الأعمدة

خلعت الدبلة ووضعتها في ظرف ومعها ورقة صغيرة كتبت عليها (عزيزي لم أعد صالحة للزواج)

خلعت الدبلة ووضعتها في ظرف ومعها ورقة صغيرة كتبت عليها
(عزيزي لم أعد صالحة للزواج)
سأرسلها له متى ما حان الظرف المناسب فنحن الان نقيم في مدينة وأسرته تقيم في أخرى..
منذ خرجت من أسر قوات الدعم السريع لا ارد على هاتفه فعليا لا أرغب في اي ارتباط او زواج .. فخطبتي لم تكمل شهرها الثالث عندما اندلعت الحرب.
كانوا يتنابون عليا لا أدري عددهم فلم اكن اهتم بالعدد بقدر ما كان يؤذيني
الفعل في حد ذاته لا اظنه مهما أن فعل بك رجل واحد هذا او كانوا ألفا .. هكذا
تحدثت إحدى الناجيات من سجون الدعم السريع ومضت لتقول كنت عائدة من المستشفى بعد يوم مرهق في
تطبيب الجرحى وفي أحد الشوارع اعترضتني مجموعة منهم كانوا على متن تاتشر البيت، ناداني احدهم الدكتورة تعالي اقتربت من العربة، طالبوني بالركوب معهم حاولت الاعتراض ولكن لم يكن هناك بد فهم لايقلون عن ستة افراد مدججين بالاسلحة ويبدو انهم يعرفونني..
تحركات بنا العربة في عدة طرقات اعرفها جيدا، وصلنا الي احد المنازل انزلوني وجدت فيه عدد من الجرحى لايقل عن ١٥ جريحا أجريت لهم اسعافات أولية قالوا فيما معناه ده المستشفى ومكان عملك من هنا فصاعدا.
فعليا قمت بمعاينة اصاباتهم ابلغتهم بأن بعضهم يحتاج الي نقله للمستشفى ولايمكن علاجه هنا واجريت عمليات خياطة جروح لاخرين..
كنت الفتاة الوحيدة في المكان استمر الحال يومين مهمتي فقط رعاية المصابين في اليوم الثالث. أبلغني من اخطتفني انه سيعيد لي هاتفي واني سانقل مع الجرحى إلى إحدى المستشفيات لم يسميها ومن هناك بامكاني الذهاب الي منزلي ومنحني مبلغا من المال وشكرني وهم بالمغادرة سألته عن التلفون فرد باقتضاب (بدوك لي في المستشفى) لم أراه ثانية ولم أرى المستشفى ولم أرى هاتفي كما انني لم أرى الجرحى بعدها ..
حبست بواسطة احد الجنود في غرفة في ذلك المنزل، كانت أياما لا أعلم عددها ولا ليلها من نهارها .. يتناوبون عليا لا أدري عددهم ولكني احفظ وجوههم ورائحتهم الكريهة..
استبد بي الياس شعرت أن الموت ارحم قررت في لحظة الانتحار وفعلا استخدمت مشرطا كان موجودا في الغرفة فقطعت معصم يدي .. وعندما فتحت عيوني كنت في منزل لأسرة اسعفتني بعد أن رماني الوحوش في شارع جانبي لاموت خارج المنزل الذي يستخدمونه..
هذه رواية إحدى الناجيات من سجون المليشيا وهي طبيبة اختفت بحسب روايتها في اليوم العاشر من الحرب ولمدة عشرين يوما قبل أن تعود لاسرتها وهي عبارة عن شبح
انسان..
سجل عداد أيام معارك السودان 180 يوما، لياليها باتت حبلى بمآسٍ وأوجاع وفواجع خلفتها مظاهر العنف الجنسي ضد الفتيات والسيدات والأطفال، بينما تتوارى صرخاتهم خلف صوت القصف المدفعي والطيران والدمار والنزوح والتشريد، لترسم صورة قاتمة لا تقل بشاعة عن القتل وسفك الدماء.
تقول وحدة مكافحة العنف ضد النساء وهي وحدة حكومية أن حالات الاغتصاب المسجلة والمثبتة ١٣٥ حالة غير أن منظمات تقدر النساء اللائي تعرضن للانتهاك والاستعباد الجنسي بعدد يتراوح ما بين 700 الي 1000 امراءة.
وتؤكد منظمات حقوقية دولية وإقليمية ومحلية ضلوع عناصر من قوات الدعم السريع في عمليات اغتصاب وعنف جنسي في مناطق سيطرتها. إذ أعلنت “هيومن رايتس ووتش” أن قوات الدعم السريع، وميليشيات متحالفة معها في السودان، اغتصبت عشرات النساء والفتيات في الجنينة، عاصمة ولاية غرب دارفور، وهاربات إلى تشاد مايو وأواخر يونيو الماضي.
وترجح المنظمة أن المهاجمين استهدفوهن بسبب انتمائهن إلى قبيلة المساليت، وفي بعض الحالات، لأنهن كن ناشطات معروفات.
وسجلت منظمة مستقبل النساء الدارفورية 103 حوادث اغتصاب في جنوب دارفور وغربها منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع 15 أبريل و حتى بداية أغسطس، 24 ناجية فقط من بينهن تلقين العلاج.
ورصدت مبادرة “ناجيات حرب 15 أبريل” 79 حالة اغتصاب، بينهن أربع قاصرات في الخرطوم وحدها، وأخريات تم احتجازهن واغتصابهن لأيام، وبعضهن تعرضن لاغتصاب جماعي منذ بداية الحرب وبحسب موقع “دارج ” المهتم بالقضايا النسوية. أن المبادرة، أكدت وفاة ثلاث نساء بسبب الاعتداءات الجنسية، ولم يتسنَّ لعناصر المبادرة الوصول الى دارفور بسبب سوء الأوضاع.
نواصل
#قلبي_على_وطني
#جدة_غير_وفيها_الخير
#حرب_كرتي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى