*حـدود المنطق* *التحـام الجيش، انتصار يستوجب اعتـذار* *إسماعيل جبريل تيسو*
ونـدين باعتـذار كبير لقواتنا المسلحة الباسلة، قبل أن نبارك لها عمليتها النوعية وملحمتها البطولية بإحداث الاقتران والالتحام الذي تم بين قوات منطقة وادي سيدنا العسكرية وبين القوات المرابطة في سلاح المهندسين، نعتـذر لقواتنا المسلحة بشـدة عن أي ذرة شك خالجت النفوس، أو أي تساؤل أو تعجب تسلل إلى الرؤوس جراء ما اعتقدناه بطئاً يلازم قواتنا الباسلة في حسم تمرد ميليشيا الدعم السريع والقضاء عليها، نتأسف لكم أيها الأسود الأشاوس ونتوارى خجلاً، فقد كنا نفتي بغير علم، ونقول بغير فهم، وقطعاً نتحمل وزر ذلك، فلكم العتبى حتى ترضوا أيها الجنود البواسل الأبطال الفواضل.
نبارك لكم نجاح استراتيجيتكم الحربية وخطتكم القتالية بالوصول إلى سلاح المهندسين محمولين على أكتاف عزيمة أبطال وإصرار أشاوس ركبوا الأهوال، وخاضوا خضم نزال لاقوا فيه الموت وجهاً لوجه، فما رفّ لهم جفن، وإنما ألقوا في قلب الموت الرعب، قبل أن يرهبوا عدو الله وعدو الوطن، لقد بذلتم أرواحكم رخيصة في سبيل تنفيذ خطة الاقتران بإخوانكم المرابطين بصبر وثبات في سلاح المهندسين، لقناعتكم أن الوصول إلى سلاح المهندسين يعني بداية النصر الأكبر، ونهاية التمرد الأغبر.
إن اقتران قوات منطقة وادي سيدنا العسكرية، بإخوانهم في سلاح المهندسين، يعني وصول التشوين بكل ما تحمل الكلمة من معنى، تشوين في الإمداد والعدة والعتاد، تشوين في الرجال والذخائر والمهمات، وتشوين في الغذاء، وقبل ذلك كله تشوين في الروح والاستزادة بمعنويات جديدة لمقابلة مرحلة ( فكِّ اللجام ) وتنفيذ الاستراتيجية المرسومة لتوجيه الضربة القاضية إلى وجه ميليشيا الجنجويد ومحوها من الوجـود، هي خطوة باتت في المتناول وتفصلها عن التحقيق دوران عقارب الوقت ليس إلا.
أبشر بقواتنا المسلحة الباسلة، هؤلاء الجنود الأبطال الذين صبروا وثابروا لأكثر من عشر أشهر حسوما، واجهوا الميليشيا المتمردة ناقصي العدد والعتاد، وفاقدي السند والإمداد، صمدوا في مواقعهم واستبسلوا في امتصاص الصدمة الأولى لعملية الخيانة والغـدر التي كادت تنفذها الميليشيا المتمردة بإتقان، حيث وضح جلياً أن الدعم السريع كان يخطط للانقضاض على القوات المسلحة بضربة واحدة ينجزها خلال ساعات، يجهز بها على الجيش، ويجعل وحداته العسكرية خاوية على عروشها ولكن هيهات، يمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.
لقد صمدت قواتنا المسلحة في وجه الميليشيا المتمردة ولقّنتها دروساً في الفنون القتالية، وكيفية التعاطي مع الظروف الاستثنائية، بالإقدام والثبات والإصرار على خوض غمار حرب لم تكن في بدايتها متكافئة العِدة والعتاد والعدد، ولكنها شجاعة الجندي السوداني المتسلح بعقيدته القتالية المؤمنة بالقضية، أنها بسالة الجندي السوداني التي قهرت الظروف، وأدخلت في أفئدة الميليشا الإرهابية الجزع والخوف.
إن ما قدمته قواتنا المسلحة خلال العشر أشهر الماضية سيدخل في موسوعة غينيس للأرقام القياسية بحساب القوة والثبات والهيبة ومقابلة الموت واسترخاص الحياة، وبحساب الصبر والصمود وتحمل معاناة فراق الأهل والاحباب، واستشهاد الزملاء والأصحاب، فلكم التحية مثنى وثلاث ورباع، سائلين الله أن يتقبل منكم الشهداء ويشفي الجرحى والمصابين، لقد صبرتم فظفرتم، وما النصر إلا صبر ساعة، وليس ذلك على الله بعزيز.