الأعمدة

ويسألونك عن تحديات البيئة السياسية وعن الجبهة الوطنية السودانية العريضة

ذكرنا في قراءات سابقة صحيح تتعدد صور معركة الكرامة ولكن في نهاية المطاف الهدف الوطني الإستراتيجي واحد وهو الحفاظ على كرامة المواطن سلامة الوطن وسيادته ووجودية الدولة الوطنية بنجاحاتها وإخفاقاتها مهما كبرت وعظمت في المحصلة النهائية هي مسائل قابلة للحل والمعالجة والتقويم مقارنة بمحاولات إضاعة الدولة وعلى التوالي الوطن والمواطن وعلى الدنيا السلام . ومن صور معركة الكرامة التي نود تناولها في هذه القراءة واجب التصدي لمخاطر التحديات والمهددات الكامنة لعناصر بيئتنا السياسية التراكمية التي أقعدت البلاد تماما عن مسيرة التقدم والتطور والنماء وركب الأمم بيئة تشكلت تراكميا من لدن الحقبتين الأستعماريتين التركية السابقة ١٨٢١ — ١٨٨٥ مرورا بحقبة الحكم الثنائى الإنجليزي المصري ١٨٩٩ — ١٩٥٦ ومابينهما حقبة المهدية ١٨٨٥ — ١٨٩٨ وحقب الحكومات الوطنية المتعاقبة مابعد الإستقلال الثاني ١٩٥٦ حتى تاريخه ، التصدي لها بأدوات المجهود الوطني الفكري السياسي الإستراتيجي ..
من واقع الدراسات التحليلية البحثية المعمقة التي أجرتها من عقود مضت الرؤى المتجددة بشأن الموضوع ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن العناصر الأساسية لبيئتنا السياسية التراكمية تشكلت في مسيرتين أساسيتين فقط لاغير وهما المسيرة القاصدة لوجه الكريم ورفعة الوطن والمحافظة عليه سماتها الأساسية السعي الدؤوب لأجل ترسيخ القيم الفاضلة وتحري تمام مكارم الأخلاق وعلى المبادئ الأساسية للعدالة الإنسانية المساواة في الحقوق والواجبات على قاعدة المواطنة ، وفي الإتجاه المعاكس هناك مسيرة خفية حربائية هادرة لا ترى بالعين السياسية المجردة ( تسمى بالمسيرة الدنيوية المقصودة شعارها (هذا لكم وهذا أهدي لي ) مجيدة لأساليب التخفي والحربائية والتكيف السياسي مع الأوضاع ، تتقن مرونة ورشاقة الحركة والإنتقال والتكيف السلسل مع كافة مراحل الإنتقال والتطور السياسي التاريخي على مدى أكثر من قرن وربع القرن من الزمان .
خطورة هذه البيئة التراكمية على مجمل الأوضاع وعلى ومستقبل البلاد المنشود ، قدرتها على تطعيل وإعاقة عناصر وفعاليات المسيرة القاصدة لوجه الله والوطن . إعاقتها بعدة أساليب منها على سبيل المثال ، الإتجار في مشاريعها وتوجهاتها تبضعها وعرض بضاعتها تحت مظلة شعاراتها الجاذبة والجذابة … وبإعاقة فجاج سبلها بوضع متاريس هياكلها السياسية والتنظيمية والإجتماعية والفكرية والإيدلوجية وضعها مبكرا على اساسين أساس الإستفادة من حركة العقل والضمير والشعور والتدافع الجمعي للشعب السوداني في مختلف حقبه التاريخية ….. وأساس إستمراء وإستدامة أساليب وضع اليد على مقدرات الوطن ومكتسبات الدولة بعيدا كل البعد عن صور فكر هندسة العلاقات الإنسانية المتصلة بعمليات دراسات جدوى وإستحقاقات الحياة الكريمة كالمسح والرفع والتخطيط والتخصيص العادل للمشتركات الحياتية ، في إطار وآضطراد وطن يسع الجميع حقوق وواجبات وفقا لإحكام القاعدة الدستورية الأخلاقية المستدامة . وكذلك إعاقتها بإساليب وممارسات الإستقواء السياسي الداخلي والخارجي بكافة إشكاله وأنماطه على حساب الأوضاع الداخلية …
وفي سياق عمليات البحث والتدقيق السياسي الإستراتيجي حول ماهي الفلسفة السياسية والتنظيمية والمرجعية والخطابية لواحدة من أهم عناصر بيئتنا السياسية ( التركيبة الحزبية) .والتي ظلت تتلعثم وتتردد من سنين طويلة حول الإجابة على سؤالنا الفكري الفحصي الإستراتيجي المطروح .. وهو هل الحزبية في بلادنا منذ تأسيسها وإلى يومنا هذا قائمة على أساس الفطرة ام الفكرة ام الأسرة ام الكسرة بمنى تبادل المصالح الإنتهازية الضيقة والأكثر ضيقا أم على ماذا .. ثم ثمة سؤال فرعي هل هي مصممة على أساس وسيلة للحكم ام إداة تحكم والفرق بين المفهومين واضح وصريح …ثم ما هو السر الغامض الذي يقف من وراء حركة إنشطاراتها الأميبية المتكررة حتى بلغت فوق المائة حزبا … محطمة بذلك الرقم القياسي في المجال في تاريخ الشعوب والدول المتحضرة … وكذلك سر أسرار خصوماتها الفجورية الإقصائية المستدامة ، مع ضمور بل إنعدام عمليات التنمية السياسية التنظيمية الداخلية وفرص التجييل وتبادل تنوع الأجيال داخل بنيتها السياسية والتنظيمية والقيادية وفقا لطرحها وخطها العام الراتب والمرتب … إضافة إلى إنها قد أحدثت ربكة وفوضى عارمة من خلال تبنيها وإعتمادها بشكل كلي مستدام على فلسفة ومنهج مايعرف في الفكر السياسي المتقدم بتحديات المتقابلات السياسية … متقابلات شديد التناقض والتضليل ( السياسيين ) وهي بماذا نعمل عند مرحلة الأداء الفعلي والتشغيل بالجهة أم التوجة .. بالقيم أم المقامات بالقبلة ام القبيلة بالقسمة أم بالتقاسم والفرق بين الإثنين ، القسمة مبدأ والتقاسم سلوك يقابل العبارة الشعبية الشهيرة ( تعال نسوي أبو القاسم ) وقائمة المتقابلات السياسية تطول ..
…برأينا هذه الشريحة من جملة عناصر بيئتنا السياسية إذا لم يتم تدارك أمرها بشكل مسئول وبواقعية وشفافية كاملة بعقد مؤتمر قومي حول تجربة وتحديات البيئة السياسية بالبلاد لم تقم قائمة لهذا الوطن وسيظل يدفع الثمن غاليا على مدى العهود والعهود ومستقبل الأيام ، ثمن على شاكلة الفتنة والمؤامرات الداخلية والخارجية المدمرة التي يصلى بجحيمها الوطن والمواطن والدولة والتشهير بسمعتها بلاحدود وسط الأمم والشعوب والسبب المباشر هي عقليات وسياسات وممارسات وثغرات هذه البيئة الخطيرة … حتى تردي بنا المقام من كنا عبر التاريخ نشترى المجد بإغلى ثمن صرنا نبيعة بأخبس الأثمان وحقا كما يقولون ( البسوم عمته وجلبابة وشاله وثوبه وعبايته وإسكرتيه وبلوزته وقميصه وبنطاله ولسانه وسرواله بيلقى البشتريه ) حكمة سودانية بالغة .
ونحن في حضرة الحديث حول تحديات البيئة السياسية وأثرها على مجمع الأوضاع التراكمية والراهنة بالبلاد ، ثمة سؤال مهم للغاية ظل يطرح بقوة ومن عدة جهات في ظل التغيير وبشكل أكثر إلحاحا في الظل الحرب مصحوبا في بعض الأحايين بتعليقات قاسية جدا تنم عن حقيقة وعن قصور وعن عدم رغبة في متابعة مجريات الأحداث بدقة وبصورة منصفة…. وقد تجلى طرح هذا السؤال والأجابة عليه في برنامج الإعلامية المعروفة رشان اوشي برنامجها المشاهد بالفضائية السودانية( تساؤلات ) تحديدا في الحلقة التي كان ضيفها السيد نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار أير بمناسبة الذكرى ٦٨ للإستقلال المجيد بحضور كوكبة من رموز الإعلام ..
أين القوى السياسية المدنية الوطنية المساندة لخط الوطن والموطن والدولة ومؤسساتها الدستورية على رأسها القوات المسلحة والمنظومة العسكرية والأمنية.مقارنة بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي قحت والمسمى الجديد لجناحها تقدم .. التي كثير الحديث عنها لقاء تحركاتها السياسية والإعلامية الخارجية بأن كفة ميزان المدفوعات السياسية في ظل الأزمة والحرب مائل لصالحها ولقائدها حمدوك .. برأينا الإجابة على هذا السؤال تتحمل مسئوليه ثلاث جهات وهي دور منصات الجبهة الوطنية المدنية العريضة والأعرض في تاريخ البلاد الحديث … دور الدولة وقيادتها في حقبة التغيير وفي ظل الحرب … دور المجلس المركزي للحرية والتغيير قحت + تقدم ومتاريسه المتراكمة مدعومة بالبعثة الأممية التي سقطت بقيادة فولكر ومن خلفهم الثلاثية + الرباعية = ( السبعة الكسروا البمبر ) …..
فالنبدأ بدور وجهود منصات الجبهة الوطنية العريضة بمختلف ألوانها ومرجعياتها .. التي في سبيل الإجابة على هذا السؤال قد سلكت أكثر من مسار ومحاولات قبل الحرب ومن خلالها … قبل الحرب للأسف الشديد كل الجهود الوطنية المخلصة المتجردة قد إصطدمت بحائط صد المواقف الإقصائية الإستفزازية المتعنتة من قبل الذين ظلوا ولا زالوا يصرون بالباطل على احتكار وحق الولاية على الوطن والدولة والثورة والآن مساعي وقف الحرب وإقرار السلام …. بعدما تمترسوا من قبل حول مواقفهم المتعنتة التي تم تعبئتها عبوة ناسفة لكافة الجهود الداعمة للجهود السلمية تعبئتها بعبوة الإتفاق الإطاري .. وماتبقى من نيران تم النفخ عليه بإستمرار وبعناد غير مسبوق حتى ( بقت ) وحينما بقت ( بقجك النافخ ) وكان من أول المارقين حكمته في ذلك ( الله يمرقني منها سالم تقع ليها في مواطن وعالم ) …
فالكل يعلم بأن قوى الجبهة الوطنية المدنية العريضة والأعرض قد قامت في وقت مبكر من عهد التغيير قامت إصالة عن نفسها وعن مسئوليتها أمام الله والتاريخ أمام وطنها ومواطنها قامت بسلسلة من الخطوات والمبادرات جميعها إصطدمت بتعنت قحت وبالشعب المرجانية والجبال والمنخفضات البحرية داخل جهاز الدولة والأسباب حتى كارثة الحرب مجهولة تماما …خذ على سبيل المثال مبادرة اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الإنتقالي التي ضمت مائة وثلاث رؤيا حاضرة شملت مختلف القوى الوطنية المدنية في صدر عهد التغيير بقاعة الصداقة من الذي عطل وفرملة هذا الجهد الوطني العظيم وبأي حق ومصوغ سياسي قانوني أخلاقي دستوري ..ثم تلتها الجهود التاريخية الكبيرة التي سكبتها مبادرة الشيخ الجليل الطيب الجد التي نعتتها كالعادة قحت بالإغراق والفلول وغيرها من أدوات التضليل والتعمية السياسية ، فإذا أخذنا جدلا بأن ذلك من حقها في سياق المرافعة والمدافعة بل حتى الكيد والمزايدة والإرهاب السياسي والفكري وهى تعلم بأن من بين مكونات الجبهة الوطنية العريضة من وقع إتفاق سلام مع النظام السابق وكان من قبل أشد وأشرف وأشرس من مواقف قحت السياسية الإنتهازية ( المبغلنة ) ومن بينهم المستقلون وشركاء الوطن من الفعاليات وعامة المواطنيين ومنهم شرفاء النظام السابق والذين لا تستطيع قحت بأن تقول( بغم ) في تجربتهم الوطنية والإخلاقية وغير ذلك من المكونات .. فما الذي حال دون أن تستقبل قيادة الدولة تلك الجهود والمبادرة بكل شفافية وصدر رحب وبخطوات سياسية إجرائية معلنة ولو أدى ذلك إلى إجراء مناظرة على الهواء مباشرة مع قحت والوجود الأجنبي الذي يتمرس خلفها .. لتفنيد وتفتيت حصاوي إفتراءاتها السياسية المسببة لحالة الإحتقان السياسي الوطني القاتل …
صحيح مع مراعاة جانب الحكمة الذي سلكته قيادة الدولة في تلك اللحظات العصيبة تحاشيا وتجنبا لخط العنف الفكري والسياسي والإجتماعي واللفظي والتحرش السياسي والتحريض الدولي ضد القيادة والوطن والدولة ومؤسساتها الدستورية في مقدمتها القوات المسلحة والشرطة (وجهاز الأمن الوطني والمخابرات ) حاربتهم جميعا تحت ستار مكافحة الفلول ومنع ردة النظام (والردة مستحيلة) وإلى آخر حلقات مسلسل الفتنة والسلوكيات والممارسات التحضيرية المبكرة للمؤامرة حتى الحلقة قبل الأخيرة حلقة إندلاع الحرب المدمرة … يضاف لجهود الإجابة على السؤال أين الجبهة الوطنية المدنية الأعرض كمية المبادرات الفردية والجماعية والمؤسسية .. عدد كبير من تلك المبادرات بلغ حتى القصر الجمهوري ولكنه لم ير النور والأسباب أيضا مجهولة . … حتى مبادرة ونداء رئيس مجلس السيادة لكافة القوى المدنية أن هلموا لكلمة سواء والقوات المسلحة والمنظومة الأمنية والعسكرية جاهزة لتسليم مقاليد الأمور والأمانة لذلك الإجماع المدني لقوى الشعب السوداني إجماع معتبر ولم يطالبهم بالإجماع المطلق كشرط تعجيزي لأنه يدرك عبر تاريخ الوجود البشري والتجارب الديمقراطية والشورى حالة الإجماع على شيئ صعب إن لم يكن من المستحيلات ، وكذلك مبادرة رئيس مجلس الوزراء السابق عبدالله حمدوك قبيل إستقالته الأخيرة مبادرته التي تيقن من خلالها وبعد معايشته لأساليب ومنهج الإقصاء والمزايدة على شركاء الوطن والثورة والدولة أكد على نفس الفكرة مع وقف التنفيذ صحيح جزء من الأسباب معلوم والآخر مجهول ….
ثم جاءت تجربة الإتفاق غير الإطاري سيئ الذكر والذي تعاملت معه قوى ومنصات الجهة الوطنية المدنية العريضة بوعي وطني إحاطي متقدم طالبة من الإطاريين والمؤطرين والذين من خلفهم بأن يتم تحويل الإتفاق الإطاري إلى جند وبند وطني سياسي مركزي إستراتيجي يتم إيداعه منضدة الحوار الوطني حول الحقيقة والمصالحة أومائدة وطنية إستثنائية مستديرة لايقصي فيها أحد . يبحث من خلاله فرص المشتركات الحتمية الإنتقالية لفرقاء الوطن وذلك للحفاظ على سلامته والدولة والمواطن ولا مانع بأن يكون المجلس المركزي للحرية والتغيير على المنصة والأجانب يبتعدون … وهذا يعرف في الفكر السياسي الوطني المتقدم بفن تحويل المخاطر إلى فرص يستفاد منها ، وبفلسفة ومهارة إعمال الفكر السياسي الإداعي في إدارة وتجاوز منحنيات الأزمات وعواصفها الراعدة …
ويا سلام .. على ضياع وإضاعة فرص التكتلات المستقلة الجماعية والفردية منها فرصة عضو مجلس السيادة السابق أبو القاسم برطم عن المستقلين . .والمستقلون موجودون حتى داخل الكونغرس الأمريكي ومجلس الدوما الروسي وغيره فرصة تاريخية تشكر عليها المؤسسة العسكرية في المرحلة الثانية لمجلس السيادة …. بعد أن تآمرت قحت على المستقلين بالحجج الباطلة محولة سانحة التشكيل السيادي الأول بخبث ومكر سياسي تزول منه الأحزاب حولتها إلى وزنة نوعية عرقية بإسم المستقلين كان يمكن أن تجرى معالجتها من حصتها الأساسية لو كانت بالأساس تؤمن بتلك المفاهيم والمعاني والفلسفة الوطنية ..
صحيح السيد أبو القاسم برطم لم يعط الفرصة النادرة قدرها الإستراتيجي والوطني المطلوب والأسباب طرفه … حتى يسعى والذين معه من المدنيين الذين جاءوا على خلفية التوازنات المختلفة يسعون جميعا لمعالجة هذا الفراغ السياسي الدستوري الخطير الذي عانت ولا زالت تعاني من تحديات فراغه الدولة والمواطن والمؤسسة العسكرية…. والذي بسببه ضرب الوطن في مقتل من الداخل وحيث الخارج ولا زال الضرب مستمرا فهل أنتم منتبهون …. ثم فرصة نحن المستقلون وعلى رؤوس الأشهاد بشهادة الشعب السوداني والأمم المتحدة وممثلها السابق لتجربة فولكر في الإنتخابات الدستورية العامة ٢٠١٠ مستقلون برئاستي من حلفا إلى نمولي ولو كره المصنفاتية ودونكم المكاشفة وتأكيد الحقائق على الهواء مباشرة بتواريخ محددة ١٩٩٩ —– ٢٠١٠ — ٢٠١٥… تقدمنا بمبادرتين الأولى قبل الحرب والثانية لم يمر على إندلاع الحرب سوى أسبوعا واحدا مبادرة تفوق قيمتها الوطنية الأساسية الإستراتيجية والإنسانية المضافة تفوق وتتفوق على عدد كبير من المبادرات بما فيها مبادرة منبر جدة وهى مبادرة منشورة …
قبل الحرب سلم المستقلون مبادرة مهمة مكتملة الأركان للسيد فولكر بمقره الرسمي واستلام تعليقه بالاستلام received …ولكن للأسف الشديد فرملت تلك المساعي لذات الأسباب حيث عرف عن فولكر بأنه محاط بكم هائل من الإقصائيين وعتاة التصنيف السياسي المتطرف ، لكننا كنا لا نأبه ونهتم كثيرا بتلك التصرفات الظلامية المظلمة حيث كنا نأمل فقط ومن باب العدالة والشفافية بأن يعقد فولكر بيننا وبينهم مواجهات ومكاشفات للرد على إدعاءاتهم في إطار قيم ومعاني الديمقراطية التي يتمشدقون … ولكن في النهاية طلع فولكر وغيره مجيدين لمعاني الأغنية السودانية الراقصة للجميل الرائع كمال ترباس ( أنا شفت ناس ظالمين كتير إلا فولكر وقحت تقدم أظلم من ظلم ) ثم حملنا ذات المبادرة للوسيط الجنوبي وقتها الحسيب النسيب توت قلواك بمقر إقامته بفندق سلام روتانا بالخرطوم والنتيجة كالعادة صفر .. لارد لا جواب لاخبر …ثم حملنا ذات المبادرة والتي قصدنا عبرها ترتيب البيت المدنى العريض حملناها للجنة الثلاثية العسكرية بالقصر الجمهوري والحال في حاله ( طيب يا جماعة حنعمل شنو بعد ده كلو ) …. حتى لا يأتي من يقول أين الجبهة الوطنية القومية السودانية العريضة الأعرض ….
أما اليوم وفي ظل آليات وفعاليات معركة الكرامة تنعقد المسئولية مباشرة عند قيادة وراس الدولة ( المجلس السيادي ) مسئولية فسح المجال واسعا أمام إعلان وسريان تيار مشروع وآلية الجبهة الوطنية السودانية العريضة والإعرض إعلانها بمرسوم دستوري وهذا بلاشك من صميم واجباتها الوطنية وحقها الدستوري ومسئوليتها التاريخية تجاه الوطن والدولة والمواطن على أن يتم ذلك عبر شوري عملية واسعة تشمل كافة قطاعات وتنوع الشعب السوداني العريض آلية سياسية وطنية مؤقتة غير قابلة للتسيس والتجيير السياسي والإجتماعي والجهوي والشخصي والشللي والأجنبي تغطي حالة الفراغ السياسي الآستراتيجي ولحماية الوطن والمواطن والدولة من خطر التحديات والمهددات والثغرات التي ظلت تلج من هذا الباب الخطير….. تنتهى مهام الآلية بإنتهاء الحرب وزوال الخطر والمخاطر السياسية المرفقة والمترافقة ، ثم تحال تركتها إلى مشروع المؤتمر القومي الأنتقالي حول تحديات ومهددات وفرص تنمية البيئة السياسية بالبلاد …
تعلن ذلك دون أن تأبه وتعير وتلتفت لأي تصنيفات وتشهير سياسي عدائى محتمل من اي جهة كانت بالداخل أو الخارج .. فالذي ينعت المقاومة السودانية الشعبية المسلحة والتي تعبر بالمكشوف عن الخط والحد النهائى لإرادة الشعب والأمة السودانية للدفاع عن نفسها وارضها وعرضها ينعتها بإسوأ التصنيفات السياسية والمسيسة والإيدلوجية الطائشة الماكرة وغيرها ..لا يتردد في تصنيف الإلية المرتقبة ويتحريش بها إجتماعيا وسياسيا بالداخل والخارج ولكن في النهاية لايصح إلا الصحيح ..( والبداوس مابيابه الطعن ) ( وخواف ما مات وفحل ما مات مات المباوي المتردد ) ومن أقوالهم ( الكوكة السياسية المحلية والإقليمية والدولية تبين عند مخاضة الخور الشايل وسيل الوادي المنحدر وعند الدميرة الدافرة ….
وفيما يتعلق بالأسباب التي تظهر قحت تقدم تظهرها وكأن ميزان مدفعوعات العملية السياسية يميل كل الميل لصالحنا في تقديرنا هذه القراءة غير دقيقة ، فالأدق منها بنظرنا هو أن قحت قبل الحرب كانت تمتطى ثلاث سروج سرج الثورة سرج الدولة سرج الوجود الإجنبي ..ولكل واحدا من تلك السرورج ميزات تفضيلية مكنتها من المناورات السياسية والحضور الأعلامي والتمويل والإسناد اللوجستي .. وفي ظل الحرب دور الوجود الأجنبي تخطى مرحلة التمويل النمطي إلى التمويلات اللوجستية الإستراتيجية الذكية .. بوصفه شريك في مشروع تقسيم أو إعادة تشكيل الوطن على أسس جديدة تتماسى ومصالحه المطلقة .. فالفارق المنظور اليوم بين قحت تقدم والجبهة الوطنية السودانية العريضة بقيادة الناظر الفارس البطل رمز الصمود والعزة الوطنية والأهلية والشعبية الناظر محمد الأمين ترك ورفاقه الميامين فرق غير حقيقي وواقعي …. بالعكس في حال إنتباه الدولة وإنتباهة الشعب السوداني قاطبة لدور وأهمية هذه الآلية الإستراتيجية الجبهة الوطنية السودانية الأعرض وأحكمت هي وثائقها الأساسية وبنيتها السياسية والتنظيمية الوطنية الشاملة وخططها وبرامجها الداخلية والخارجية فمن المؤكد ستوقف قحت تقدم في حدها وعند حدودها وتجعلها ( تتككو ) قيد قيدها …
ولسع الكلام ماكمل حول البيئة السياسية الأساسية وبيئاتها المجاورة …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى