الأعمدة

( كاهن في الدير )

كتب محمد الامين// مرايا // ( كاهن في الدير )
لم اري رجل حريص ومستعد للتضحيه ، من اجل شئ آمن به ، واحبه مثله !!
ولد في قرية صغيره في ضواحي كوستي ، تسمي ( دبة تكل ) وعاش هناك ايام صباه الباكره ، ومنها الي قلي شمال كوستي ، درس هناك المرحله الاوليه ، وانتقل بعدها الي كوستي حيث درس المتوسطه والثانويه ، واستقر بها ، ولاحقا ( بعد ماشاب دخلو الكتاب) انتسب لجامعة الامام المهدي ودرس شريعه وقانون ) ٠
وتزوج ابنة خاله التربوي الاشهر ( امام عبد النبي )٠
عمل موظفا في وزراة الشباب والرياضه ، وكان خلالها يمارس شغفه الخاص بالأدب ، بادئا بكتابة القصه القصيره والنقد !!
في منزله بحي (٢٩) كانت لنا ايام ، وهو عبارة عن منتدي ادبي يحج اليه الهواة من امثالنا ، كان حديثه عن الادب بالنسبة لنا عبارة عن رطين ( يدخل باليمين ويخرج بالشمال ) لانعرف شيئا والحق يقال ، ومع ذلك كنا مم اكثر حجاج بيته ، عرفنا عن طريقه اسماء الادباء والشعراء وكل ماله صلة بالابداع ، كان شيخنا واستاذنا وكفي ، لم نمل صحبته لبشاشته وروحه السمحه ومقدرته الهائله علي الجذب !!
اسس مع عدد الاصدقاء ( رابطة الاصدقاء الادبيه بكوستي ) التي كان لها في عهده ، نشاط ثقافي واسع في مدينة كوستي وماجاورها ( الطويله التي كان علي صلة بها ) !!
كاهن في الأدب ناقد متمكن ، وقاص شهير ، واخيرا روائي يشار له بالبنان فضلا عن ثقافته الواسعه !!
صاحب عزيمة لاتلين ، نزر نفسه للادب والتفرغ له ، رغم مافي ذلك من مشقة ، وعنت ، وضيق !!
هل يستطيع احد القول انه يعتاش من نتاجه الادبي ؟ ، هل يجد من يثمن هذا الفعل الابداعي ، في وطن تفرغ كل و اكثر اهله ( للقمة العيش) وما سوي ذلك ترف ، واي ترف ؟
انه لايهمه كثيرا ، ما اذا كان هناك عائد جيد ام لا ، ولكنه يعمل بعزيمة الانبياء ، وصبرهم ، وانتظار الفرج ، انها مهمة نزر نفسه اليها !!
قارئ ممتاز في شتي ضروب المعرفه ، وفي السنوات الأخيره استقر به المقام في العاصمة ، وصار جزء من المشهد الابداعي هناك ، ومشرف علي الملف الثقافي بحريدة التيار ، وله مساهمات ابداعيه في جريدة الصيحه !!
حفر اسمه علي صخرة صماء ، ولولا العزيمة لأنتهي به المقام في مدينته كوستي ، لاحس ولاخبر ؟
ليس له اهتمامات سياسية تذكر ، رغم انتماء عائلته لتيار سياسي كبير في السودان !!
اهتمامه القليل بالسياسه ، ظهر في روايته الاخيره ( رسام الملكه ) انه يتعاطي السياسة بخفر ؟
رجل حساس لابعد حد ، لايميل للمواجهات سواء ان كانت صراعات ادبيه ام سياسيه ، متدين يحرص علي صلاته واوراده ومعاملاته بالحسني !!
مذهبه الادبي لاتخالطه اهتمامات اخري !!
كان بيته عباره عن صالون ادبي يحج اليه اعضاء رابطة الاصدقاء الادبيه ، واشهرهم الاستاذ احمد ضحيه الاديب السوداني المعروف المقيم في الولايات المتحده الاميركيه !!
وكذلك القاضي المقيم في كوستي ، الاديب والكاتب مولانا ميسره !!
تعلمنا علي يد الرجل الكثير ، حب الادب ، ومحاولة معرفتنا عن طريقه لاشهر الادباء و الكتاب ، وتتبع نتاجهم الادبي في وقت مبكر ، مع استبعاد اي عمق يتعلق بهؤلاء في زماننا الباكر ، واظن حتي الآن !!
مارس علينا سلطة ابويه كبيره ممزوجه بحب اكبر من طرفنا ، رغم اهتماماتنا الاخري ، ( وشلاقتنا )السياسيه التي وجدت عناية اكبر علي حساب الادب ولم تثمر في واقع اجدب ومتصحر ؟
انه رمز كبير من رموز الثقافة في مدينة كوستي ،
له عدد من المؤلفات في القصه والروايه ، مثقف موسوعي ، اجتهد في بناء مشروعه الثقافي ، رغم الصعاب والعقبات !!
هذه لمحات من حياته ، نتمني العودة مرة اخري لتناول سيرته ، انه الاستاذ :

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى