الأعمدة

الحرب بين الجيش والدعم السريع تكمل شهرها السادس فيما لايزال الغموض سيدا للموقف

أكملت اليوم الحرب الدائرة بين الجيش ومليشيا الدعم السريع شهرها السادس، فيما لا يزال الغموض سيد الموقف حول من يسيطر علي الوضع وصعوبة التكهن بالمدى الزمني للحرب وسيناريوهات الحل.
ومع استمرار المعارك ولاسيما في العاصمة الخرطوم وبعض مدن غرب السودان، وتهديدات بنقلها الي ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض يتحدث طرفا النزاع عن سيطرتهما الميدانية فيما يقول شهود عيان الخريطة الجغرافية للموقف الميداني غير ثابتة في كثير من اجزائها منذ اندلاع المواجهات في 15 إبريل الماضي، غير أن ملامحها الرئيسة باتت ثابتة منذ اكثر من شهرين بلاتغيير كبير .
6 أشهر ازهقت فيها أرواح كثيرة ودمرت فيها العديد من
الممتلكات العامة والخاصة والوضع على الأرض لايبشر بنصر قريب لأي من الأطراف.
بدأت الحرب والجيش يسيطر نظريا على كل البلاد بولاياتها المختلفة، مسندا حراسات بعض المواقع للدعم السريع ولكن هذه نفسها لم تكن خالصة للدعم كما يروج وإنما كان للقوات الأخرى وجود فيها.

غير أن الناظر بعين فاحصة لخارطة مواقع انتشار القوات قبل اندلاع الحرب يجد أن الدعم السريع كانت معسكراته موزعة بطريقة تمكنه الوصول الي اي موقع في دقائق فلنأخذ منطقة وسط الخرطوم مثالا حيث كان يمتلك معسكرا في دار المؤتمر الوطني سابقا التي يفصلها عن المطار شارع وعن قيادة جهاز المخابرات وقيادة الجيش خطوات وكذلك يمتلك معسكرا آخر في مبنى هيئة العمليات ولاتفصله عن المطار من الناحية الجنوبية اللا خطوات ويملك مقرا في الرياض من الناحية الشرقية ونقطة في الخرطوم اثنين واخرى في شارع الجامعة لايفصلها عن القصر الجمهوري سوى شارع الجامعة.
اذا أضفنا الي ذلك برج قيادته المطل على القيادة العامة من الناحية الغربية نجد أن الدعم السريع كان مطوقا منطقة وسط الخرطوم الاستراتيجية من كل الجهات اذا أضفنا لذلك قواعده خارج هذه الدائرة مثلا في المدينة الرياضية وكافوري وغيرها تكون نظريا كما قلنا السيطرة للجيش وعمليا للدعم السريع اذ انه مطوق منطقة الوسط تطويق كامل، وبالمقابل نجد أن أقرب نقطة عملياتية للجيش من وسط الخرطوم هي المدرعات الشجرة.
في اليوم الأول للحرب وجه الطيران الحربي ضربات موجعة لمعسكرات الدعم السريع واستطاع أن يلحق ضررا كبيرا بجميع مواقعه في العاصمة والبالغة ٣٢ من معسكر الي نقطة تجمع مما اربك هذه القوات وافقدها فعليا القيادة والسيطرة وجعلها تتراجع عن العديد من المواقع التي كانت تهاجمها، ولم يتمكن الدعم السريع في يوم الحرب الأول من أحكام سيطرته اللا على موقعين فقط هما القصر الجمهوري ومقر الإذاعة والتلفزيون في أم درمان وتراجع هجومه على القيادة العامة وابقى على قواته في منطقة حي المطار فقط، محتميا بمجموعة من أسر الضباط والأسرى الذين كان قد القى القبض عليهم من منازلهم.
مكتفيا بقصف القيادة عبر الاسلحة المتوسطة إذ انه لم يكن يملك او يستخدم أسلحة ثقيلة.
استهدف الدعم السريع في يوم الحرب الأول السيطرة على المطارات فإحتل مطار الخرطوم و مروي واستهدف مطارات الأبيض ونيالا والفاشر ولم يستطيع الاحتفاظ اللا بمطار الخرطوم اذ انسحب من مروي في اليوم الثالث للحرب.
أدى القصف المتواصل من الطيران الحربي على معسكرات ومقرات الدعم السريع الي انتشار تلك القوات في الأحياء إذ خرجت القوات الموجودة في معسكر كافوري الي الشوارع وسيطرت وتبعتها القوات الموجودة في معسكر الكدرو والجيلي وتتابع الخروج
وبدأت مظاهر السيطرة على الطرقات في أم درمان والخرطوم وبحري وهذه ادت مظهرا في الساعات الأولى من الحرب أوحى باحكام المليشيا قبضتها على الخرطوم وفي ذات الوقت اربك استراتيجية القوات المسلحة والتي بحسب مجريات الأحداث انها لم تحسب حسابا لذلك.
بدأ الدعم السريع في اليوم الرابع للحرب من لملمة اطرافه بتشغيل شبكة اتصالات بديلة عوضا عن تلك التي تمكن جهاز الأمن من اغلاقها في اليوم الأول للحرب، معتمدا في الأسبوعين الأولين خطة غير قائمة على استحكامات، والسيطرة على مواقع وإنما مهاجمة معسكرات الجيش، محتفظا بالقصر الجمهوري ومقر الإذاعة والتلفزيون والجزء الجنوبي من محيط القيادة العامة.
نواصل
#قلبي_على_وطني
#حرب_كرتي
#جدة_أخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى