الأعمدة

البعثات الاممية ما لها وما عليها !

بالامس ومن خلال جلسة خاصة لمجلس الامن الدولي انطوت صفحة بعثة الامم المتحدة التي لم تكتمل سطورها منذ الاطاحة بحكومة الدكتور عبد الله حمدوك وهو من طلب ابتعاث تلك الآلية كحق مشروع لاي عضو بالامم المتحدة وذلك للمساعدة في حلحلة بعض عقد الإنتقال من حيث تنظيم عمليات الدمج والتسريح و التمهيد المادي واللوجستي لترتيب قيام انتخابات حرة ومراقبة خطوات وضع الدستور إلى جانب حث المساعي في تنظيم مؤتمرات الدعم الاقتصادي وتجسير العلاقة مع المانحين والتسوية مع الدائنين..وهي مهام تطلبها الحكومة القائمة في اي بلد مستقل بموجب الموادمن 33 الى38 من البند السادس وتختلف مهام البعثة عن الوصاية او الانتداب الذي يؤكل لدولة اخرى للقيام بهما في الدول التي لا زالت تتطلع للاستقلال على سبيل المثال على خلاف تفسير المناوئين لوجود البعثة من اساسه بغض النظر عن الدوافع والمبررات .

رغما عن إن المهمة هي مدنية لا مشاركة للقوى العسكرية او الشرطية التي يفرضها مجلس الامن لفض النزاعات وتلك تندرج تحت المواد التي تبدا من 39 بموجب تطبيق البند السابع الذي يفرض لحل نزاعات الدول مع دول اخرى بالقوة المسلحة او حتى لحسم الصراعات المسلحة داخل الدولة الواحدة بغرض حماية المدنيين .
الان يستجيب مجلس الامن وباغلبية اعضائه لطلب الحكومة القائمة كامر واقع لسحب البعثة مثلما لبى طلب الحكومة السابقة بإرسالها من قبل ..وليس في الامر نصر دبلوماسي لطرف هلل لهذا القرار ولا هو يمثل هزيمة لطرف بعينه بقدرما يفقد السودان بعض المزايا التي كانت ستعينه على تجاوز تراكمات ازماته المتكالبة عليه من كل حدب وصوب ..
فالامم المتحدة ليست معنية كليا بالصراعات السياسية الداخلية في هذا الشان و التي إذا ما رغب منها طرف في الاستفادة من مزايا البعثة والتي لا نبرئها من بعض الاخطاء وعدم التريث في مهامها بالحكمة التوفيقية في طريقة تعاملها مع الازمة السودانية التي إدارتها بعقلية اعتبرها الطرف المناوي لخط الثورة استعمارا صريحا من منطلق غبنه الذاتي لما اعتبره اقصاءا لصالح فئات بعينها .
بينما صمت ذات الطرف عن جلوس المشير عمر البشير رئيس الإنقاد المباد هزيلا امام الرئيس الروسي بوتين طالبا منه الحماية من التغول الامريكي على سيادة و مياه السودان وهي مفارقة صارخة تخرج التفكير عندنا بصورة مؤسفة في تفسير مثل هذه الامور عن مسار العقلية الوطنية الخالصة وتحرفها إلى منعرجات المزايدات العاطفية البعيدة عن مصلحة البلاد في حد ذاتها خدمة للمصالح السياسية او الفكرية الضيقة للفئات المتصارعة نحو الكراسي والنفوذ وهي الفرضية التي تطيل من امد الازمات دون التواضع بتجرد لتوحيد الروى نحو المصالح العليا للوطن ..عافاه الله من شرور ابنائه و الغرباء عنه على حد سواء .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى