حتى لا نظلم الكل ..الدكتور حسن سليمان مثالا
ذكرت في مقال سابق أن من يكتب محترفا أو هاويا متناولا الشأن الوطني لاسيما في هذا الظرف الحساس والمفصلي من تاريخ بلادنا المنكوبة بنا وبغيرنا ..لابد أن يتسع صدره فيستمع أو يشاهد في تجرد عن كل غاية ذاتية أو غبن خاص او كراهية لخصم لايعجبك صوته ورايه أو حتى صورته حينما تطل على الشاشة الفضية .
لان ذلك يوسع من مساحة صورة المشهد العام لتراه بعيون غيرك و بنثر صدى الآخرين في فضاءات مسمعك لتنصت اليه بصوت الطرف الآخر من طاولة الجدل التي قد تكون فيها وجهة نظرك خاطئة مثلما يكون راي مجادلك هو الأصح والعكس قد يكون احيانا غير ذلك .
بالامس استمعت إلى الدكتور حسن سليمان المحلل السياسي بقناة طيبة الكيزانية وكان محاوره المذيع الشاب أويس .
فقد اعجبني اسلوب الرجل إلى درجة الإدهاش من حيث الهدوء و الرواية في الطرح دون انفعال أو شتم أو سب كما عودنا بعض محللي تلك القناة المعروفة التوجهات والأهداف وهذا حقها الذي لا يحب ان ينكره عليها احد احتراما لمبدأ لولا اختلاف الأذاواق لبارت سلعة الرأي الواحد .
الرجل قال إن التضليل الإعلامي الذي مارسه البعض لكسب معاركه فقط بتغليب الصوت العالي وليس بالمنطق الذي يحترم العقول خلال الشد والجذب بين الفرقاء خلال هذه الحرب التي لعب فيها الإعلام دورا سلبيا أضر بمصلحة الجيش أكثر مما افاده وكان ضعف اداء اعلام الجيش عنصرا فاعلا في عدم توفير المصداقية التي ينتظرها الناس..بل وعاب على جماعة الاسلام السياسي و آلتهم الإعلامية على سبيل المثال في مسألة التأكيد على موت خصمهم وصنيعتهم حميدتي إلى درجة تكريس التأثير النفسي في السواد الأعظم من عامة الناس الذين صدقوا تلك القرية والتي أكد على صدقها سياسيون ودبلوماسيون وإعلاميون وجزموا على ذلك وراهنوا بكل تاريخهم حتى صعقوا بما يخالف الكذبة التي انطلت على العقل والعاطفة العامة حينما ظهر الرجل بلحمه اللاصق على عظمه وطوله الفارع ليكسب نقاطا على قيادة الجيش عبر جولاته في الإقليم بينما اعلام الجيش ظل متقاصرا عن نفي أو إثبات موت الرجل مما أتاح لتلك الإشاعة أن تستلب الباب الناس بصورة فجة !
وقال الدكتور حسن أن جماعة تقدم هي الأخرى بغض النظر عن صحة وجهة نظرهم من عدم ذلك استطاعوا بحركتهم الإقليمية والدولية أن يطرحوا مشروعا لما بعد الحرب على خلاف جماعة التيار الوطني المؤيد للجيش الذي شابه الخمول وعدم وجود الرؤية مما أدى إلى عدم انسجام حماسه للقتال مع الجيش و ضعف حركته السياسة الداخلية التي انحصرت في الاستبسال فقط لتجريم القوى السياسية المحسوبة على الحرية والتغيير ووسمها بأنها الحاضنة السياسية للتمرد دون أن يفت ذلك في عضد تلك القوى ويحد من حركتها الخارجية و دون الإلتفات إلى تأثير تلك الحملات السالب عليها وسط الرأي العام الداخلي الذي استسلم لتلك الفرضية التي ألصقت بها لأسباب معلومة .
والحقيقة أن الرجل بقدرما أسدى النصح لجماعة نعم للحرب بأن ينظموا خطواتهم في اتجاه مرحلة ما بعد الحرب ولكنه في ذات الوقت أنصف خصوهم من جماعة لا للحرب في تحليل متوازن قد يعيد لاعلامنا التحليلي دوره المطلوب في توضيح الحقائق دون تشنج أو منطلقات ضيقة تضر بالصالح العام بدلا عن تضليل المتلقي بذلك النهج الوخيم العواقب