الأعمدة

لاسيما : اسامة سليمان

عمك بتاع عرضحالات قاعد قدام المحكمة جاته حاجة كتب ليها العريضة وقال ليها عشرة جنيه ، قالت ليه ليه؟ قال ليها انا كاتب ليك فيها ( لاسيما ) وانت عارفة ياحاجة لاسيما دي براها بسبعة جنيه.
صاحبنا أقام العريضة أو قل قيّم قوتها بمفردة استخدمها، وربما أقحمها لكن الشاهد أن البعض يرى في مفردات بعينها ( طاقة) أو على الأقل ( بريقاً) ..وقد ينطبق هذا على بعض الشعر .
الملاحظ أن هناك مفردات استخدمت حتى فقدت نكهتها ويتجلى ذلك لدى بعض شعراء العامية .
صحيح أن المفردة لا تهترئ ولا تخلق بكثرة استخدامها ولكن بطريقة استخدامها.
وحتى لا تشير كلماتي إلى شخص بعينه، لنتجاوز المفردة إلى التركيب في الشعر القديم مثلاً هل تحس كقارئ بحرارة في قولهم ( ألا ليت شعري … وأخواتها) …أجزم أنك تتجاوزها إلى ما بعدها ولولا أن الوزن يجبرك لما قرأتها، حتى الأفكار ولنأخذ فكرة ( هزي إليك بجذع…) كم من شاعر دار حولها وأعاد توظيفها حتى مللنا، لا تقل لي لكل شاعر طريقته، فمهما أوتي أحدهم لن يأتي بجديد .
أذكر أن أحد أساتذتنا في الجامعة تحدث عن هذه الظاهرة – التي لا تعتق جيلا شعريا- قال : لقد زحمت النوارس فضاء الشعر ، أنا شخصياً أفرح عندما أجد قصيدة بلا نوارس لكن قد يخرج علي من البيت الأخير .
(….) هذا التركيب مللناه أيها الشعراء، كما ملّ أبو نواس المقدمات الطللية لكننا لا نملك سخريته التي بلغت مداها في قوله
قُل لِمَن يَبكي عَلى رَسمٍ دَرَس
واقِفاً ما ضَرَّ لَو كانَ جَلَس.
——–
*كتابة عدم آخر الليل
الصورة – الناقد متخفياً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى