السفارة تستأجر صالات أفراح لإيواء السودانيين في أسمرا
وفاة سودانية في المطار قبيل سفرها إلى السعودية وظواهر سالبة تسيئ الى سمعة السودانيين
علي سلطان
مازال السودانيون يشكلون حضورا لافتا في ارتيريا خاصة في مدن اسمرا وكرن وتسني، مع تزايد اعدادهم بشكل يومي في المدن الثلاث.
ومع سعي الجميع لتوفيق أوضاعهم، والتقديم للوكالات الثلاث المعتمدة، أو الانتظار للحصول على تأشيرة الدخول للسفارة السعودية وهذا هدف أكثر من 97%من السودانيين القادمين اسمرا، وهناك سودانيون يقدمون مستنداتهم للسفارة الصينية في اسمرا للحصول على تأشيرة لدخول الصين، وهناك من اتخذ من اسمرا محطة للسفر الى بلد آخر.. وهناك من لجأ اليها هربا من الحرب، مع سهولة الدخول إليها عبر المعبر الحدودي أو عبر مطار اسمرا.. حيث يُمنح السوداني كاونتر فيزا ومجانا دون رسوم.
وفي هذا التقرير نُورد بعضا من مستجدات حياة السودانيين في اسمرا من خلال متابعة سريعة للوضع هنا حاليا.
فقد توفيت الى رحمة الله صباح الجمعة الماضي في مدينة اسمرا سيدة سودانية .. كانت قد انهت بسلام إجراءات حصولها على تاشيرة زيارة لدخول السعودية.
وحين وصلت مطار اسمرا للمغادرة الى السعودية شعرت بتعب وإرهاق شديدين حالا دون ركوبها الطائرة.
وتم إلغاء إجراءات سفرها، وإدخالها المستشفى حيث توفيت هناك.. وَ وُرِيَ جثمانها ثرى اسمرا بحضور عدد من مسؤولي السفارة السودانية، وعدد من السودانيين في اسمرا.
وتشير متابعاتنا الى ان هناك عددا من المرضى وكبار السن بين السودانيين القادمين الى اسمرا لاجراءات الحصول علي تأشيرة دخول السعودية من حاملي مستندات الزيارة العائلية والزيارة الشخصية.. حيث إن سفارة خادم الحرمين الشريفين مخول لها القيام بهذا الإجراء هنا، مما مَكّن عدد كبير من السودانيين من الحصول على تأشيرة دخول السعودية عبر بوابة اسمرا، وزاد من عدد السودانيين القادمين الى اسمرا خلال الشهور الماضية، ومازال تدفق السودانيين مستمرا الى اسمرا عبر المعبر الحدودي أو المطار..
وتبذل السفارة السودانية ممثلة في القائم بالأعمال السوداني مصعب كمال والقنصل الريح السنهوري وباقي البعثة الدبلوماسية في السفارة السودانية التي ليس بها سفير حاليا، جهودا مستمرة ليل نهار لحل المشاكل العالقة والآنية للسودانيين هنا..ومن أهمها مشكلة السكن حيث لاتوجد غرفة شاغرة في أي فندق من فنادق اسمرا، وكذلك الشقق المفروشة.. مما دفع بعدد من السودانيين من الجنسين للإقامة الكاملة في مسجد الجيلاني باسمرا بموافقة كريمة من السلطات الارتيرية.
وقد سعت السفارة السودانية جاهدة لتوفير سكن سريع لإيواء السودانيين المقيمين في المسجد.. و تمكنت قبل أيام من تأجير صالتي مناسبات لإيواء السودانيين المقيمين في المسجد. وتستوعب الصالتان نحو600 شخص تقريبا، وتم تخصيص صالة للنساء والأطفال واخرى للرجال.. وهناك محاولات مبذولة من قِبل القائم بالاعمال وعدد من الخيرين لتوفير سكن آخر لمن تبقى في المسجد الجامع.
ولقد ساهم عدد من الخيرين من الارتيرين والسودانيين في شراء مستلزمات السكن العاجلة من مراتب وبطانيات لمساعدة المقيمين في الصالتين، وتبرع أحد من فاعلى الخير الارتريين بملابس شتوية نعدد 30 سويتر لعدد من السودانيين في الصالة.. وتبرع ايضا أحد الارتيرين بكميات كبيرة من البرتقال من مزرعته الخاصة للمقيمين في الصالة.. وكانت مجموعة من السيدات الارتيريات قد جهزن وجبة غداء وجلسة لشرب القهوة مع السودانيات المقيمات في الصالة في بادرة لطيفة منهن، نلن بها الثناء والتقدير.
وتفقد القائم بالاعمال والقنصل السوداني سيدة سودانية مريضة في حالة حرجة، واصدرا تعليمات عاجلة لمساعدتها في العلاج والمساعدة في تسريع اجراءات استخراج فيزا الدخول.
وَتجدر الإشارة إلى أن وراء هذه المجهودات المقدرة شابٌ سوداني كريم من أبناء كسلا يقوم بمبادرات وجهد عظيم و مقدر من الجميع.. ولكنه يرفض رفضا باتا الإفصاح عن اسمه و نفسه للإعلام.. ويقول: هذا عمل خير محض يرجو من ورائه الأجر والثواب من عند رب العالمين.
ومع كل هذه الأعمال والجهود الانسانية العظيمة والمقدرة.. طفت على السطح ظواهر سالبة أثرت كثيرا على صورة الجالية السودانية في ارتيريا.. ولقد اندهش منها الارتريون أنفسهم.. حيث تم القبض على عدد من السودانيين في حالات سرقة.. فضلا عن مشاجرات وحالات سُكر من قبل عدد من الشباب المقيمين في المسجد.. مما ألقى بظلال سالبة على السودانيين في اسمرا.. وقال لي أحد معارفي الارتيرين.. إن هناك صدمة وعدم تصديق من جانب الارتيرين لمثل هذا السلوك الذي يستغربونه من بعض السودانيين.
ومعلوم أن ارتيريا عموما و اسمرا خاصة لا تحدث فيها أي سرقات، فضلا عن حالة الأمن والأمان التي تتمتع بها دولة ارتيريا في كل أرجائها.
و في تعليق لعدد من. السودانيين حول هذه الظواهر، قال رجل الأعمال السوداني عبدالله يوسف: نهيب بالجاليات السودانية في المهجر التصدي لمثل هذه الظواهر السالبة التي تؤثر على المدى القريب والبعيد على سمعة السودانيين الطيبة الناصعة في كل دول العالم، والتي اكتسبوها خلال عقود من العمل الجاد والمعاملة الكريمة وحسن الخلق في كل البلدان التي استقروا فيها..ولا ينبغي أن نسمح لحفنة من الشباب بافساد سمعة السودانيين الحسنة خارجيا.