منصة استراتيجية / كوستي : عبقرية المكان في حضرة الإنسان
* احتضن نادي كوستي الثقافي الاجتماعي العريق في المنتدى السبت الأسبوعي جلسة (حوار حول العمل الخيري و التطوعي والإنساني). وقد اجتهد كاتب هذا المقال في توضيح وتفسير جذور المفاهيم التاريخية والحقول والمجالات وكذا المنجزات ثم المزالق والفجوات وغيرها من الإشكاليات المحلية والإقليمية والدولية من وحول العمل الخيري والتطوعي والإنساني.
* احتلت مدينة كوستي وحضورها القوي في بواكير نشأة وتأسيس مسارات ومعالم العمل الخيري والتطوعي مساحة واسعة من مداخلات الحضور المسنود بشواهد شاهقة في ميادين الصحة والتربية والتعليم والرياضة والفنون والمساجد والخلاوي والمرافق الحيوية في جسم المجتمع الحضري والقروي.
* ساهم الحضور النوعي في المنتدى بوعيه المستنير كل من موقعه وبحسب تجاربه في توسيع وتشكيل مسارات وقضايا العمل الإنساني الذي سيطر بحضوره القوي على الإعلام العولمي والعالمي وخاصة في منحنيات الكوارث والحروب والأوبئة وغيرها من الساحات بعدد من البلدان وخاصة خلال أشهر الدرس الرهيب الذي تلقاه العالم عند انتشار وسيطرة وباء كرونا؛ وقبلها وباء السارس وجنون البقر….الخ
# خلف الكواليس – في دهاليز ومسارات عمل المنظمات العاملة في الحقل الإنساني – تكمُن العديد من الحسابات والكثير والمثير من الأمور الخفيّة. وكمثال فقط: إكتشاف وتصريح طبيبة شابة نَشِطة في احدى المنظمات، لإنتشار السرطان لدى النساء والأطفال في أحد مخيمات أهلنا المنكوبين في دارفور؛ و أكدت في مُداخلتِها كيف اجتهَدَت و تحالَفَت ثم تهافتت : قوىٌ وأيدي وجهاتٍ نافِذَة في إخفاء الحقيقة وطَمْس الأدلة وتهميش الحقيقة…ثُمَّ… تسْفيْر المنظمة بمتطوِّعيها!!!
# قادني هذا الفعل اللإنساني (المستتر!!!) إلى استخلاص: ضرورة بل حتميّة التشبيك المؤسّسي بين جمعيات و منظمات المجتمع المدني. تشبيك يقوم على التقارب القيمي والمقاربات في التخصص والمناشط والتكامل في العمل الميداني؛ لتقوية النسيج الشبكي وتمتين العلاقات وتنسيق العمل الإداري الحقلي والتنفيذي؛ حتى بشكل مصدر قوة رقابية واقتراحية/مؤسسية؛ تشكِّل الجّذْر والأساس وتضع المدماك المتين لِصَرْح الدولة المدنية.
#سينضافُ إلى التشبيك أعلاه التَجسيْر بين جمعيات ومنظمات المجتمع المدني النَّشِطَة والنقابات غير المُسيَّسة الحيّة، و نشطاء الصحفيين والإعلاميين الجُّدد (=اليوتيوبرس) والمحامين والأطباء والمهندسين والمهنيين عامة؛ لتنزيل وتفعيل آليات وقيم الحداثة والحكامة: الشفافية والمساءلة والمحاسبة ميدانياً وعلى جميع الصُعُد : لتأكيد براءة المجتمع المدني من أمراض المجتمع السياسوي/الحزبي. بعدها: يمكن السير بثقة واقتدار في طريق تأسيس وتقعيد ودمَقرَطَة المجتمع لبناء دولة المواطنة والقانون والحريات والعدالة الانتقالية.
# سمحت لنا جدلية الحوار المنفتح في هذا اللقاء، بالتفاؤل الدَّفَّاق للتفكير والتخطيط لاستثمار فضاءات وعطاءات مدينة وأهل كوستي : الأرض الطيبة بالأفذاذ من النساء والرجال والتي ارتوت من نسغ النيل حتى أثمرت بها وفيها عبقرية الزمان والمكان في مشروع تأسيس حاضنة استراتيجية لجمعيات ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق نهضة إنسان ومجتمع المدينة.
# التدريب والتأطير لبناء قدرات وتطوير مهارات قيادات جمعيات ومنظمات المجتمع المدني هو الخطوة الأولى في مشوار استراتيجية التنوير والنهضة ثم الثورة المدنية. وسنقتدي هنا بنموذج تونس الشقيقة التي فجر شبابها ثورة الربيع العربي؛ ونجحت قوى المجتمع المدني والسياسي المتحالفة باستنارة وطنية مؤسسية فاعلة، في الارتقاء بمجتمع الدولة التونسية لينال جائزة نوبل للسلام.
#إذن : حي على العمل… حي على الإبداع في عين الزمان والمكان.
????️د عبدالله صالح سفيان/باحث – رئيس تحرير جريدة سودان ستوري الالكترونية ????️