إنه يوم حزين للملاعب الفرنسية ..نزفت فيه باريس وهي تودع ديكها الفصيح الذي لن يصيح بعد الآن في الملاعب الفرنسية..

محمد العولقي
هي قصة حزينة بالنسبة لباريس و لكل عشاق و محبي باريس سان جيرمان..لكنها نهاية سعيدة لعشاق ريال مدريد..
أخيرا انتهى مسلسل النجم الفرنسي كليان مبابي..مسلسل طويل امتدت حلقاته بين باريس و مدريد لأكثر من ثلاثة أعوام مليئة بالتناقضات و الإغراءات المالية.. مفاوضات ماراثونية..تدخلات سياسية..غدر..خيانة.. توبة فصفح..ثم دمغة توقيع بيضاء..
و مثلما بصم مبابي على مشهد البداية.. بصم أخيرا على مشهد النهاية..
ليلة الأحد الحزينة.. لبس عشاق باريس سان جيرمان ثياب الحداد..الوداع القاتم لكليان كان كالنزيف الذي قد يمتد ليشمل فرنسا كلها..
بطل العالم..و صيف بطل العالم..هداف كأس العالم..هداف الدوري الفرنسي لكل الأزمنة.. أصغر قائد للديوك.. أعلن مقاطعة الموضة الفرنسية..تاريخ ريال مدريد المبهر أغراه..كان مؤمنا بأن تاريخه الكروي لا شيء ما لم يحمل بصمة نادي الملوك ريال مدريد..
كان قرار التوقيع للريال مثل البلسم الذي أوقف نزيف الانتظار لسنوات طويلة..و كان بالنسبة للباريسيين كأنه ملح يرش على جراح الوداع القاتم ..
الباريسيون كانوا يعلمون أن مبابي حسم أمره..و أن لا قوة في الكون ستجبره هذه المرة على تغيير بوصلة قراره..
و مع ذلك ينفرد الفرنسيون عن غيرهم بأنهم عاطفيون.. يتشبثون دائما بأمل يخالف توقعاتهم و أن كان أملا واهنا..هذا الأمل الواهن تلاشى ليلة الأحد..كليان مبابي ودع الجميع..و أغلق صفحة باريس سان جيرمان للأبد..
و هل كان للإخفاق الأوروبي دور في قراره..؟
بالقطع لا..لأن مبابي كان قد أعطى فلورنتينو بيريز الإشارة الخضراء في فبراير..بل إنه حسم كل شيء تقريبا..و بقي فقط الإعلان الرسمي..
أخيرا ..كليان مبابي..الفتى الفرنسي الذهبي الذي يصنفه الخبراء على أنه الأكثر موهبة بعد ليونيل ميسي و كرستيانو رونالدو..في مدريد.. إشهار ليس كباقي الإشهارات.. خبر أنعش مدريد.. و أتعس باريس التي تتهيأ لتقديم أعظم أولمبياد في التاريخ الحديث..
كليان مبابي إلى ريال مدريد..انتهت القصة..قصة ديك فرنسي فصيح يترقب الجميع في مدريد كيف سيصيح وسط مجرة فريق الأحلام..؟