اغتيال الملازم محمد صديق يفجر براكين الغضب،، تصفية الأسرى،، أسوأ جرائم الميليشيا..
مطالبات بتحرك المجتمع الدولي وتصنيف الدعم السريع ميليشيا إرهابية
إشادة بالتزام الجيش بقواعد السلوك ومعاملة الأسرى وفق القوانين والأعراف الدولية..
مصطفى تمبور: اغتيال محمد صديق جريمة مرتبة ولن تمر مرور الكرام..
الطيب حسن بدوي يقول إن جرائم الجنجويد مخالفة للقانون الدولي والإنساني..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
ضجت المواقع الإلكترونية، وهاجت وماجت منصات التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين حزناً على استشهاد ملازم أول مظلي محمد صديق الشهير ب ( الرهيفة تنقدَّا)، والذي اغتالته ميليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة بدم بارد بعد أن تم أسره في معارك تحرير مصفاة الجيلي، وأعادت الصورة البشعة لمقتل الملازم الشاب محمد صديق، سيناريو اغتيال الجنرال خميس عبد الله أبكر والي غرب دارفور على يد الميليشيا نفسها في يونيو من العام الماضي، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين والأعراف المنادية باحترام حقوق أسرى الحرب.
اتفاقية جنيف:
وتشدد اتفاقية جنيف الخاصة بأسرى الحرب، على ضرورة أن تتم معاملة الأسرى معاملة إنسانية في جميع الأوقات، ويحظر أن تقترف الدولة الحاجزة أي فعل أو إهمال غير مشروع يسبِّب موت أسير في عهدتها، ويعتبر ذلك انتهاكًا جسيمًا، وتعطي اتفاقية جنيف أسرى الحرب الحقّ في احترام أشخاصهم وشرفهم في جميع الأحوال، ولا يجوز تعريض أي أسير للتشويه البدني أو التجارب الطبية أو العلمية من أي نوع كان مما لا تبرره المعالجة الطبية للأسير المعني، أو لا يكون في مصلحته، ويجب حماية أسرى الحرب في جميع الأوقات، وعلى الأخص ضد جميع أعمال العنف أو التهديد، وضد السباب وفضول الجماهير، وتحظر اتفاقية جنيف تدابير الاقتصاص من أسرى الحرب.
معاملة الأسيرات:
ولم تنسَ اتفاقية جنيف الخاصة بأسرى الحرب، النساء الأسيرات حيث شددت الاتفاقية على ضرورة معاملة النساء الأسيرات بكل الاعتبار الواجب لجنسهن، منوهة إلى أهمية أن تلقى النساء الأسيرات معاملة لا تقل ملاءمة عن المعاملة التي يلقاها الرجل، ونادت اتفاقية جنيف لمعاملة الأسرى وأسيرات الحرب بضرورة أن يحتفظ أسرى الحرب بكامل أهليتهم المدنية التي كانت لهم عند وقوعهم في الأسر، ولا يجوز للدولة الحاجزة تقييد ممارسة الحقوق التي تكفلها هذه الأهلية، سواءً في إقليمها أو خارجه إلا بالقدر الذي يقتضيه الأسر.
توقعات بإدانات:
ويتوقع مراقبون أن تثير عملية اغتيال الأسير محمد صديق إدانات واسعة من قبل المجتمع الدولي والإقليمي، مثلما فعل المجتمع المحلي، وكان اغتيال والي غرب دارفور الجنرال خميس عبد الله أبكر بذات الطريقة الباردة، قد حصد إدانات واسعة من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والحقوقية، كما ترتب على عملية الاغتيال البشعة للوالي صدور عقوبات في سبتمبر من العام ٢٠٢٣م، من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ضد نائب القائد العام لميليشيا الدعم السريع عبد الرحيم حمدان دقلو، وفي حق قائد الميليشيا الدعم السريع بولاية غرب دارفور عبد الله جمعة الذي كان آخر من ظهر مع الوالي الأسير قبل اغتياله والتمثيل بجثته.
مخالفة للقانون الإنساني:
ويصف القانوني والوزير السابق الأستاذ الطيب حسن بدوي الانتهاكات التي ظلت ترتكبها ميليشيا الدعم السريع في حق الأسرى، بالجرائم المخالفة للقانون الإنساني الدولي، ومخالفة لمعايير حقوق الإنسان، ومعايير حقوق الأسرى، وتنتقص من حقهم في التمتع بالحياة والعيش الكريم، وحقهم في التقديم لمحاكمة عادلة، ويقول بدوي في إن حقوق الأسرى مضمنة في تشريعات العمل الإنساني والقانون الدولي مما يتطلب من الدول الالتزام بهذه الحقوق وهو ما تقوم به القوات المسلحة الملتزمة بقواعد الضبط والسلوك والالتزام بهذه القوانين والأعراف باعتبارها قوة منظمة وليست ميليشيا غير قانونية ترتكب أبشع الجرائم في حق الأسرى وتدِّعي زوراً وبهتاناً امتلاكها محاكم وآليات لحفظ حقوق الإنسان.
جريمة مرتبة:
ويعتبر رئيس حركة تحرير السودان القائد مصطفى تمبور اغتيال الأسير ملازم أول مظلي محمد صديق جريمةً مرتبة تأتي ضمن الجرائم والانتهاكات البشعة التي ظلت ترتكبها ميليشيا الدعم السريع في حق الشعب السوداني متجردة بذلك من الأخلاق والأعراف والتقاليد التي تقيد المحاربين في أي موقع، وقال تمبور إن جريمة اغتيال الأسير محمد صديق ينبغي ألا تمر مرور الكرام، خاصة وأن هذه الميليشيا دأبت وفي ظاهرة خطيرة على قتل الأسرى والتمثيل بجثثهم وتصوير ذلك ونشره عبر منصاتهم المعروفة، مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لتجريم هذه الميليشيا الإرهابية والوقوف بجانب القوات المسلحة لتخليص الشعب السوداني منها، مؤكداً أن ميليشيا الدعم السريع ليست خطراً على السودان فحسب وإنما تهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها، وشدد تمبور على ضرورة أن يتم حسم هذه الميليشيا والقضاء عليها بانتصار كاسح للقوات المسلحة التي وجدت تأييداً شعبياً كبيراً ومنقطع النظير.
على كلٍّ،، يبدو أن جريمة اغتيال ملازم أول مظلي محمد صديق، ستكون بمثابة القشة التي ستقصم ظهر ميليشيا الدعم السريع، ولعل الزخم الذي صاحب اغتيال محمد صديق يعكس قيمة هذا البطل الذي كان مسانداً للثورة وداعماً للثوار حتى فقد وظيفته بمخالفته الأوامر العسكرية، وعاد صديق مقاتلاً ضمن صفوف المستنفرين في حرب الكرامة الوطنية ليفقد هذه المرة روحه فداءً للأرض والعرض، و”مكان رهيفة تنقدّة”.