الأعمدة

عودة البرهان..امس.. (ولقيط الكركعوب)..!

خرج البرهان بتلك الطريقة المفاجئة التي اختلف حولها فقهاء القوم وسفهائهم.. فارا بجلده من مخبأ الشهور الاولى و الحرجة تاركا وراءه عاصمة السيادة ومنصة القيادة والنار تلتهم كل معاطفها المترهلة في ابعاد ثلاثية جسدها الذي تناهشته براثن التمرد وعاثت فسادا في حرمته !
ذهب الرجل متنقلا على اجنحة الوهم هنا وهناك متسربلا صفته السياسية وهجر ميدان المعركة في اوج اللهيب الذي يتطلب وجوده بين جنوده وقد فتح باب التاويلات بذلك الخروج مشرعا على مصراعيه بان عنان قيادة جواد الجيش اصبح في يد سدنة الحركة الاسلامية والفلول الذين ارغموه على خوض غمار الحرب ليذعن لضغطهم عليه.. وألا فمصيره سيكون مثل سلفه وصنيعتهم البشير!!!
ظل البرهان خارج العاصمة المغتصبة الى ان قضى التمرد وطره بامتصاص سلافة شبابها وتركها مجهدة كحيزبون عجفاء!
ثم اتجه غربا لتوسيع رقعة الخراب والدمار وكأن تلك المناطق المنكوبة اصلا ناقصة ويعوزها المزيد من الوجع!
فتتالت عملية سقوط مراكز الجيش في نيالا وبليلة وزالنجي.. وجن جنون دعاة الحرب الذين وقفوا من قبل ذلك سدا منيعا امام مساعي منعها قبل وقوعها وقبل ان تستفحل بعد ذلك.. وباتوا يكيلون السباب للبرهان و يصفونه بالدعامي الخائن والقحاطي العميل.. بل نادى بعض ابواقهم ونافخي كير الفتن الاسفيرية الى الانقلاب عليه صراحة!
الى ان عاد بالامس في وادي سيدنا ليبث في عروقهم التي تجمد فبها دم الهلع شيئا من دفء التفاؤل بالقول الهلاني وفي كلمات ليست كالرصاص ولاهي منطلقة من فوهة مدفع ولا متنزلةمن مروحة مسيرة بدون طيار ..
فتحول الرجل فجاة في غمرة بهجتهم بطلته البهية الى سيف بتار وأسد هصور وكارب لقاش البسالة وفاكا للجام التخاذل.
فهذه العودة المتاخرة بعد خراب العاصمة و اشتعال الاطراف العزيزة وعدم جدواها في الوقت الحالي.. ذكرتني بما يسميه اهلنا مزارعو مشروع الجزيرة والمناقل بلقطة قطن ( الكركعوب) وهو ما يعني ضمنا تعويل المزارع الذي اكلت البهائم المتعدية اجمل لقطات موسم قطنه في شرباته اليانعة.. فعاد يبحث عن بقايا القطن المتساقط ارضا مع جفاف الاعواد. ويباس الاكمام حتى يقف مع بقية المزارعين في مكتب الصرف متظاهرا بان حصاده كان وفيرا..!
دعك الان ياسيادة القائد الهمام..من بقايا التمرد المتفلتة في الخرطوم.. لان اتفاق تفاوض جدة ان هو تم سيتكفل بلملمة قطعانهم المرعوبة من الخروج بدون ضمانات تؤمن حيانهم وتوفر سلامتهم عند الانسحاب.
والمطلوب منك ان تقرع من جفلوا الى مناطق غرب البلاد فهي التي تنادي الان وا..(معتصماه..) ان كنت حقا كما وصفك من تراجعوا عن تخوينك وقالوا لخصمك اللدود.. جاك الموت يا تارك الصلاة.. فهناك الميدان ياحميدان.. بدلا عن لقيط الكركعوب في نواحي حواشة العاصمة التعيسة التي فات فبها الفوات ولانقول ان غنايها قد مات.. عافها الله و رد اليها اهلها من شتات الذل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى