الأعمدة

مدني الآن على مرمى من سلاحهم !

الذي لم يفهمه قادة الجيش الاشاوس لاسيما أصحاب السطوة السياسية و النفخة السيادية ومن يحرضونهم على بلوغ فرية النصر والحسم بالبل والجغم والقصف الجوي والخطب الرنانة وارجو أن أكون على خطأ أن استراتيجية قوات الدعم السريع تقوم على استثمار عامل الزمن في تشتيت كرات اللهب تارة غربا و أخرى شرق النيل حتى بلغت اليوم حجارة استفزازتهم عاصمة الجزيرة مدني التي مهدوا لإرتياد تخومها من الشرق بعد أن اغاروا على شمال غرب الولاية في منطقة ابوقوتة التابعة لمحلية الحصاحيصا تكريسا للعبة ( دوخيني يا ليمونة )
بل إن خبث هذا المخطط الجنجويدي يتجلى في استمرار كل هذه الأفعال الضاغطة على أعصاب المواطنين الامنين بينما مستشاري حميدتي يداهنون الوسطاء الإقليمين والدوليين برغبتهم في السلام ليضعوا الجيش وحكومة الحيرة ووزارة خارجيتها المنزوعة الارادة في أحرج المواقف مع اولئك الوسطاء استثمارا لتبابين الموقف الرسمي للجيش من التفاوض المتنازع عليه بين قائده المتناقض الحديث ومن يشدونه من قميصه نحو مواصلة القتال من جماعة حرب الكرامة المفترى عليها ..وهي دون شك حربهم بلا منازع وهو ما أثبتته وقائع المعارك التي ظلت تراوح مكانها في نطاق الخرطوم وأم درمان وربما بحري عند وضعية قوات الدعم المهاجمة دوما و موقف الجيش المدافع عن نفسه جوا بمقدمات مستنفريه الخدج بينما يمني من فقدوا سلطتهم الساقطة بالعودة عبر بيانات تنظيف الارتكازات الجنجويدية التي لا يسندها واقع ملموس يتمثل في عدم بسط معالم الحماية الأمنية والشرطية الغائبة طويلا ..بينما يتجاسر المتمردون على إنشاء ما أسموه بالشرطة الاتحادية ومن قلب الخرطوم..فضلا عن الذي يحدث من تحكمهم في ولايات الغرب ومن فرض سلطة سلاحهم !
قلناها مرارا ونكررها ان هذه الحرب ..هي صراع بين باطل وما هو باطلا أكثر منه .
حرب رجلين احمقان أحدهما تقدم نحوها بأقدام مترددة مدفوعا في ظهره من جماعة ارادوه جسرا لعودة حكمهم ..والاخر حالم جاهل سرق بندقية الجيش التي تسلمها في غفلة من الزمان و أراد أن يحقق بها طموحاته العنصرية والجهوية الشاطحة في هذا الوطن الهامل مرددا عبارة الديمقراطية التي بدأ لتوه يتهجى نطقها دون أن يتعلم كيفية آلية الوصول إليها عبر صناديق الاقتراع وليس صناديق السلاح والذهب !
فالحرب يا أيها المتقاتلون المهزومين بغبائكم ليست مباراة كرة قدم يستفيد المتنافسون في خسارة زمنها الأساسي من محاولة تضييع الوقت وصولا إلى الزمن الإضافي ومن ثم خيار الضربات الترجيحية.. لأن في سجال الكرة ذلك الأمر يزيد من حماس وتشويق الجمهور ..أما في الحرب فإنه لا محالة سيدفع
إلى الملل و تقلص تأييد الذهاب الى اخر مطاف النصر المتوهم .فيصبح الخيار الأمثل عند العامة هو السلام ثم السلام ثم السلام ..وارتفاع شعار لا للحرب وهتاف فليذهب المتحاربون كلهم إلى الجحيم ومزبلة الزمان .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى