تقارير

مفهوم المقاومة الشعبية للتمرد : نجاة الحاج

نتايج الحرب بين القوات المسلحة وماليشيا الدعم السريع كانت آثارها كارثية على الشعب السودانى من دمار للبنية الأساسية وقتل وتشريد واعتداء على الارض والعرض وتلك اثار حتمية لتمرد اى ماليشيا على القوة الشرعية الوحيدة المنوط بها استخدام القوة لحفظ النظام والقانون لحماية الدستور ورعاية مصلحة اى شعب وعند تعرض كل ذلك للخطر فان من حق الشعوب ان تبتكر و تسخر كافة أشكال المقاومة لحماية مصالحها وان ترتب ذلك بشكل يحافظ على مصالح الامة ووحدتها ارضاً وشعبا بحكمة وتنسيق كامل مع المؤسسات القائمة طالما آنها قائمة وقادرة ان تقوم بدورها دون فوضى او انفراط فى عقدها ، وفى تجارب فى مثل اوضاعنا التى فى واقعها يخضع لعامل التنوع العرقى والثقافى والجهوى والدينى ولها اثر كبير فى تكوينها والتى شكلت مشكلة فى فشلنا فى ادارتها لكى تكون عامل وحدة وثراء وغنى كما هى فى دول كثيرة تمتعت بمثل هذا التنوع بل أصبحت لدينا مصدرا للفرقة والشتات فان علينا ان نمارس كثير من الحوار فى معالجتها متخطين الوقوع العاطفى فى كل ردود الأفعال المستعجلة طالما كان الثابت انه لا داخليا او خارجيا هناك من لا يدعم لا قانونا ولا شرعا ان الماليشيا لا يمكن ان تحكم دولة وان مؤسسات الدولة قائمة بشرعيتها مهما تغير حجم ادائها من مرحلة إلى اخرى مدعومة بمقاومة شعبية كبيرة وموحدة ومتنوعة فى تنسيق كامل ومتناغم معها ، لذلك فان الدعوه العشوائية لتسليح الجماهير مهما كان الهدف خيرا فى ظل خارطة الصراع القبلى والجهوى فى بلادنا قد يقود إلى اضافة الية السلاح لحسم تلك الصراعات بعيدا عن سلطة القانون ويزيد من حالة الفرقة والشتات وفى النهاية إلى حرب اهلية طاحنة والتى يمكن ان تساهم فى الفوضى التى يسمونها خلاقة وهى فى الحقيقة تنفيذ لخارطة تقسيم البلاد وفقا لخارطة السيطرة على الإقليم كله المعروفة والمنشورة ،
انهاء حالة الحرب واجب وطنى لكل فرد فى هذا الوطن الغالى الذى يدفع أثمانا غالية فى كل يوم تستمر فيه هذه الحرب وحدة واصلاح وتطوير ودعم ومساندة القوات المسلحة السودانية لتقوم بواجبها الدستورى شعار يجب ان يتوحد خلفه الجميع، حسن مخاطبة جذور المشكلة بعيداً عن المصالح الشخصية والفئوية والقبلية وفى إطار المصلحة القومية برؤية حكيمة وإدارة التنوع بإسلوب يؤدى إثراء وتنمية المجتمع لبناء مجتمع يقوم على المواطنة هو هدف الساعة . مجتمع بلا ماليشيات وبلا فوضى فى السلاح وخلق جيش قومى يحتكر سلطة استخدام السلاح فى حماية الدستور والشعب شعار المرحلة.
المقاومة السلمية بأمضى سلاح للجماهير ( ارادة الامة ) يحافظ على وحدة السودان ارضا وشعبا . على كل القوى السياسية ولجان المقاومة والفصائل المسلحة والقوات المسلحة ان تنتبه إلى المخاطر التى يتعرض لها السودان وان ينبذوا خلافاتهم ويعكفوا على كثير من إعمال الفكر والمواظبة على كثير من الذكر حتى لا يصبح الصبح ولا يجدون وطنا يختلفون عليه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى