حميدتى فى أي عالم : هل يتهيأ للإختفاء ! د.ابراهيم الصديق علي
تسجيل حميدتى قائد المليشيا مساء أمس ، هو حالة بحث عن مناسبة ، ولذلك فإن الخطاب مقصود فى ذاته ، وحين لم يجد مناسبة افترض إنتصارا فى (المهندسين) و (بابنوسة) ، وقد ركز البعض على ذلك ، ولكنه ليس مربط الفرس..
لماذا هذا الخطاب الآن وخلال تسجيل ؟ للإجابة عليه نقرأ محتواه:
1. – نحن خرجنا من اجل المواطن ، وعليكم بالمواطن ، المواطن ، وحاكموا أى متفلت ، وهذه محاولة بعد قطع الإتصالات للتخفيف من حالة الضغط الشعبي عليهم ، ويريد إرسال رسالة فى بريد (جوقته) ، و(حاضنته السياسية) ، ويبدو أن ذلك كان أحد إشتراطاتهم ، لإن حميدتى الذى توعد بمحاسبة جنوده المتفلتين ينسى أن قادته الآن يقطنون فى بيوت المواطنين ، وهو ذاته كان مختبئا فى منزل اسامة داؤد ومواقع اخري.. ومن الغريب أنه تجاهل كليا الحديث عن قطع الإتصالات وهو الحادثة الاكثر ارهاقا للمواطنين بعد تهجيرهم من دورهم وسرقة ممتلكاتهم ، ففى أى عالم يعيش حميدتى ؟
و 2. – محاولة رفع الروح المعنوية لجنده ، والحديث عن واقع زائف ، ودعوتهم للمزيد من الضرب ، وانه سيكون معهم فى الميدان ، وهذا أمر يعرف خباياه الجند انفسهم ، كما تعرفه بيوت المرتزقة فى تشاد والنيجر ومالى ، حيث المآتم والاحزان ، وتعرفه ازقة أمدرمان والكدرو واللاماب وبابنوسة وزرقه والفاشر وسنار ، هناك الواقع مختلف والقادم أشد مرارة وقسوة..
و3. – هو إدعياء الظلم ، وانهم (فى نومهم) هاجموهم ناس الجيش ، الرجل الذي ظل اربع سنوات يعمل من اجل الحرب ويهدد بها ويتوعد واخلى قاعدة الزرق من الدبابات ودفع بها للخرطوم ، وحشد فى العاصمة 120 ألف من المرتزقة والمليشيا يتحدث عن الحرب المفروضة عليهم ، ذات الشخص الذي غدر بجيرانه من النساء والاطفال واحتجزهم رهائن ، يا للعجب..
و4. هو طلب الدعاء ، مسحة الدين ، لم يتذكرها وقادته يدفنون المواطنين ابرياء ، ويبيدون كل طفل من ابناء المساليت بعد أن قتلوا الاباء ، لم يتذكرها وهم يسلبون ويغتصبون ويسوقون الفتيات للبيع ، إن الله لا يحب الظالمين ، إن دعاء الناس عليكم وليس لكم..
وخلاصة القول ، أن حميدتى يتهيأ للرحيل ، بالغياب قسرا أو الموت حسرة أو الإستسلام ، وفى كل الأحوال فهو خارج الشبكة ولن يكون ضمن أى معادلة داخلية..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
12 فبراير 2024م