الأعمدة

رؤى متجددة / أبشر رفاي : الدبيب ومجر الحبل مفاوضات جدة بين مد فرص النجاح وجزر عناصر الفشل .

????في الأثر الشعبي فارس الدور محقور ، وزامر الحي لا يطرب ، وكلام القصير بيجي أخير وفي رواية مابنسمع عديل .
فكم تمنينا بأن ظروف الحياة ومشاغل الدنيا الكثيرة قد سمحت للقارئ الكريم ولمن يهمه الأمر بمتابعة ما كتب وظل يكتب عن تشخيص وطرح خيارات الحلول لقضيتنا وأزمتنا الوطنية وفي سياقها سنورد مختصر تجربة المستقلون والرؤى المتجددة في هذا الصدد ولازالت تورد ولن تمل الإيراد .
نذكر حينما طرحت فكرة الحوار الوطني في ظل النظام السابق ، لاحظنا إختلالا واضحا بميزان مدفوعات الفكرة .
ممثلا في الفرق بين الشعار والمشروع ، وبينه ونقطة الشروع . فعلى الرغم من أساليب الإقصاء غير المبررة الذي مورس بحقنا ومستقلي الرؤية الوطنية تحت ظروف غامضة كما الحال بالضبط عند القحاطة وآخرين من دونهم في ظل التغيير وماهو بتغيير . وقد ثبت بأنه الخراب بعينه .
طالبنا وبهدوء وطني متجرد بضرورة ترفيع مفاهيم وتصاميم ومنصات وتطبيقات الحوار الوطني من حوار وطني حول المصالح إلى حوار وطني حول الحقيقة والمصالحة والوطنية الشاملة . ولو قدر بأن تم الأخذ بتلك الفكرة الإستراتيجية المتقدمة . لإنتهى الحوار إلى ثلاث نتائج حتمية كان يمكن أن تجنب البلاد أي مهددات كامنة وقتها أو مكنة لاحقا كالتي وقع فيها اليوم الوطن والمواطن والدولة .
النتيجة الأولى تحقيق أعلى الدرجات الممكنة المتعلقة بممسكات وحدة الجبهة الداخلية . ثانيا الوصول إلى فترة إنتقالية مثالية مدنية مدنية أو مدنية عسكرية كما الحال في ٦ أبريل من العام ١٩٨٥ نموذج المشير الراحل المقيم سوار الدهب ودكتور الجزولي دفع الله . والتي وضعناها في خارطة طريق وقتها من عشر نقاط تحت عنون الخروج الآمن للوطن والمواطن والدولة وغيرها . كبديل حتمي للمطروح في ذلك الوقت تحت مسمى الهبوط الناعم والذي أكدت الأيام التي لا تكذب بأنه هبوط غير ناعم ومنعم بالمرة بدليل الكوارث والمأساة وصور الخراب المشهود .
النتيجة الثالثة تحيبد التدخل والتداخل الأجنبي والإستقواء به والذي ظل كعادة سياسية سودانية بالغة المكر والسوء ومن لدن معركة كرري وقبلها ظل يدخل من باب تفكك الجبهة الداخلية والكل يدرك حكمة ( تأبى الرماح إذا إجتمعن تكسرا فإذا إفترقنا تكسرت آحادا ) .
حينما إندلعت ثورة ١٩ ديسمبر سمها ثورة حقيقية أو مصنوعة أو إنقلاب المهم في الأمر أن الرؤى المتجددة في ذلك الزمان الباكر قد سجلت ملاحظة مهمة للغاية لم تجد من يأخذ بها وهي أن الحشود الثورية والمثورنة وبتاعين الثورات الذين يجيبون شوارع العاصمة القومية وبعض الولايات وحيث الإعتصام . في حيقيقة أمرهم هم طرائق قداد يجمعون فقط على شئ واحد وهو إسقاط النظام وحين يسقط يتفرقون أيدي سبأ . وسيظل الفاصل بينهم . ما تفوهت به أقذر الألسن وما صنع الحداد .
وهم مجموعة الشرعية مجموعة القضية مجموعة العداءات الحزبية والأيدلوجية ، مجموعة الحقوق الطبيعة والطليعية ، مجموعة تعكير المياه وزيادة عكورتها والإصطياد فيها .
وفي ساحة الإعتصام نبهت الرؤى المتجددة إلى وجود ثلاث شراك خطيرة منصوبة بخبث شديد لا ترى بالعين السياسية المجرد . وهى شرك لإصياد النظام السابق . شرك لإصطياد المنظومة العسكرية والأمنية من مكان قريب . شرك لإصطياد شركاء الحكم المحتملين . وهذا هو السر الذي جعل شركاء هذا الشراك يصرون على إبقاء الشباب والشعب رغم إنجازهم للمهمة الثورية يبقون إلى أطول فترة ممكنة بأرض الاعتصام رافضين تطوير فكرة الأعتصام الجغرافي إلى عصمة سياسية عامة ، بحجة ظاهرها تعزيز أهداف الثورة وباطنها تمكين الشراك والشباك من الإصطياد لأكبر قدر من الشركاء المحتملين . قبل أن يتفاجأ المشرك وصاحب الشراك بأن شركه قد شال دابي ( عرز في حلو وفي التحلو ) .
في بداية عهد التغيير قدمت الرؤى المتجددة حزمة من المرتكزات الفكرية والسياسية والتنظيمية والدستورية التي من شأنها العبور بالوطن والمواطن والدولة والممارسة السياسية إلى بر الأمان .
ولكن للأسف الشديد أوصياء الثورة ممن أطلقوا على أنفسهم أكثر من إسم ولا زالوا يطلقون ، برفقة التدخل الأجنبي السافر عقدوا العزم على التشكيك وتعطيل أي جهد وطني له القدرة والحق في المساهمة بالخروج بالفترة الإنتقالية إلى بر الأمان .
بدليل ضياع وتضييع أكثر من فرصة ابرزها فرصة النداء الصريح الذي تفضل به المجلس العسكري الإنتقالي وقتها عبر لجنته السياسية الذي طالب فيه كافة القوى السياسية عدا النظام السابق ووافقه النظام السابق الرأي بتقديم الرؤى الوطنية والمبادرات عن كيفية وضع سياسات لإدارة الفترة الإنتقالية وقد بلغت الرؤى في تلك الفترة المبكرة مئة وثلاث رؤية وطنية متكاملة . لم تتقاطع معها سوى رؤية واحدة فقط وهي الرؤية الإقصائية الإستعلائية لمن أطلقوا على أنفسهم أوصياء ثورة الشعب والشباب والتغيير . وصايا دون أي وجه حق ولا شرعية دستورية . بل حتى شرعية الثورة الشعبية كحق عام لاتسمح بصور وأنماط التجيير الحزبي والأيدلوجي والشخصي والأجنبي والمؤجنب الخطير المكير الذي أورد البلاد والعباد في نهاية المطاف مورد الهلاك والخراب .
ثم فرصة دعوة السيد القائد العام رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان حينما طالب جميع القوى السياسية عدا النظام السابق في مقدمتها قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي بأن تجتمع على كلمة سواء لتحقيق أعلى حد ممكن للوحدة الوطنية ووحدة تماسك الجبهة الداخلية وعلى وجه الخصوص المدنية متعهدا بتسليم مقاليد الأمور لهذا التوافق العريض . وبتالي خروج المؤسسة العسكرية من حوار الآلية الثلاثية والتفرغ إلى مهامها الدستورية القانونية المهنية المعروفة .
وللحقيقة والتاريخ الكل قد وافق ورحب بالفكرة الوطنية المتجردة . عدا أوصياء الثورة والتغيير كما جرت العادة ( وتجرجرت) فقد قابلوا الخطوة بمزيد من التطرف والتعنت الاجوف وذلك بأطلاق عبارات السخرية على جميع شركاء الكفاح التراكمي وشركاء الوطن والقضية ونعتهم بالأغراق قبل أن تغرق مواقفهم التراكمية الأقصائية الإنتقامية تغرق الوطن والمواطن والدولة في غياهب جب الحرب الهجين اللعين .
وياليت توقفت المواقف الإقصائية الإحتكارية عند ذلك الحد بل ظهر بغتة في الساحة الوطنية الملبدة بغيوم المكر السياسي الشديد ظهرت ( مقوقية ) جنا النديهة السياسية مشروع الإتفاق الإطاري والذي لاندرى متى كان سد مال وعقد أمه لأبيه ولا أين قبة وقبب نديهته وشيخها الواصل . معقدا المشهد السياسي بالكامل سياسيا وعسكريا وأجنبيا وأخيرا إنسانيا .
فسار الجمل بما حمل حتى سقط في هاوية الحرب التي أحرقت الجميع إلا من فر بجلده أو أمر بالفرار . فالذي ذكر يمثل خط منحنى الأزمة والأطار المرجعي للمصيبة والفتنة والحرب وليس عن من بدأها وأطلق رصاصتها .
وياسلام على برمائية وحربائية المواقف السياسية زمان كانوا يشجعون على سلوك الفجور في الخصومة السياسية والإنغلاق وخطاب الكراهية وبعد فوات الأوان اليوم ظهرت الثعالب مجددا والثعلب المكار ظهر في ثياب الواعظين بأن لا للحرب ولا لخطاب الكراهية ، نعم للجبهة المدنية العريضة لنبذ الحرب وتحكيم صوت العقل (وهلمواجرجرة ) والغريق قدام .
ولكنه فاليعلم هؤلاء والذين من خلفهم وأمامهم بأن الوطن والمواطن والدولة بعد التجربة المريرة التي عاشها بسبب المماحكات والمكايدات والمؤامرات السياسية الداخلية والأجنبية القاتلة لن يلدغ من جحرها المظلم الظالم ثلاث مرات .
وحينما إندلعت الحرب لم يمض على إندلاعها الأسبوع حتى تقدم المستقلون والرؤى المتجددة بخارطة طريق محكمة منشورة ، كان يمكن أن تجنب البلاد كل كوارث ومصائب الحرب اللعينة الهجين ، حيث لم تتوقف الرؤى المتجددة عند ذلك الحد بل تابعت جهود المبادرات الداخلية والخارجية . مبادرة دول الجوار بالقاهرة مبادرة الإتحاد الأفريقي مبادرة الجامعة العربية مبادرة الإيقاد مبادرة منبر جدة .
والتي أكدت من خلالها الرؤى بأنها أكثر قبولا وجدارة في حل الأزمة السودانية في حال تجنبها لثلاث أشياء التدخل الأجنبي المباشر وغير المباشر في شئون البلاد الداخلية عبر إحياء أدوات الإتفاق الإطاري سيئ الذكر . وفرض الوصايا والوشايا على الشعب السوداني مباشرة وعبر الوكلاء الذي دفع بسببهم والذين من خلفهم ثمن الحرب اللعينة الهجين التي قضت على الأخضر واليابس . ومن هنا من حق المعضيه الدبيب خاصة من عينة ( ابوكروكرو ، وأبوندرق الجدادي ، والمقطية ، وأم نوامة ، ومديشنة ، والبرل ) بخاف من مجر الحبل .
نعم إن إستئناف أعمال منبر جدة مهما عظمت الهواجس والمحاذير ومواقف البعض هو في النهاية فأل حسن وبشارة خير ، من ثلاث مؤشرات المؤشر الأول الحرب باتت قاب قوسين أو أدنى من أن تضع أوزارها بمنطق وحكمة لكل بداية نهاية ومنها عمر الدنيا والأنظمة والأنسان .
ثم مؤشر معاناة الشعب السوداني التي بلغت أقسى وأقصى درجاتها على مستوى العالقين بمناطق الصراع والإستضافة الداخلية بالولايات والمعابر الحدودية وحيث اللجوء . معاناة تجاوزت حد الخيال والتصور والتي أبقت بدورها حياة المواطن من كل الطبقات والفئات العمرية أبقته بين سندان مر الألم ومطرقة فقدان الأمل بما في ذلك الأمل في الحياة الأنسانية الكريمة وربما الأمل في البقاء . ثم المؤشر الإيماني ( إن جنحوا للسلم فأجنح لها وتوكل على الله ) وأكثر من آية في السياق .
ثم مؤشر بأن الشعب السوداني مهما طالت به المحن صبر ومتى ما أتته المنح من عزيز حكيم شكر مؤكدا على حتمية معالجة قضاياه بأيادي أبنائه ولا مانع من دور تيسيير الأشقاء والأصدقاء المخلصين الذين يمثلون اليوم المبادرات التي سعت بصدق تام لمعالجة قضية الحرب والسلام في السودان . نعم لن يجد الشعب السوداني والدولة وقضاياه من حيث التوقيت والموضاعات أكثر من المواقيت الآنية التي جاد بها علام الغيوب . فالكل بات اليوم مشغولا بمصيبته الأكبر ، والزول يونسو وبونسو غرضوا ، فأرجو ان لا تفوتوا هذه السانحة . وتبقوا سببا لتدخل دولي تآمري لا قبل لنا به قد ظل متربصا بالبلاد منذ عقود ، تدخلا أجنبيا كما العادة مستغلا تفكك الجبهة الداخلية وأخريات كثر . وهي ( وصية أضعف الخلق ) ضعوها في الحسبان وهي كذلك لمن قرأ وألقى السمع وأرسل البصر كرة كرتين وأرسى البصيرة وهو شهيد .
قراءة أخيرة يجب أن تتوفر الثقة الكاملة كما أشرنا في منبر جدة وأن نضع الشكوك المطلقة جانبا والإبتعاد الكامل عن أساليب الوصايا . على الآخرين
فالأوضاع والظروف قبل الحرب ليست هي الأوضاع بعدها . وقد أشار إلى ذلك بوضوح رئيس وفد القوات المسلحة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم من خلال خطابه الذي تضمن جملة من اللاءات محل حرص وإحترام الجميع وهي لا تفريط في السيادة والدولة وارادة وكرامة الشعب السوداني ووحدة جبهته الداخلية بلا وصايا وإقصاء . ثم مافي حاجة إسمها عفا الله عما سلف ، وهذا يعني ضمنيا عدم الرجوع والتعاطي بأي شكل من الأشكال سر وعلانية للأوضاع ماقبل الحرب .
وبتالي سواء إن جئت بكدمول المدنية العريضة أوبقناع ثعلبه الاخلاق الوطنية الحميدة أو ( متاتيك ومقوقيق الكفيل والوكيل ) . فهذا كله عهده قد ولى وانتهى والفيه إتعرفت و ال في جبينو الليلة بأن .
المهم في منبر جدة الذي ندعو له بالنجاح بأنه محصورا فقط لاغير في موضوعات البيئة العسكرية المنصوص عليها في إعلان جدة وإتفاقه التنفيذي والألتزام به هذه المرة حرفيا غير قبل للتملص والخروقات الماكرة والإستفزازية المسيئة بالدرجة الأولى لسمعة الوطن والدولة والموطن وعلاقته بأحترام العقود والعهود . ثم الإنتقال ضمنيا إلى ملف القضايا الإنسانية الخاص كما أشرنا بالمواطنين العالقين بمناطق الصراع والإستضافة وحيث اللجوء . أما الملف السياسي فهذا سنفرد له مساحة خاصة إن شاء الله .
نصيحة غالية لمنبر جدة نرجو ثم نرجو الإبتعاد الكامل عن الإتفاق الني وهدنه الكثيرة السابقة . فكيف تعمل إتفاق بدون رقابة ومتابعة وتقويم ومحاسبة . كيف للمرء أن يوقع على إتفاق بكامل إرادته تم يتردد ويعجز لاحقا في عدم الإيفاء بالإلتزاماته . هذا الوضع في العرف الأمني السوداني أفضل منه حال الحرب ( فكتلوك ولا جوك جوك ) .
فعلى أية حال نجاح منبر جدة مرهون بتحرير قضاياه التفاوضية وأبعاده التيسيرية من الأجندة الخارجية والداخلية السابحة بإلاساس عكس التيار .
كما الحال بالضبط في طريقة إشعال الحرب اللعينة ووقفها .
فإذا لم يتم الإنتباه إلى هذه الأشياء التي تبدو بسيطة فأعداء السلام ووقف الحرب كثر يمكن (يقدونها ) لك من داخل التفاوض وعلى ما إتفقت عليه . انتبهوا ثم أنتبهوا ألى مثل هذه الهجمات السياسية المرتدة التي ستعمق مأساة وجراح الشعب السودان الأبي والذي ظل وعلى مدى سبعة شهور يتجرع حنظل الحرب والمصيبة ويلوك الصبر الجميل وصبر أولي العزم وصبر أيوب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى