الأعمدة

رسالتي لااطفال السرطان في يومهم العالمي

منذ أن عاصرت اوجاعهم تملكتني ملكة الكتابة وعندها عرفت أن لااحد يقوي علي رص الحروف دون أن يحس بها ..
تعلمت منهم أن اكون حاضرة القلب نظيفة السريرة تمردت علي نفسي كثيرا وكتبت قائمة تنازلات عن لهو الحياة بحثت كثيرا جدا عن حلول لاوضاعهم وبنيت امجادا وامجاد لمستقبلهم داخلي …تمنيت أن اتمشي بينهم من غير رؤية دموعهم ….
امتهنت التمثيل امامهم لااقهر خوفهم من وجع السرطان كنت اترجم اصوات صراخهم الي بسمات لااستطيع سماعها ومزجتها بالصبر واليقين في قدراتهم …
نسجت من قصصهم ابراج عظة وبنيت بيوت للسكينة داخلهم بالحب فقط ..
ركضت وراء حقوقهم فناطحت دولة كاملة ملطخة بجريمة صنع السرطان هنا ..
قاتلت المصالح والنفوس الضعيفة ودربت حبالي الصوتية علي الوضوح والقوى ..
كنت أموت بالخوف أذا تعثرت بحالة جديدة فاانا اتعلق بالاطفال واخاف فقدانهم ..
بكيت لمن انكسر ومن انهزم ومن سقط خائر العزيمة …
جاورت غرف العمليات والكيماوى وكنت اموت كل لحظة وانا واقفة ..
سطرتهم في تاريخ حياتي وقفة اعادت لي نفسي وتوازني وجعلتهم بوابتي الي الله ثم الناس
لذلك اليوم في يومهم العالمي احببت أن اكتب رسالة لاطفال بلادي المحاربين …
..صغاري قد يهزم اجسامكم المرض لكن الأمل يهزم المرض نفسه
..قد تتعبون من صبر السنوات ولكن ستعرفون في المستقبل أن الحروب لايدخلها الاالابطال مثلكم ..
سينال الكيماوي من اوردتكم الصغيرة ويطلق براكين اوجاعه داخلها ولكنه سيطرد بعد حين همومكم الكبيرة وسيصنع منكم اختلاف …
سيأخذكم واقعنا الي سخط علي اوطانكم الجاهلة ولكنكم ستغيرون هذا لأجل ابنائكم مستقبلا
ستقفون يوما عند الله تختصمون عصبة تستعمر حقوقكم وسترون عدل الله في حكامه علي الارض وستبدل اوجاعكم حسنات ..
ستحصدون قهر السرطان بعد التعافي خيرا وعملا وأمل لوطن مظلوم برؤساه
سترفعون رايات الانتصار لاحلامنا لكم وستجبرون قلوبنا التي تعبت وهي تمد خطاها لنجاتكم
سيحفر التاريخ اسمائكم ابطالا غيرو سوئنا وبدلو حياتنا ووضعونا تحت بند الأنسانيه فقط ..
ستحمل دعواتكم رحمة لوطن لم تعرفو فيه الرحمة ..
ستظلون انتم ظلنا الممتد علي مدار العمر ندس داخله ضعفنا وقلة حيلتنا وسوء زماننا
فاعلمو أننا نتمني لكم عافية تخفف رهق خوفنا عليكم ومستقبلا تجدون فيه وطن معافي بالحب والأمل لأنكم علموتنا بصمت ودموع وصراع أن الحياة لاتستمر الا اذا اقتلعنا منها حقنا فيها …
اطفال بلاسرطان …وعدنا لكم …لاننا نثق بكم …
احبكم …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى