معذرة اكتوبر الأخضر .
انت فينا لا زلت فتيا اخضر رغم اننا قد شهدناك ونحن صبية كانت وقتها ريشات الوعي الثوري تنمو هشة في أجنحة حلمنا نحو افاق مستقبل اكثر خضرة.
وها انت تعود اليوم غاضبا حزينا لترانا نتوسد جفاف العمر عند قارعة الحسرة.. ولعلك تلعننا و نحن نخطو في وهن احباطنا من جراء خزالاننا لك ونكوصنا عن ان ننتظرك في محطة خطواتك نحونا وانت تناهز الستين من عمر انتظارك الطويل متكئا على حوائط الامل في ان نتعافى من شرور خلافاتنا ونجتث من دواخلنا نزعات البغضاء و سواد الكراهية وعناصر التنافر وكنت تامل فينا استغلال تنوعنا لاقتسام مواردنا إعمالا لعزم البناء لا لخنق ما تركته فينا من بصيص التفاؤل .
وها نحن نستقبلك اليوم في ذكراك وقد جئتنا منهكا من مشوار عمرك تتوكأ على عصا وعدنا لك التي اكلها سوس الفشل وقد قطعتها لنا خضراء من شجرة النضال بفرح تفاؤلك الذي لم نكن بحجم تحدي الظروف لنحافظ على وصاياك بالعض على ذكراك بنواجز الاصرار على تجدد روح الثورة رغم سعار اعدائها !
فمعذرة اكتوبر و ها نحن ننكفي على ادمع خجلنا و قد اتيت لتجد سكاكين خيبتنا تتناوش وطنا تركته فينا كبيرا وهاهو قد انقسم مرة و بوادر المرات القادمات ترتسم بمداد الدماء على بقية الخارطة المهترئة.
فهل يجدي الإعتذار او ينفع الندم..؟
ولكن العزاء الوحيد اننا سنمضي نحن جيل الخيبات والانقسامات مع خطى الزمن الى دورة الفناء، لنستودعك شبابا عسى ان يستمدوا من تجدد. خضرتك عزما جديدا لغد اكثر وعيا بقيمة رقعة الارض المسماة الوطن ولعلهم يستلهموا من خيباتنا دوافع الخروج به من مزالق الغرق اخذا بحدوده الى مرافي النجاة.. يا اخضرا لا ولم ولن يغشاه التيبس وان نحن هرمنا او ذهبنا.. فمعذرة الف معذرة.. اكتوبر الأخضر.