الأعمدة

ناس بحري الليلة جو .. ترسوا الايس صددوا

في السودان لاصوت يعلو فوق صوت معركة الشعب ضد عدوه الاول المخدرات التي سرعان ماتحولت الي حصان اسود للمنافسة عقب تذيلها لقائمة ازمات الشعب السوداني لسنين عددا متجاوزة بسرعة فرط صوتية ازمات الحروب والتعليم والصحة والصناعة والزراعة فضلا عن الازمات المعيشية الخانقة التي ضربت البلاد بقوة 8 درجات علي مقياس ريختر الزلزالي ودفعت بالمواطن قسرا الي الهجرة غير الشرعية برا وبحرا بحثا عن من يطعمه من جوع ويوفر لهم المأوي الامن ولقمة العيش الشريفة في بلد انفرط فيها الامن بصورة غير مسبوقة عبر جميع حقبه التاريخية ما ادي الي اصابة المجتمع بالهشاشة التي اصابت قيمنا النبيلة في مقتل

في اتون الصراع السياسي السلبي المرتبط بالمصالح الشخصية والحزبية الضيقة منذ فجر الاستقلال وتدخل الموسسة العسكرية كمخلب قط من خلال الانقلابات لفرض نظم ديكتاتورية بايعاز من احد الاحزاب وبلوغ هذا الصراع مرحلة كسر العظم الان وفقدان المواطن لاي بارقة امل في الاصلاح في الاثناء طفت الي السطح حالة من اللامبالاة حين استشعر المواطن الغلبان الذي اصبح يموت موت الضان جراء عدم قدرته علي شراء قنينة دواء وعدم قدرة علي توفير القدر القليل من الطعام لافراد اسرته في ذات الوقت الذي تستاثر فيه الطبقات الحاكمة وبعض الانتهازية بخيرات البلد

وسط هذه الاجواء القاتمة والضبابية وجد تجار المخدرات الفرصة سانحة امام مرمي المواطن السوداني لتسجيل عدد لايحصي من الاهداف في شباكه في ظل الغياب الواضح وغير المبرر لتقنية ال VAR الحكومية التي تضم اكبر المؤسسات العدلية بالبلاد مايجعلنا وغيرنا في وارد طرح العديد من علامات الاستفهام والتعجب سيما وان ظاهرة تعاطي وترويج المخدرات استطاعت تجاوز كل الخطوط الحمراء والدخول طوعا من خلال عتبات المنازل في ظل غياب الرادع النفسي وغياب التوعية الاسرية فيما يتصل بمخاطر هذه الافة الفتاكة

طالعنا العديد من الروايات التي تتحدث عن استهداف واضح من خلال اغراق البلاد بالمخدرات بواسطة عصابات المافيا العالمية لكنها لم تكن لتجد هذه الاجواء الخصبة لو لم تحصل علي ضمانات من خلال شخصيات نافذة والحديث الذي تم تداوله عن تحويل مسار طائرة تحمل شحنة من المخدرات من مطار الي اخر داخلي عقب ضبطها اذا ماصح يعضد مسألة الضمانات التي تحصل عليها مافيا المخدرات التي تعامل الشركاء وفق قوانينها الخاصة في حالة افشاء الاسرار ففي حين تبدأ بالترغيب ينتهي الامر بالواشي الي الترهيب والتصفية

كشفت تقارير رسمية سودانية لعام 2021، عن دخول 13 ألف حالة تعاطي للمخدرات إلى مراكز معالجة الإدمان، وأشارت إلى أن الإحصاءات تبيّن أن أعمار المترددين على المراكز تتراوح بين 14 إلى 24 سنة، جميعهم في المراحل الدراسية المختلفة

وبالقاء نظرة سريعة علي المعلومات التي حصلنا عليها من الشبكة العنكبوتية تطل المأساة بوجهها الكالح
معلومات عن أخطر أنواع المخدرات الايس كريستال المعروف بمخدر “الشيطان” يعصف بطلاب وشباب السودان

فالآيس أو كريستال ميث أو الشابو كلها مرادفات لمخدر الشيطان، المصنف من المخدرات قوية التأثير، وتأتي بشكل مسحوق أو بلورات كريستالية، ويتم استنشاقها أو تدخينها أو حقنها عبر الوريد.
فيما يبلغ السوء ببعض المدمنين بحقن أنفسهم بدماء متعاطٍ آخر لو تعذر الحصول على جرعة!

الغرام بـ50 دولاراً
أما سعر الغرام الواحد من المخدر فيتراوح ما بين 20 إلى 30 ألف جنيه سوداني، أي ما يعادل 50 دولاراً أميركياً. ويكفي الغرام الواحد لثلاث جُرعات ويتم استهلاكه في أقل من أسبوع.

إلى ذلك تكفي 9 جرعات فقط لتصل لذورة الإدمان. ومع ارتفاع ثمن الجرعات يبدأ المُدمن في بيع ممتلكاته ثم ممتلكات من حوله. ومن هنا يبدأ وقوع المشاكل وتتفاقم عندما يلجأ لمصادر أخرى غير مشروعة كالسرقة أو الاختطاف.

تفوق سرعة إدمان الكوكايين
ووفق المختصين، فإن سرعة إدمان “الآيس” تفوق سرعة إدمان الكوكايين بثلاثة أضعاف. إذ يبدأ إدمان “الآيس” بالجرعة الأولى دون المرور بمراحل التعاطي أي التعود ثم الإدمان كما مع بقية المخدرات.

كما كشفوا أن الغالبية العظمى من مدمني “الآيس” تتراوح أعمارهم بين 13 – 22 عاماً، لافتين إلى أنه من النادر جداً تعاطي أي شخص للمخدرات قبل أو بعد هذه السن.

أبرز أعراضه
أما أبرز أعراض هذا المخدر المدمر، فتتمثل بالقلق والتوتر والحزن واليأس والإحباط والهزال، وضعف الشهية وآلام العضلات والفكين والأرق الشديد، والإنهاك النفسي والجسدي، وانعدام الإرادة والدفع والميل لإيذاء النفس والانتحار.

إلى ذلك يحذر الأطباء من مخاطر تفشي مخدر “الآيس” مع تدني معدلات الشفاء التي تصل لحالة واحدة بين كل 10 حالات، داعين لتكثيف الحملات المضادة لتعاطي المخدر.

مساء امس الجمعة تلقيت دعوة كريمة للمشاركة في الفعالية التي نظمتها اللجنة التسيرية لمركز صحي الختمية بمدينة بحري في محاولة لبناء جدار لصد هجمات تجار المخدرات لاحياء مدينة بحري القديمة التي تم استهدافها بصورة واضحة

هذه الفعالية التي خرجت من رحم الاحياء الشعبية بالمدينة كان وراء انطلاقتها امرأة ربة اسرة ادركت بحسها وحدسها ان هذه الافة في سبيلها لان تقتحم عنوة عتبات جميع المنازل دون استثناء في حال النظر اليها بعين اللامبالاة والاستسهال وسرعان ماالتقطت لجنة تسيير مركز صحي حي الختمية القفاز ووجهت الدعوة الي العديد من الرموز البحراوية ذات الصلة بالشان والهم العام

وتزامنا مع منافسات كاس العالم قطر 2022 كنت قد تلقيت دعوة مماثلة من منظمة شليل بالتضامن مع ابناء حي الشعبية جنوب حيث تم استعراض العديد من افلام الفيديو الخاصة بالمخدرات متبوعة بالشرح بواسطة متخصصين بيد انها وجدت تجاوبا منقطع النظير من الاسر التي حرصت علي متابعة هذه الفعالية وادركت بحسها العالي ان هناك العديد من جوانب التوعية التي كانت تفتقدها وسرعان ماوجدت ضالتها فيها

هذه المبادرات البحراوية عقب تفعيلها والشروع في تنفيذ اجندتها ستتحول الي حائط ضد هجمات تجار المخدرات وهذا لن يتأتي دون المشاركة الفاعلة للجهات الحكومية ذات الصلة اضافة الي اطباء علم النفس والاجتماع ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة في مجالات مكافحة الادمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى