الأعمدة

من معالم مدينة بحرى ميدان عقرب شيخ ميادين السودان يبلغ ال 102 عام (الحلقة 1) : بقلم : أمير شاهين

ولان مدينة بحرى عريقة و عتيقة فان العديد من معالمها حملت لقب “شيخ” بمعنى الاقدم و الاعرق و الكبير لدى القوم وكما يقول المثل السودانى “الماعندو كبير يشترى كبير ” , فمثلا كوبرى النيل الازرق والذى يحمل لقب ” شيخ الكبارى يعتبر ثاني اقدم كوبرى يتم تشييده فى السودان فى العام 1910م بعد كوبرى عطبرة و وهو الاول في العاصمة , وبالرغم من ان الكوبرى معلم مشترك بين المدينتين الشقيقتين ( الخرطوم و الخرطوم بحرى ) الا انه يعتبر معلم بحراوى اكثر منه خرطومى بسبب انه اولا كان يحمل من ضمن الاسماء العديدة التى اطلقت عليه اسم ” كوبرى بحرى” والثانى انه بدأ تشييده بداية من الخرطوم بحرى باتجاه الخرطوم وذلك بسبب مد خط السكة حديد الذى وصل بحرى اولا قادما من الشمال وبالطبع فأن تشييد الكوبرى كان الغرض الرئيس منه هو وصول القطار الى الخرطوم عبر الكوبرى العتيق والذى فى هذا العام يحتفل بعيد ميلاده ال113 ( 1910-2023) وان شاء الله عمر مديد وحديد ! ومن رموز بحرى ايضا من حمل لقب ” شيخ” هو نادى التحرير الذى يحمل لقب ” شيخ الاندية” بوصفه واحد من اقدم الاندية فى السودان اذ انه كان موجودا منذ العام 1927 باسم استاك وكانت له صولات و جولات مع اندية ام درمان فى دار الرياضة ام درمان تميزت بقوة المنافسة و الندية مثل فريق الموردة والذى هو ايضا ينافس على حمل لقب شيخ الاندية و تيم عباس الذى انقسم فيما بعد الى فريقى الهلال و المريخ , ومعروف بان استاك والذى تم تسجيله رسميا واصدار شهادة ميلاده كانت فى العام 1930 وهو نفس العام الذى تاسس فيه نادى الهلال العاصمى , ومن انجازات استاك والذى تحول اسمه الى التحرير عقب استقلال السودان الى التحرير هو حصوله على اول بطولة للدورى وكاس السودان معا فى العام 1951 وبعدها كانت له اسهامات كبيرة ومقدرة فى مسيرة الرياضة عامة وكرة القدم خاصة , وكمثل رصفائه الهلال و المريخ فقد تاسست فرق تحمل اسم التحرير فى كل مدن السودان تقريبا وتعتبر نفسها امتداد طبيعى للتحرير البحرواى الاب هذا التوهج للنادى بلغ اوجه فى فترة السبعينات عندما كان التحرير يشكل المربع الذهبى لكرة القدم مع الهلال و المريخ والموردة , ويظهر هذا التاثير جليا عندم اصدر الرئيس الاسبق جعفر نميرى قرارا بالغاء الاندية الرياضية و الاستعاضة عنها بما اطلق عليه اسم ” الرياضة الجماهيرية ” فى العام 1976م عندما قال : بعد اليوم لا هلال و لا مريخ و لا موردة و لا تحرير !
ومن ضمن المعالم والرموز البحراوية التى حملت لقب ” الشيخ” هو ميدان عقرب والذى يحمل عن جدارة لقب ” شيخ الميادين ” وذلك بسبب عراقته والتى تعود العام 1921 عندما اطلق عليه هذا الاسم , وبهذا فالميدان يعتبر واحد من اقدم الميادين فى السودان وبالطبع لا نستطيع الجزم بانه الاقدم لعدم وجود بيانات ومراجع موثوق بها .
يقع الميدان العريق شرق شارع المعونة وغرب شارع (الضبطية)، ثم من الجنوب منه نجد اشلاق البوليس و شمالا حى الديوم حيث تطل عليه منازل اصدقاؤنا اسماعيل وعبده سرور ومن هذا الاتجاه لا يبعد كثيرا عن سوق سعد قشرة المشهور بعيدا وهذا الموقع الفريد للميدان جعله يقع فى القلب تماما فى بحرى القديمة.
وبالرغم من ان شهادة ميلاد الميدان وعلى حسب افادة غالبية المختصين تعود الى العام 1921م , الا ان الميدان كان موجودا قبل هذا التاريخ تحت اسم ميدان اركويت وهو الاسم القديم لحى الديوم ويقال بان تسمية اركويت جاءت نتيجة لوجود اشجار الموسكيت ( التمرابونا) والتى زرعها الانجليز بكثافة في بحرى لتعمل كمصدات للرياح و مكافحة التصحر ويعتقد بان تاريخ وجود الميدان يعود الى تاريخ تأسيس الحى نفسه على يد المفتش البريطانى وقتها المستر سمسم فى حوالى العام 1910 و ذلك لايجاد المساكن للعمالة التى ازداد عددها فى بحرى نتيجة لبداية ازدهار المدينة بانشاء النقل النهرى و الميكانيكى و المخازن و المهمات و السكة حديد و مستشفى بحرى و تشييد كوبرى النيل الازرق حيث صارت بحرى مركز جذب لكل اهل السودان للعمل و الاستقرار بها واتخاذها وطنا دائما لهم ولابنائهم من بعدهم .
ونواصل ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى