين ظالم .
نعم إن دموية ودمار الحرب الجارية وما صاحبها من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإنتهاكات جسمية واسعة غير مسبوقة لحقوق الإنسان بما في ذلك حقه في الكرامة الإنسانية وفي حق البقاء والحياة ( منع الطعام والماء والكهرباء وتلويث الهواء وترويع الآمنين ومن الأطفال الرضع والنساء الحوامل والمرضعات والعجزة والمرضى والمسنين ، تلزم الجميع وفي مقدمتهم الأمم بالسعي الفوري لوقف الحرب والتوجه مباشرة ألى حل الدولتين ، فالقضية من أساسها سياسية حضارية لا تحل بالبندقية ، وإنما بالحوارات الجادة الموضوعية والمنطقية ، الأمر الذي يقودنا مباشرة إلى الرؤى والمقترحات التي دفعت في وقت مبكر المبادرة السودانية الأممية لحل القضية الفلسطينية بطريقة غير نمطية وذلك من خلال الخطوات التالية .
١– ترفيع مفهوم التطبيع التتبيعي الذي يسعي لأجله اليمين الإسرائيلي المتطرف تكتيكيا وإستراتيجيا إلى تطبيع حضاري إنساني مقتدر قائم على قواعد الحق والحقيقة مسنود بالحوار والحجة والحجية والمحجة بمعزل عن الإنكفائيات والتنطع والتطرف وضيق الأفق .
ك٢– دعم المبادرة السعودية ومبادرات دول أخرى كثيرة تؤكد التطبيع مع إسرائيل على أساس الدولتين ومايتبع من تفاصيل مكملة
٣— يقترح على خلفية مخرجات وتوصيات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ٧٨ الخاصة بحل الدولتين ، يقترح تشكيل آلية أممية تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة تقوم بمهام الرؤى التحضيرية حول الموضوع الصعد المحلية والإقليمية والدولية .
٤— تعلن الأمم المتحدة من خلال آلية الرؤى التحضيرية أو مباشرة العام ٢٠٢٤ عام تأسيسي لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية على أساس حل الدولتين .
٥— تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة أو راتبة لهذا الغرض المهم يتزامن مع أنعقادها جلسات طارئة لبرلمانات الدول والشعوب بقيادة إتحاد البرلماني الدولي مقروء مع قيام ملتقيات تفاكرية قطرية وإقليمية ودولية لمنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بطبيعة النزاع والصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
٦– بغرض إستنباط وتنسيق جهود الحلول الأممية المتكاملة يقترح قيام ثلاث حوارات متكاملة في ظل عام الأساس تحت رعاية الأمم المتحدة لبحث أفضل خيارات وهي.
(1) مؤتمر الحوار السياسي ويشمل الداخل الفلسطيني والإسرائيلي كل على حده ، تترافق معه جلسات طارئة للمنظمات الأقليمية لبحث القرارت السابقة واللاحقة حول الموضوع والتقرير بشأنه ورفعه للأمانة العامة للأمم المتحدة .
( ٢ ) الحوار الحضاري يختص بجمع وتلخيص آراء ورؤى علماء وفقهاء الديانات الرئيسية كل على حده حول الفرص الفقهية والشرعية المتاحة لحل القضية على أساس المشتركات وأساس الدولتين ورفع محضر التوصيات والقرارات المجازة إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة .
( ٣ ) حوار الحضارات تضم عضويته كبار علماء وفقهاء الديانات السماوية والأرضية لبحث خيارات الحلول والمشتركات الإنسانية والدينية بوصفها من مشكاة واحدة لصالح حل القضية الفلسطينية حل على أساس الدولتين الذي يحفظ الآدمية والكرامة الإنسانية .
٧— خلاصة الاعمال والأنشطة بعد إجازتها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في جلسة طارئة أو راتبة يصدر بموحبها الأمين العام للأمم المتحدة قرارا نهائيا ملزمة بإسم شعوب الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية الإسرائيلية على أساس حل الدولتين وإعلان ذات اليوم باليوم العالمي لحل القضية .
٨– تشكيل آلية أممية لمتابعة جهود المانحين وفض الشراكات والتداخلات والإعمار .٩– تكليف مجلس الأمن الدولي في إطار مهامه الخاصة بحفظ الأمن والسلم الدوليين يالإشراف والمتابعة على عمليات فصل وقيام الدولتين وفقا لقرارات حل الدولتين الصادر من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة الدورة الطارئة أو الراتبة تحت رعاية الأمم المتحدة وإشراف مجلس الأمن الدولي الزمان ….. المكان ……
الشهادة ……
التوقيعات …..
والله ولي التوفيق .