الأعمدة

بعض ملامح الحياة في فترة السبعينات داندرمة الاكياس كانت بطعم المانجو والأناناس!!

بقلم: أمير شاهين
شهدت فترة السبعينات من القرن الماضي ظهور وانتشار دندرمة الاكياس في السودان وكلمة داندرمة والتي ينطقها البعض داردمة هي كلمة تركية الأصل وتعنى المثلجات او الآيسكريم وداندرمة الاكياس موضوع منشورنا هذا تختلف عن الداندرمة المثلجة والتي كانت منتشرة أيضا في تلك الفترة حيث كان البائعون يوزعونها من خلال العربة الخشبية ذات الثلاثة والتي كانوا يدفعونها بأياديهم وهم ينفخون على البوق المعدني لأخطار الزبائن وهم في الاغلب من الأطفال وكانت الدندرمة المثلجة تقدم مع بسكويت الآيسكريم وهو في شكل القرطاس من الويفر والذى كان هو الاخر يشكل اكبر متعة عند تناول الدندرمة من خلال قضمه و اكله, هذه الدندرمة موجودة في مصر باسم الجيلاتي وفى بلاد الشام يسمونها البوظة , وهذه الدندرمة تختلف من عدة نواحي عن دندرمة الاكياس ومنها طريقة الصناعة والعرض . داندرمة الاكياس ظهرت كما أسلفنا في السبعينات من القرن الماضي ولا أحد يعلم من اين جاءت الفكرة او من هو اول من صنع هذا النوع من الدندرمة. ويعود انتشارها الكبير في ذلك الوقت وشعبيتها الجارفة الى سهولة تصنيعها والحصول عليها وأسعارها التي كانت في متناول الجميع. فتصنيعها لم يكن يحتاج الى اكثر من أكياس البلاستيك الصغيرة والتي كانت في البداية مربعة الشكل وكانت تستخدم قبل الدندرمة في تعبئة التمباك و بعدها تم استخدام الاكياس اسطوانية في شكل أنبوب المعامل الطبية , وكانت هذه الاكياس بنوعيها متوفرة و رخيصة الثمن اذ انها كانت تصنع في المنطقة الصناعية في بحرى وكانت الدندرمة في البداية تحتوى على العصائر والمشروبات المحاية مثل الكركدى و القنقليز و العريب وبعدها تم استخدام كل العصائر من جوافة ومانجو و برتقال وفراولة واناناس و كذلك الحليب او بمعنى اخر كل ما تشتهيه النفس و مع انتشار الثلاجات ذات التجميد ( الفريزات ) اصبح من السهل جدا صنع هذه الدندرمة , وقد انتشرت هذه الدندرمة بسرعة و كثر عدد صانعيها والذين وجدوا فيها مصدر دخل و إيرادات مالية لابأس بها , وكان من المألوف رؤية بائعي و بائعات هذه الدندرمة وهم يحملونها في حافظات الثلج و بيعها في المداس حيث التلاميذ الذين كانوا اكبر المستهلكين لهذه الدندرمة , واعتقد جازما بان الكثير من الذين عاصروا تلك الفترة كانت لديهم الكثير من الذكريات مع هذه الدندرمة ولازالوا يحفظون أسماء الذين كانوا يصنعونها والانواع التي كانوا يحبونها .
والى اللقاء

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى