دولة كيزانية مع مصر وطبعا من الدرجة الثانية او الثالثة..!
هي مصر بذاتها وصفاتها التي قال فيها كيزان السودان اكثر مما قال المتنبي هجاء في كافور الاخشيدي و تظاهروا وهتفوا بشتمها تضامنا مع ضحايا ميدان رابعة حينما فضت قوات نظام السيسي اعتصامهم المعروف..!
ثم عادوا هم ذات كيزان السودان على اعقابهم وسعوا عبر لجنتهم الامنية الحاكمة هنا وقتئذ عقب ثورة ديسمبر للاستفادة من خبرة اجهزة مخابراتها في اتمام عملية فض اعتصام الشباب الثوار وسحلهم تحت احذية الدعم السريع امام بوابة وناظري القوات المسلحة الام التي سقط من رحمها ذلك المكون الشيطاني نفسه المسمى الدعم السريع سفاحا.!
وكان خلقهم لقوات حميدتي وقتها تماما مثل ادخال راس العجل في زير سقيا استقرار السودان وهاهو الان بعد ان تمرد عليهم ارادوا معالجة الامر بكسر الزير نفسه بعد ان استعصى عليهم قطع رقبة العحل واتجهوا الى خيار دك العاصمة على رؤوس من تبقى وما تبقى فيها من الحياة البائسة تطبيقا لمبدا هد المعبد كله او حريق روما بعد ان عجزوا عن اخراج قروق ذلك العجل من زير العاصمة المحدود دعك عن بقية السودان المهدد بتمدد سرطان صنيعتهم الدعم السريع !
اليوم تتكشف عمالة الكيزان لنفس نظام مصر الذي اذاق جماعتهم ولازال ويلات الاذلال وهاهو الكوز ربيع عبد العاطي الخبير الوطني المزعوم وفي تسجيل صوتي نشره في مسامع الاسافير يطلق بالونا كيزانيا لقياس مدى قبول اهل الوسط او رفضهم لمشروع دولة البحر والنهر في حدود خارطة مشروع مثلث حمدي اياه لتتشكل منه دولة تتبع لمصر ولو تكون حدودها جغرافيا وديموغرافيا وسياديا من الدرجة الثانية او الثالثة في نظرة التعالي المصرية حيال السودان وانسانه ذلك البواب الساذج !
المهم عند الكيزان ما اطيب ذلك الاذلال طالما انه سيخلصهم من ورطة اقاليم غرب السودان و تخومه الجنوبية في الجبال والنيل الازرق التي صنعوا مشاكلها بذات النظرة الاستعلائية العروبية الزائفة ونسبوها الى فكرهم الاقصائي الذي لايمت للاسلام بادنى صلة وهو دين التسامح الداعي لعدم التفرقة بين البشر ألا بمعيار التقوى او عدمها دون النظر الى اللون او العرق او الجهة !
وهم ذاتهم الكيزان الذين شحنوا الشعور العام بمفهوم عمالة غيرهم منذ اندلاع حربهم اللعينةهذه.!
ولكن مطالبتهم لمصر بقضم ولايات الشمال والشرق والوسط ليس عمالة ولا تخليا عن مبدأ الوطنية او الكرامة التي تذرعوا بها وهم يقاتلون من اجل مصالحهم تسترا خلف بزة الجيش التي مزقوا هيبتها وشواهد سقوط حامياته تتوالى تباعا وياللعار!
فكيف لمن يضطهد الاخرين ان يرضى لنفسة فيصبح هو مضطهدا في تبعية لمصر التي ليس لها صالح في بشر السودان في حد ذاتهم بل جل تفكيرها في موارد ارضهم و مياههم و اهمية ابعاد حدودهم الجغرافية كحديقة خلفية ليست إلا.
فتمرد فئات من اطراف السودان لاعتبارات مختلفة ايا كان حجم صدقها او المبالغة فيها لا يبرر بتر تراب الوطن وتجزئته لتسليم رقبة كرامته لدولة اخرى جارة لا يتحقق مبدا السيادة في التعامل معها إلا باسلوب الندية في تبادل المصالح ورفع الراس لا بالتبعية المذلة ولا بالانحناء في ظروف الحرب العابرة التي ستزول مهما طالت مدتها وتعددت اسبابها.
وهم ذاتهم الكيزان من اشعلوها بقصر نظرهم حينما اسسوا لعصابات الدعم السريع التي غرست مخالب تمردها الان كذئاب هم من ربوها اصلا لتأكل غيرهم ولكنها ارتدت الى نحرهم وبقرت بطن الوطن وشلت اطرافه!
و لكن بدلا عن ان يرعووا و يستوعبوا دروس التجارب وعبر التاريخ هاهم يزدادون تهورا في ذلك الغي الكفيف وطفقوا يبحثون من جديد عن مخرجهم في تشتيت تراب الوطن و احتقار انسانه.. وكأن طعنة ذهاب الجنوب بفعل نزقهم الاجوف لم تكن كافية بان ينكفئوا على ركب خجلهم.!
هذا ان كانوا يعرفون لفضيلة الخجل اخلاقا اصلا..!