الأعمدة

الحمدلله ..وصلنا امدرمان ..دخولا من الشهيناب مرورا بكل المناطق علي امتداد وادى سيدنا وصولا الثورة العاشرة

الحمدلله ..وصلنا امدرمان ..دخولا من الشهيناب مرورا بكل المناطق علي امتداد وادى سيدنا وصولا الثورة العاشرة ..الناس أمن وامان رغم المشاهد العسكرية المرتبة هنا وهناك .. الشوارع تكتظ بالمارة وبالمحال والبيع والشراء.. التفاتيش ينظرون ويبتسمون ويسمحون وكأنهم قد حفظوا أشكال الناس وخبروا ملامحهم .. الدنيا هنا قد غشاها العيد قبل أوانه..حتى الأجواء مختلفة وكأنها خريفية غيم واعتدال ينقصه فقط الرزاز .. الجيران عشرة السنوات احتفاؤهم بنا كان هو الرزاز وكأنما رأونا بعد فقدان أمل وتعذر مشاهدة.. العودة الي البيت شعور مريح جدا .. وكأنك قد غبت فقط سحابة نهار وتعود الآن مساءا تنتظرك المسامرات وسرير دافئ وكوب حليب ..فترة غياب طويلة يختزلها توقيتك الداخلي علي ساعة القلب في ملاحظة أن فقط شجر الحناء قد اخضر أكثر وفاحت رائحته الجميلة لتنافس شجرة الليمون الناظرة إلينا بحنان ..الجدران زاتها رغم بعض الشيخوخة وانطفاء ..شريط الضوء بنفس الهيئة يقبع علي الحائط..ذات الملمس عندما تنزع حذاءك وتتمشي حافيا كما تعودت لتجلس علي حافة النظر تجاه شجبرات الزهور … غرفتك علي ذات الاريكة والغطاء وحواف ورقية تمتد من خلف درج في دولاب خلي من الملابس ..فقط تكتشف غياب (كيانو) أظنه هو وحده من سيخبر ساعة القلب بمدى الفراق وليته القلب يصدق.. وليته (كيانو) يتصدق علينا بالسماح فقد أطلنا الغياب وإن لم تغب عن الدواخل سمات الأشياء..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى