الأعمدة

سيف الإستنفار ذو الحدين .

لا احد يمكن ان يقلل من حملات الاستنفار الشعبي بغرض مواجهة قوات الدعم السريع التي تزداد ولعا في استهداف الشعور العام اذ تمددت في مساحات كبيرة غربا ووسطا بالقدر الذي نقل تفلتات منسوبيها او من هم محسبوين عليها إلى أن بلغت على سبيل المثال لا الحصر مناطق كانت آمنة حتى قبل دخولها وتوغلها في ولاية الجزيرة التي كانت ملاذا للفارين من جحيم حرب الخرطوم وغيرها .
طبعا لا يمكن ان ننافق الجيش ونقول إنه غير مقصر في حماية تلك الانحاء وخلافها ..فهو في الحقيقة ولاسباب يشوبها الغموض والريبة قد خذل موجة الحماس التي غمرت النفوس و جعلت كسب الرهان عليه يكون مضمونا الى ان ثبط ذلك التفاعل سقوط الحاميات تباعا او تسليمها طوعا لجحافل الدعم السريع التي نقلت سوءات اعمالها متباهية بما حسبته نصرا على الجيش الذي اضطر لإستنفار مواطني الولايات التي لم تطأها بعد اقدام عدو اليوم وحليف الامس .
وهي دعوة وان كانت لا تعفي الجيش من قصر خطواته في الوصول إلى المواقع التي فقدها وتاخر كثيرا في مجرد محاولة استعادتها التي تعني بصورة مباشرة كرامة الوطن وبالتالي تمس عقيدة الجيش كمؤسسة قومية ليست معنية او كما يفترض بجماعة او تنظيم او جهات جغرافية بعينها.
فهذا الاستنفار والتسليح العشوائي إن هو بذل السلاح دون ضوابط دفاعية صارمة بحيث لا يتجاوز حدود حماية المناطق دون انعتاقه في حرب مواجهات مباشرة بعناصر ليست لها دراية كافية بفنون القتال و حساباته الدقيقة قد يصبح فيها الكل عدوا للكل في تصفية حسابات القبائل والجهات او انفعالات الثارات حتى بين الافراد والجماعات لان الاستقواء بالسلاح يوقد دون نيران الغبن الخامدة وان تطاول زمانها ..وهو ما يتطلب اعادة ذلك السيف ذي الحدين إلى غمده متى ما انتفى الغرض من حمله .
ولنا في ازمات بعض دول المحيط الإقليمي اسوة سيئة لا نتمنى ان تتمثل في مجتمعنا لتندلع حرب اهلية يتسيدها ذراع السلاح السائب ..فلسنا ناقصين المزيد من الحروب التي ظلت تحرق في اطرافنا فتجاهلنا اسبابها وتغاضينا عن لجمها و استبعدنا زحفها إلى الوسط و نواح اخرى حتى استفقنا على ازيز التها وسط عاصمة البلاد التي لم يكد ان يسلم فيها حجر عن ثقوب الرصاص بعد ان هجرها الناس اما استشهادا او نزوحا او لجئوا ومن بقي منهم لايحسد على ذلك البقاء المرعب وتحت الظروف القاسية والمهدد صاحبه بالفناء في آية لحظة لا قدر الله الذي نسأله اللطف بوطننا واهله ..انه المجيب السميع . وهو من وراء القصد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى