الأعمدة

ثمن إستجارة البرهان بايران !

ليس خافيا على القاصي والداني ضعف الأداء الدبلوماسي لنظام الحكم المفكك في بلادنا السودان خلال إدارته لألة الحرب من العاصمة الإدارية البديلة في بورتسودان التي تتنازع فيها مصادر القرار ما بين مجلس السيادة غير المكتمل النصاب ووزارة الخارجية الفاقعة الهوية الكيزانية و صوت القوات المسلحة الإعلامي الخافت !
وليس خافيا بالتالي مسار العزلة التي تسير عليه هذه السلطة على غير الحكومات المكتملة الأركان والتي تكون عادة نشطة خارجيا وفي حركة دائبة لاستقطاب الدعم المادي والمعنوي و التسلح أثناء نشوب الحروب إن كانت مع دول اخرى او هي محض صراع على السلطة وتحولت مجرياته إلى فوضى عارمة كالتي تكتنف دولتنا المنكوبة بعسكرها الحاكمون بمنطق القوة أو سياسيها الفاقدون لقوة المنطق !
الان الساحة الداخلية محكومة بلغة السلاح في غياب شبه كامل لأية حاضنة سياسية معلنة المساندة المطلقة للحكومة تدعمها جماهيريا بصورة فعالة اللهم إلا من بعض المتلمظين و يعسكرون قريبا من كابينة السلطة توقعا لشك ورق اللعبة وتوزيعه من جديد او تلك الحشود التي تتشبث بإلحاح عاطفي لا ننكر دوافعه الوطنية ولكن دون أن تتوفر لها آليات الحرب من حيث جاهزية التدريب أو وفرة السلاح مما يلقي بظلال من الشك حول جدية الحكم تجاه تسليح تلك النفرات الشعبية لاعتبارات وتخوفات سياسية واجتماعية مستقبلية قد تنعكس سلبا على من يعطيها السلاح استرشادا بسابقة تمرد قوات الدعم السريع التي صنعتها إنقاذ الإسلاميين للفزعة فأصبحت لهم الإن وجعة !
بينما يصول ويجول على مستوى الإقليم جماعة أحزاب وتنظيمات تقدم بحثا عن إبرة السلام في قش الإيغاد الذي تكاد تزروه رياح الخلافات بعد تجميد حكومة السودان لعضويتها في تلك المنظمة وحرد اثيوبيا على خلفية اعتراض الصومال على ابرامها اتفاق مع جمهورية ارض الصومال البروس لإيجاد موطي بحر على خليج عدن تتيح لاديس أبابا منفذا على اليم العريض .
وبالعودة إلى موضوعنا ..فإن عزلة النظام الحاكم من بورتسودان اضطرته العودة بعد انقطاع طويل إلى طرق باب حسينية نظام الملالي الصفوي الحاكم في طهران والذي يغني حاله هو الآخر عن سؤاله والمشتت الذهن والسلاح في عدد من العواصم العربية من اليمن إلى الشام مرورا بلبنان والعراق وهو النظام الشيعي المتورط في حرب الملاحة الدولية دافعا بصبية الحوثي لمشاغلة أنوف نمور واسود العالم بدعوى مناصرة حماس غزة من عرض البحار .
وهنا يجدر بنا التساؤل عن ما الثمن الذي ستتلقاه إيران في مقابل رفع كتف التسليح المائل للجيش السوداني السني المذهب بعد أن أصبح لزاما عليه الوفاء بوعده للشعب السوداني بتحقيق النصر على الابن العاق الذي خرج عن طوعه وخلط عليه وعلى حلفائه في الداخل كل اوراق الامنيات والأحلام وحال دون أن يتحقق لهم ذلك النصر المزعوم سريعا حتى على مستوى العاصمة المحدودة المساحة دعك عن البراحات الواسعة التي تنتظره في عدة أطراف .
فهل يكون الثمن أن يستطيع ويقدم قائد الجيش على خطوة سحب قواته التي تناصب الحوثيين الصراع في اليمن على سبيل المثال خاصة فقد يكون بينها من يرفض العودة باعتباره يدين بالولاء لقائد الدعم السريع الذي يتحرك في الإقليم مسجلا الكثير من النقاط في تفوقه الدبلوماسي إقليميا على الأقل رغم خسارته الأخلاقية الثابتة بالأدلة الدامغة للحرب ضد الشعب السوداني والتي لن يداري سؤاتها ما يحسبه نصرا على أرض المعارك و لن يغفر له انسان السودان ابدا تصرفات أفراد قواته حيال الأرواح التي ازهقتها و الحرمات المنتهكة بقوة السلاح و التجاوزات التي يندي لها الجبين الإنساني حيثما كان!
ويظل السؤال الكبير قائما ماذا سيأخذ ريح نظام البرهان من بلاط ملالي إيران يا ترى ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى