الأعمدة

عندما حلت أسراب طائر الهوي ( ٧ ) . عايش الدكتور الترابي سنوات طائر الهوى وهو في مجده وبجناحيه الغليظتين كان حبيبا للدول الغربية والشرقية كأني به يغني :

( ما للهوى بلد ) …
وكان طائر الهوى في منزله يجلس على كرسيه الهزاز يراقب ويتابع ويمتع نفسه بالرحلات والأسفار فلم يستطع أن يصطاد الترابي بمنقاره ولم يحاججه أو يقارعه الحجة كي لا يقلص دوره ونشاطه الإسلامي الداخلي والخارجي
والترابي يتحدث في الندوات والمحاضرات يهاجم الدول المعادية للإسلام بكلماته المشهورة ” إن الشرق والغرب يتشدقون علينا بكلمات .”
وعندما جاءت السلطة للإسلاميين بانقلابها المعروف لعب الدكتور الترابي دورا في قيادتها بحكم مناصبه ولكن جاء الدكتور غازي صلاح الدين واحدا من أصحاب مذكرة العشرة التي تمثل واحدة من بذور الفتنة والانقسام والاختلاف والشتات والشللية المتمردة والاحتكارية للرأي والانفراد بالمطالبات ضد الترابي .
من دون آلاف الممثلين داخل الكيان التنظيمي الذي يرتب ويقرر مثل تلك الصلاحيات حتى لا تعدوا أن تكون خروجا عن التنظيم والجماعة والهياكل الشورية وغيرها التي تمنح الصلاحيات وتقلصها وترتب وتنظم الشؤون الإدارية وخلافها
فلا يمكن أن ينسى الدكتور غازي صلاح الدين سنوات السبعينيات من القرن الماضي وما فيه من أحداث وتطورات منذ أن كان طالبا حينها كان التنظيم يرتب شؤون الطلاب وينظم لهم أمورهم حتى على مستوى الحماية الشخصية للفرد إذا استدعت الضرورة والحوجة ذلك للاختباء والتنكر والتمويه
كالتي جعلت الدكتور غازي صلاح الدين يحمل جوازا مستعارا باسم ( الدكتور سعيد محمد علي ) ليحمي نفسه من الملاحقات وغيرها.؟
الدكتور غازي صلاح الدين عندما اشتد زراعه وقوي سوقه وكبر ( جناحه ) أراد أن يكسر اليد التي امتدت إليه لا عليه ليقلص من صلاحيات الدكتور الترابي ، ولم يكن الترابي يتوقع أن يحصل له مثل ذلك من أقرب الأقربين إليه .
هل نسي الدكتور غازي صلاح الدين العتباني العناية الإلهية بفضل الله ثم بفضل دعوات إخوته بأن كتب الله له عمرا جديدا حينما وقعت أحداث الجبهة الوطنية في انقلاب ٢ يوليو ١٩٧٦ م
وهو كان بالإذاعة والتلفزيون في تلك اللحظات تم ضرب حائط الإذاعة فوقع على الدكتور غازي واختبأ تحت الأنقاض كأنه ميت
ودخلت بجانبه قوات النميري إلى الإذاعة وغازي تحت الأنقاض لم يره أحد واحتفلت قوات نميري داخل الإذاعة حتى جاء ظلام الليل فخرج الدكتور غازي من تحت الأنقاض متوجها إلى النيل واستغل مركبا ثم ذهب إلى جزيرة توتي منجيا لنفسه .
ثم ماذا بعد .؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى