تكنولوجيا وعلوم

منصة بيان تحكي مستقبل الاقتصاد في علم البيانات والذكاء الاصطناعي

حوار – الأحساء
زهير بن جمعه الغزال
يحدثنا المهندس أحمد العبدالكريم، الرئيس التنفيذي لشركة بيان لعلم البيانات والذكاء الاصطناعي عن دورها الواعد في قيادة اقتصاد رقمي جديد في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، وكيف تساهم في صناعة الأثر من خلال تمكين المنشآت وأفراد المجتمع.
يشعر المهندس أحمد العبدالكريم بالشغف والمسؤولية تجاه دوره في القطاع التقني، وجدير بالذكر أنه بدأ العمل في بيان منذ الشهر العاشر من السنة الميلادية 2022 وهو الملهم في تشجيع المبادرات وتنمية الأفكار التي يحدث صداها المكاسب العلمية والعملية لأفرادها ولكامل المنظومة في شركة منصة بيان، لا سيما أن مسيرته المهنية حفلت بمحطات هامة مثل عمله كرئيس وحدة التدريب في جامعة الملك فيصل وعضوياته التقنية والبحثية في العديد من القطاعات، حيث دفعته إنجازاته المختلفة إلى الرغبة في تمكين المواهب والكفاءات التقنية في المملكة العربية السعودية وتعزيز فرص التحول الرقمي داخل المنظمات والعمل على تنظيمها حتى تزدهر وتنمو.
كيف بدأت رحلة بيان؟
تأسست منصة بيان في عام 2019 كشركة سعودية غير ربحية بدافع التعريف بعلوم البيانات والذكاء الاصطناعي بلغة عربية أصيلة، حيث نسعى إلى توطين المعرفة ونقل خبراتنا من أجل المساهمة في نمو اقتصاد مملكتنا من خلال تمكين المنشآت والطاقات البشرية نحو بناء حلول رقمية مبتكرة تصنع الأثر المستدام، أتاحت سعادة دكتورة أسيل الداوود مؤسس منصة بيان جميع السبل لنا من أجل تمكين أجيال المستقبل بخبراتنا ونكون بوابة لصناعة علم البيانات والذكاء الاصطناعي بإذن الله.
ماذا تقدم بيان في مجال علم البيانات والذكاء الاصطناعي؟
تضم المنصة نخبة من الأعضاء والقادة السعوديين الذين يمتلكون الشغف والمهارة مسخرين كافة الجهود العلمية والعملية للمساهمة في بناء الطموحات الوطنية في مجالات التقنيات الناشئة وتوطينها من خلال ارتباطها في شتى مجالات الحياة لتقديم الحلول النافعة والمبتكرة على مستوى الشرق الأوسط، إضافة إلى دعم البنية التحتية الوطنية من خلال تأسيس مكاتب البيانات للمنشآت، والعمل على تفعيل مجموعة من الأحداث والمسابقات والمعسكرات التقنية المتنوعة لأفراد المجتمع من مختلف مستوياتهم وذلك ضمن الخطة الإستراتيجية السنوية لبيان.
كيف ترتبط أهداف منصة بيان مع رؤية 2030 بشكل مباشر؟
رؤية المملكة هي المحرك الأساسي لأعمالنا وهي مصدر إلهامنا في قيادة استراتيجية منصة بيان، حيث وضعنا على عاتقنا المساهمة في رفع مستوى الوعي ومحو الامية الرقمية في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي كي نساهم في تحقيق مستهدفاتنا الوطنية التي تتمحور حول سد الفجوات لدى الكفاءات المحلية ونقص المهارات كي تصبح المملكة واحدة من أبرز الاقتصادات في استخدام وتصدير البيانات والذكاء الاصطناعي في عام 2023م، حيث حرصنا في منصة بيان على أن نكون ضمن مستهدف 300 شركة ناشئة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة. حيث عكفنا على بناء الخطط على النحو التالي:
في المرحلة الأولى عملنا على خلق ارتباط بين مستهدفات رؤية المملكة ومستهدفات شركة منصة بيان غير الربحية من خلال اسهامنا في توطين التقنية باللغة العربية لتسهيل وصولها لجميع فئات المجتمع كي ندفع باهتمام الأفراد نحو فهم مجال البيانات والذكاء الاصطناعي من خلال نشر الكتب، والمقالات، والتجارب، والأبحاث.
وفي المرحلة الثانية حرصنا على تعزيز علاقة التواصل المباشر بين الخبراء والمهتمين من خلال إقامة جلسات إرشادية واستشارية ولقاءات حوارية وورش عمل تمنحنا دعم وبناء الكفاءات الوطنية من خلال نقل الخبرات حيث حصلنا على رخصة جامعة ستانفورد الأمريكية لإقامة أحد أهم الملتقيات المتخصصة في دعم المرأة في التقنية وهو “ملتقى علم البيانات للمرأة (WIDS)” حيث ساهمنا في إبراز الخبراء ودورهم في تنمية المعرفة البحثية والمهنية المكتسبة حيث بلغ عدد المستفيدين أكثر من 63 ألف مستفيد ومستفيدة حول المملكة، وغيرها العديد من الأحداث والمسابقات والمعسكرات بالتعاون مع الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية.
أما في المرحلة الثالثة قدمنا الدعم لرواد المشاريع التقنية من خلال تقديم مجموعة من الاستشارات لنمو الأفكار وطرحها في السوق السعودي للمساهمة في نمو الاقتصاد الرقمي المحلي في مجال التقنيات الناشئة مثل علم البيانات والذكاء الاصطناعي. حيث أطلقنا 3 شركات متخصصة في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي وقدمنا العديد من الاستشارات لبناء المشاريع الريادية في خدمة الاقتصاد الرقمي المحلي.
نعمل حاليًا في مرحلة جديدة بالإضافة إلى مواصلة العمل على المراحل السابقة وهي مرحلة دعم القطاع الحكومي والخاص وغير الربحي على بناء المبادرات الاجتماعية والربحية والعمل على تأسيس مكاتب إدارة البيانات وتطوير المحتويات الرقمية.
لماذا نحن بحاجة إلى جهات مثل منصة بيان تقدم مساحة للابتكار والريادة في مجالات تخصصية؟
إن لدى الجهات المتخصصة مثل منصة بيان القدرة الهائلة في المساهمة على دفع عجلة نمو الاقتصاد المحلي من خلال مرونتها التشغيلية التي تمنحها امكانية مواكبة التطورات بشكل سريع وملفت. حيث أن الابتكار وسيلة اتخذتها تلك الجهات كي تدعم تبني الأفكار الطموحة التي تقودها إلى ريادة مجال اختصاصها بكل ابداع وتخلق فرص جديدة مهنية وايضا استثمارية. وهكذا هي فلسفة منصة بيان في احتضان مفهوم الابتكار الريادي التقني التي تمتاز به المنظمات الصغيرة والمتوسطة.
ما هي أبرز مبادرات بيان التي تساهم في تمكين المجتمع وتأهيل قدراتهم في المجال؟
أطلقنا في منصة بيان عند تدشين استراتيجيتنا أو كما نطلق عليها رحلة “بوابة التمكين في البيانات والذكاء الاصطناعي” مجموعة من المبادرات النوعية بالتزامن مع مستهدفات رؤية المملكة والتي سوف توثق رحلة العطاء من خلال تفعيل مفهوم تمكين القدرات والطاقات البشرية في عدة مهارات مهنية في التعامل مع قطاع البيانات والذكاء الاصطناعي.
نتحدث عن مبادرة معمل بيان (Bayan Lab) تحت إشراف المستشار عصام البيشي حيث تساهم المبادرة على تطبيق المهارات التقنية وممارسة بناء حلول الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات واكتساب مهارة إدارة مكاتب البيانات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وكذلك مبادرة مجتمع بيان التقني (بايتكس) تحت إشراف أ. ميعاد الصايل حيث تهدف المبادرة بناء مجتمعات تقنية من خلال تقديم قيمة رئيسية مرتبطة بتحقيق مجتمع حيوي واقتصاد مزهر عن طريق عقد لقاءات حوارية وبرامج نوعية وإرشادية، ومبادرة تطوير المحتوى الرقمي تحت إشراف أ. الاء اسماعيل والتي تسعى إلى توطين المحتوى التقني باللغة العربية، ومبادرة الريادة التقنية تحت إشراف المهندس مهند الزهراني التي ندعم المجتمع على تأسيس المشاريع التقنية المتخصصة في البيانات والذكاء الاصطناعي لخدمة القطاع الرقمي.
ما دور جهود منصة بيان في مكافحة الأمية التقنية في المجتمع السعودي؟
كما نعلم بأن التقنية متسارعة في تطورها ونموها، إلا أن هناك فئات لازالت تتحدى الوصول إلى هذه المعرفة لأسباب كثيرة. لذلك سعينا من خلال مبادرة مجتمع بيان التقني (بايتكس) من إطلاق برنامج الذكاء الاصطناعي للجميع للمساهمة في محو الامية التقنية بالتزامن مع مبادرة الشرقية تبدع (اثراء) وذلك بالتعاون مع عدة جهات حكومية منها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وأمارة الأحساء والغرفة التجارية بالأحساء والكلية التقنية الرقمية بالأحساء.
حيث يستهدف البرنامج الاهتمام بجميع فئات المجتمع المختلفة من النشء والشباب وكذلك الكبار، حيث نصنع محتوى تقني متطور بطرق مبسطة من اجل الوصول إلى المعرفة المطلوبة للتكامل مع مواكبة القفزات المعرفية في مجالات التقنيات الناشئة كي نجعل من مجتمعنا ومنشآتنا مواكب للتطورات المتقدمة.

كيف تحمل منصة بيان على عاتقها تطوير المحتوى العربي وتوطين التقنية في مجال علم البيانات والذكاء الاصطناعي؟
منذ انبثاق منصة بيان وهي تحمل رسالة فريدة وهي رحلة صناعة الأثر من خلال (بيان حيث البيانات العربية لها كيان) من هنا صنعت منصة بيان أعمالها على أن تكون التقنية باللغة العربية ونكون المصدر والمرجع في خدمة المحتوى العربي التقني الراسخ حيث قدمنا سلسلة من المحتويات التفاعلية والتعليمية والمعاجم المعربة تحت إعداد وإشراف الخبراء والمختصين من فريق عملنا.
حققنا من خلال هذه الجهود جائزة قمة Future Data المنعقدة للمرة الأولى في مدينة الرياض كأفضل جهة تدعم المحتوى العربي في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي وتساهم في تحقيق رؤية المملكة 2023م. كما أننا نعزم على مواصلة الجهود في توطين التقنيات الناشئة بلغتنا الأصيلة.
بحلول عام 2026 ما مقدار التوسع الذي تسعى بيان لتحقيقه؟
نستهدف من خلال استراتيجيتنا للثلاث سنوات القادمة التركيز على أن نحقق التوسع المحلي والدولي الذي يضمن نمو القدرات البشرية وإطلاق الشركات التقنية المتخصصة التي ترتقي بالطموحات في مجالات البيانات والذكاء الاصطناعي حيث أبرمنا اتفاقيات تستهدف تعزيز رفع مستوى الاهتمام والوعي في قطاع البيانات الذكاء الاصطناعي لدى المجتمع واستقطاب استثمارات الشركات في مناطق متعددة منها الرياض، وجدة والخبر، واخيرا الأحساء. نستهدف في حلول ٢٠٢٦ التوسع للوصول إلى تغطية ٧ مناطق جديدة في المملكة بالإضافة ٣ دول خليجية وعربية.
كيف تعزز منصة بيان التواصل بين الجامعات والقطاع الخاص لتطوير القدرات في مجال علم البيانات
نعتمد في منصة بيان على تطوير مهارات الطلبة في الجامعات من خلال الاستقطاب التعاوني والتدريب على متطلبات سوق العمل التقني، وأيضا مشاركة العاملين في القطاعات المختلفة من أجل رفع كفاءة مهاراتهم الرقمية وتبادل الخبرات. كذلك نسعى بشكل دؤوب على إبرام الشراكات والاتفاقيات التي تساهم في توحيد خبراتنا وتحقيق المستهدفات الوطنية مع مختلف القطاعات الحكومية والخاصة وغير الربحي.
ما الجديد الذي تبحث عنه بيانّ؟
تستعد منصة بيان على إطلاق منتجات رقمية ذكية تخدم المجتمع والمنشآت وتسهل من عملية الوصول إلى الاهداف في مجال البيانات والذكاء الاصطناعي، ولعل أبرز منتجاتنا الحديثة هي منصة البيانات العربية المفتوحة (أساس) حيث تمكن المنصة العلماء والخبراء والعاملين مع البيانات والذكاء الاصطناعي والمهتمين من الاستفادة من البيانات التي تتيحها المنصة كمرجع للبيانات العربية في مكان واحد.
ما هو الأثر المستدام الذي تسعى لتحقيقه منصة بيان؟
وضعنا في منصة بيان ضمن أولوياتنا صناعة الاثر من خلال دعم مجتمعنا بالمحتويات المصممة بابتكار جهود فريق العمل كي نلامس تطور ونمو القدرات البشرية والارتقاء بمستويات مهنية متقدمة في مجالات المستقبل تلبي احتياجات السوق المحلية، ونصنع الأثر عن طريق بناء منتجات فعالة تساهم في توفير خدمات رقمية متكاملة لدى الجهات. لذلك نسعى دومًا على تصميم الأعمال وفق استراتيجية الأثر المستدام كي نساهم في تحقيق رؤية المملكة ٢٠٣٠.
كلمة توجهها إلى القادة والأعضاء المساهمين في منصة بيان منذ بدايتها وحتى الآن ولكل شغوف بمجال علم البيانات والذكاء الاصطناعي؟
سخرت حكومتنا الرشيدة – حفظها الله – جميع الممكنات التي تساهم في رفع كفاءة المواطن من خلال دعم العديد من المجالات ومنها مجال البيانات والذكاء الاصطناعي لمواكبة التطورات البحثية والابتكارية لقيادة القطاع الرقمي، وهي فرصة ثمينة للتعلم واكتساب المهارات وبناء المشاريع التي تخدم التطلعات الوطنية.
أود أن أقدم شكري لمجلس الإدارة على الثقة الممنوحة في مواصلة مسيرة العطاء ولفريق عملنا في منصة بيان من قيادات وأعضاء وشركاء في تحقيق التقدم الملحوظ والنجاحات في تنفيذ استراتيجية منصة بيان المنبثقة بالتزامن مع مستهدفات رؤية المملكة من اجل بلوغ طموحاتنا الوطنية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى