الأعمدة

من سيحل فزورة لقاء المنامة ؟

توافقا مع تصاعد المعارك الضارية الجارية في منطقة بابنوسة في ولاية غرب كردفان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع حول الفرقة 22, وتضارب الاخبار الواردة حول من يحوز على قصب السبق في تلك المعركة .
تتواتر في نفس التوقيت معلومات سربتها أوساط صحفية محسوبة على حكومة بورتسودان والقوات المسلحة تتحدث عن لقاء قيل إنه تم بين الفريق شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة ونائب القائد العام للجيش و الفريق عبد الرحيم حمدان دقلو قائد ثان قوات الدعم السريع .
غير أنه حتى الآن لم تخرج إفادة من إحدى الجهتين المعنيتين سواء بتاكيد ذلك اللقاء أو نفيه والذي أشارت المصادر التي أوردته أنه تم تحديدا في العاصمة البحرانية المنامة وبرعاية عدة أجهزة استخباراتية تابعة لدول مصر والإمارات والسعودية وربما أخرى غربية وتحت رعاية الدولة المضيفة .
مصادر صحفية أخرى ذهبت إلى تكذيب مغادرة الفريق كباشي لبورتسودان منذ عودته من الكويت التي ذهب إليها معزيا في وفاة أميرها الراحل ..بل إن ذلك المصدر ذكر أنه اتصل شخصيا بالفريق كباشي الذي سخر ضاحكا من تلك التسريبات وقال إنه لم بتفاجا بها وهو الذي تعود على إشاعة إصابته بالسرطان بل ووفاته !
ولعل هذا الغموض الذي واكب خبر اللقاء بين الرجلين قد أزعج كثيرا الفريق الذي ينادي بتفعيل آلة الحرب وتسخين جبهاتها المختلفة بتسليح الاستنفار الشعبي لمواجهة ودحر التمرد و اقتلاع شأفته بصورة قاطعة .
بيد أنه أيضا من المتوقع أن تكون الجهات المنظمة لذلك المسار ليكون في منطقة وسطى بين منبر جدة و كرسي الإيغاد ..أن تكون أكثر حرصا على إبقاء الأمر سريا حتى لا تنشط الجهات الداعمة للحرب وهي معروفة وذلك لإفشال أي مسعى يقود إلى اتفاق سلام قد يقوض مشروع تلك الجهة الذي من أجله أشعلت هذه الحرب.
بل إن الأوساط الداعمة لتصعيد القتال بدأت تشحذ سكاكين تخوين الفريق كباشي وهي التي حملت من قبل والى الآن على الفريق البرهان واتهمته بالتراخي في تحقيق الحسم وهو المتسبب في إطالة أمد الحرب !
عليه فإن التكتم عن تأكيد أو نفي ذلك اللقاء لابد أنه قد أحدث ربكة قد تؤثر سلبا ليس في سير المعارك بالنسبة للقوات المسلحة وانما ايضا ربما في أحداث شقاق بين القيادة العسكرية لاسيما القادة الذين يميلون إلى خيار السلام وبين الجهات الكيزانية الداعمة للذهاب الى ابعد مدى في العمليات العسكرية المدعومة بالمدد الشعبي.
مما يجعل الترقب هو سيد الموقف حتى صدور ما يحل هذه الفزورة التي تضاعف من حيرة هذا الشعب المغلوب على أمره والواقع في فجوة هذا الصراع العبثي ..ولكن متى ،؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى