الأعمدة

*في حضرة فشل مفاوضات الوضع الإنساني بالمنطقين يهز ويرز ويعز الكلام

👈في المثل الشعبي الشهير ( الكلام لو في ما بارك الله في السكات) وفي مثل آخر ( الشوكاية شوكاية بسلو بدربو ) فمن رأينا أن شوكاية كعب وبطن الرجل (بكسر الراء) التي طعنت وفدي الحكومة برئاسة وزير الدفاع اللواء الركن يسن إبراهيم ووفد الحركة الشعبية شمال بقيادة أمينها العام عمار أمون والوساطة الجنوبية نفسها . شوكاية فشل مفاوضات الوضع الإنساني على أهميتها الملحة نظرا للواقع الإنساني على الأرض ، تعتبر من أكثر أنواع الاشواك إيزاء” وإيلاما . ينبغي على الجميع العمل على سلها بدربها بمنقاش ملقاط الحقيقة وذلك بتوضيح الحقائق كما هي . بداية من الخلفية التاريخية لطبيعة وموضوعية قضية المنطقتين جنوب كردفان– جبال النوبة والنيل الأزرق — الفونج وبالوقوف على حجم فرص الحلول التراكمية المهدرة من قبل الوفود التفاوضية التي ظلت تترى لسنين عددا .. والتي سنفرد لها بإذن قراءة منفصلة مفصلة عن هذه القراءة التي نخصصها للتعليق على ما جاء في المؤتمر الصحفي لرئيس وفد الحكومة حول الاسباب الأساسية لفشل وتعليق جولة مباحثات وقف العدائيات وترتيبات الوضع الإنساني بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية شمال مقروء بالبيان التوضيحي لوفدها على لسان ناطقها الرسمي جاتيقو أموجا دلمان .. الإسم الذي وقفته عنده طويلا هل يا ربي هو إبن عمنا التلوداوي الكوداوي قمر على دلمان شقيق الأستاذ أمير على دلمان وشمس الدين والأستاذة أميرة وبقية الأسرة الكريمة أم إسما لمسمى . لاننا طالعنا أول تقرير أنيق في فاتحة الجلسة الأولى للمباحثات بقلم الصحفي الكبير يوسف عبد المنان أشار فيه بأن من بين أبرز حضور وفد الحركة قمر دلمان ..
فالسؤال الأساسي الذي له القدرة على رفع اللوم والملامة والتلاوم بين الوفدين حول من الذي تسبب في فشل وإفشال الجولة .سؤال موجه بشكل مباشر لصاحب المبادرة . هل هي مبادرة سياسية بغطاء إنساني ، أم مبادرة أخلاقية إطلقت لخدمة الأهداف الإنسانية فقط لاغير . وهل تفاجأ بها وفد الحركة ومن قبله رئيسها حتى يسأل في بيانه سؤالا عن ماهي وهوية وتوقيت وعن الدوافع الحقيقة للمبادرة . وهل أيضا تفاجأ بها وفد الحكومة الرسمي والشعبي .. ما أظن ذلك لأن سبق سفر الوفد الحكومي والشعبي إلى جوبا زيارة عضو مجلس السيادة نائب القائد العام إليها ولقائه المعلن الذي ضم مستشار دولة الجنوب توت قلواك والقائد عبد العزيز ودعوة الأخير لاستقبال الوفود الشعبية للتفاكر ، فجوبا لا ينبغي لها أو لأحد بأن يحولها بغتة من ( جوبا لية لجوبا مالك علية ) ثم سؤال بنيوي آخر هل قدم صاحب المبادرة الإنسانية ( دولة جنوب السودان ) قدمها مكتوبة وأين نصها حتى تكون الإطار المرجعي للمتفاوضين ولمضمار وضمير التفاوض الإنساني وضبط التعامل والعلاقات وفصل خطاب أعمال المبادرة في حالتي النجاح وعند الفشل من باب فلسفة إدارة تباين الآراء والخلاف والإختلاف .. وبرأينا في حالة عدم وجود كل ماذكر أو موجود وعدم الأخذ به لأي سبب من الاسباب فهذه هي شوكة الكعب وبطن الرجل التي طعنت الوفدين هذه المرة في معقل ، أما عن حكاية الانتقادات والمواجهات الكلامية الإعلامية المتبادلة بين الوفدين في حضرة ما ورد من ملاحظات هي بمثابة إخراج البخار الساخن من قدور الصدور مصدره بيئة الحرب والعدائيات الكامنة ، وبتالي المواطن بالمنطقتين وعموم السودان والبيئة الإنسانية هي ضحية .
ثم تمضي مسيرة الأسئلة الجوهرية حول ماهي وهوية المبادرة الفاشلة التي ( جات ) تعدلها إنسانيا كسرت رجلها سياسيا .. فالذي يعلمه الكل ببساطة شديدة ومن واقع تتبعنا كمراقين للمشهد العام ، لقد ذهب نائب رئيس مجلس السيادة رئيس الحركة الشعبية جناح مالك عقار لدولة الجنوب أكثر من مرة وفي المرة الأخيرة مكث ثلاث ايام ، وبعد عودته بأيام قليلة أعلن عن زيارة عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي لجوبا ، والذي إلتقى خلالها القائد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال في منظر حميمي إنساني وطني مشهود ، يتوسطهما السيد مستشار رئيس دولة الجنوب توت قلواك وعلى خلفية ذلك اللقاء تم إعلان المبادرة ولقاءات الوفود بعد أسبوعين من تاريخ الإعلان وقد حدث بالفعل .. سؤال آخر ومسألة مستعجلة موجهة لوزير خارجية دولة الجنوب أين دور الدولة وهيبتها في حماية القيمة الأساسية والأخلاقية المضافة لمبادرتها الإنسانية الكبيرة الكريمة ، حمايتها وعناصرها الأساسية من خطر التدخل والإختطاف والإلتفاف الخارجي ، والذي أصبح وامسى للأسف الشديد أكبر مهدد كامن حسب التجارب العملية لأي فعل يصب في مصلحة السلام والإستقرار في السودان . وقد حدث ذلك بغتة مع مبادرة الجنوب الإنسانية وفي ظل توقيت مريب وتقاطع معيب أقل مايوصف به إصرار البعد الخارجي وترصده بإعمال المبادرة .. بغرض تجريفها وتجريدها من أهم ركنين وفي زمن قاتل ركن رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو ووفده الإنساني في الميدان وديوان العمل الإنساني وركن طرح نفس موضوع الترتيبات والتدابير الإنسانية في إتفاق موازي ، في ضيافة دولة ذات سيادة ( كينيا روتو ) لم تراع دور وضيافة وحق الدولة الجارة الشقيقة ذات السيادة ( دولة جنوب السودان ) ليأتي وزير خارجية دولة الجنوب معلنا بصورة مفاجئة أمام وفدي التفاوض قرار رفع المفاوضات لأجل غير مسمى بغرض التشاور وماهو بتشاور .. ثم يسلك ذات الإتجاه السيد المستشار توت قلوال مضيفا بأن الوفدين سيلتئمان مجددا في أقرب وقت ممكن .. نعم هذا النوع من الأعمال والمبادرات أفضل منه العدم ، فالمبادرة من حيث هي ليس بها أي عيوب وكلام ، وإنما الإشكال الحقيقي في طبيعة الممارسة وطريقة التفشيل .. وهي بالمناسبة طريقة تتطابق بالمسطرة والكربون مع طريقة وأسلوب تفشيل مبادرة القاهرة لدول الجوار يوليو ٢٠٢٣ ، فهي كمبادرة ومبادأة بدأت صلبة ثم بغتة ( رقدت دكوة وسلطة ) عن طريق حرفنة وإحترافية اللاعب التشادي وقبلها الأيقاد والمحاولات المتكررة لحنيط منبر جدة أو دفنه ( دفن الليل أبو كراعا بره ) .. نصيحتنا لكل من يود التدخل في معالجة قضية الحرب القذرة الدائرة بالبلاد عليه أولا أن يتأكد من سلامة نيته ومن مقدراته وقدراته وإرادته ، لأن الأمر جد جلل خاصة فيما يلي الجزء غير المنظور بالعين السياسية المجردة وهو مكمن ومركز التحدي .. قديما قال أهلنا تلودي في رواية شعبية طريفة بأن الفيل لم يقدم على بلع ثمرة الدليبة إلا بعد أن تأكد من ضمان إخراجها فخذوا الحكمة من تجربة الفيل وإن لم تفعلوا فعليكم بثمرة الحميض والجميز والفراولة والعنب والنبق الفارسي ..
قراءة أخرى من باب النصيحة الحارة والحقيقة الاحر منها حول نقاط التباين بين الوفدين والتي يعتقد بدرجة ما بأنها هي سبب فشل الجولة . فالشاهد هنا حسنا قد فعل الوفد الحكومي في تبيين الحقائق من جهة نظره من خلال مؤتمره الصحفي وبنفس الدرجة وفد الحركة الشعبية بتوضيحه لماجرى بالضبط من وجهة نظره فالرأي العام ومن يهمه قد إستفاد إستفادة حقيقية ، عكس الطريقة التي ارادتها قيادة المبادرة بأن يكون الأمر كتامي بعيدا عن الإعلام السلطة الرابعة وإن تم ذلك حتما سيكون على حساب الحقيقة والشفافية وأمانة التكليف وأخلاقيات السياسة واصحاب المصلحة ومن يهمة الأمر ..
١— أما الكلام عن حكومة بورتسودان وما أدراك ما حكومة بورتسودان وتجريدها عن عمد من صفتها الدستورية والسيادية المعروفة بحكومة السودان بمقرها بالعاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان . هذا كلام سياسي خطير ليس له أي علاقة ببيئة العملية الإنسانية موضوع المبادرة والتفاوض .. ولذلك قلنا لو كانت هناك مرجعيات وتعريفات محددة حول أساسات المبادرة من قبل صاحبها الأصلي لما وردت مثل هكذا عبارة وعبارات ( حكومة بورتسودان ) لان بمجرد حدوث ذلك يعد خروجا عن نصوص المبادرة وتعريفاتها وحدودها الملزمة وكذلك يعد شكل من أشكال ممارسة العدائيات السياسية في ظل عمل إنساني بحت ، وإذا مضينا بالقراءة إلى بعد أعمق بأن المقصود من عبارة حكومة بورتسودان التقليل وعدم الإعتراف .. فإذن السؤال كيف وعلى أي اساس تمت وتتم دعوة وإستقبال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار أير ولأكثر من زيارة لدولة جنوب السودان الجهة الميسرة للمفاوضات وكذلك حسن إستقبال الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة نائب القائد العام ، فضلا عن أن شرعية الحكومة وسيادة الدولة السودانية وإستقلالها لا يحتاج منا لتأكيد ، إلا لمن يرى خلاف ذلك وبأدلة التالية — الإعتراف والتمثيل المتبادل بين الدولتين السودان وجنوب السودان— دعوة ومخاطبة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ( ٧٨ ) الماضية بحضور وزير خارجية دولة جنوب السودان وبعثتها الدائمة بنيويورك —- حكومة السودان وعلى رأسها المجلس السيادي ترتكز على شرعية الشعب السوداني المؤطرة دستورا بمرجعية الوثيقة الدستورية للعام ٢٠١٩ والتصحيحية المعدلة والمعززة بوثيقة إتفاق سلام جوبا ، علاوة على ذلك أن القوات المسلحة السودانية والمنظومة العسكرية والأمنية ومؤسسات الدولة المدنية تعتبر أصول دستورية ثابتة لمنظومة وقوى الدولة الشاملة ، حالها حال قوات الجيش الشعبي والمنظومة العسكرية والأمنية والمدنية بدولة جنوب السودان ، ولذلك السيد الكباشي والوفد الحكومي يمثلون الشرعية من أوسع أبوابها فلا مجال للدخول في مجادلات البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة هذه مواقف وعدائيات سياسية صحيح مفهومة مقبولة في مجالها السياسي لكنها مضرة لحد بعيد ببيئة العملية الإتسانية ..
٢— اما عن مسألة وفد الحكومة مكون من وزير الدفاع والبقية ضباط في جهاز الأمن الوطني والمخابرات ولا أظن أن مهمة هؤلاء هي إيصال المساعدات الإنسانية ( والجواب يكفيك عنوانه ). الحقيقة من حق الحكومة أن تختار وتشكل وفدها بالطريقة التي تريد كما نفس الحق متاح امام الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة الحلو فلا دخل للمواطن السوداني وشعب المنطقتين في ذلك على الإطلاق ، فقط الذي يقف عنده الشعب السوداني وشعب المنطقتين هي أخلاقيات وطبيعة رسالة المهمة الإنسانية التي لا يختلف إثنان حول أنها تحتاج لتأمين حقيقي ومن ثلاث زوايا . منع إستغلالها لأغراض سياسية وعدائية ثم تأمينها ضد من لا يرغب فيها وضمان توصيلها لمستحقيها .
٣ — أما الكلام عن الوفد الشعبي المرافق لوفد الحكومة تمومة جرتق على حد بيان وفد الحركة ، الإجابة على هذا السؤال تبدأ من معرفة العريس موضوع تمومة الجرتق والمحلب والضريرة وهذه على مسئولية وفد الحكومة أو من أطلق هذه الصفة ومن الموصوف نفسه .. أما سؤالنا نحن أهل الشأن على مستوى الشعب السوداني والمنطقتين على وجه الخصوص ، ومع تقديرنا التام للظروف الشعبية والأهلية والمجتمعية التي تحيط بالجميع ، إلا انه من حق أي مواطن بالمنطقتين أن يسأل كيف تم إختيار هذا الوفد الشعبي ، فهل هو وفد شعبي على طريقة وفود المفاوضات القديمة ، أم هو وفد لقوى التغيير والتخيير بالإقليميين بإسناد وإخراج شعبي حسن . كما كان يحدث بالضبط في جولات مفاوضات العهد السابق مع الحركة الشعبية شمال التي بلغت العشرون جولة وفي النهاية طلعت صفر معاك الواحد فالكل في إنتظار الأجابة على السؤال سوى كاتب القراءة . نأمل ولمصلحة الوطن والمنطقتين بأن لا تتكرر مثل هكذا ممارسات ، لان تكرارها والإصرار عليها هذا يعنى ببساطة شديدة بأننا ندور في حلقة مفرغة وندور نفايات وتجارب جولات فاشلة وأكثر فشلا فالشورى وعدالة التوازن ووقف الوصايا السياسية والإجتماعية المستمرة بحق الآخرين والإصرار عليها ليست من الحكمة والعدالة وأخلاقياتها بشيئ ..
٤— وفيما يلي موضوع الوثائق والمقترحات المقدمة من حيث المبدأ حول موضوع التدابير والترتيبات الإنسانية ، صحيح من الأجدى أن يقدم الطرفان منذ ضربة البداية وفقا لموجهات وأساسيات ولا تنظيم أعمال المبادرة تقديم الأعمال والتعليق عليها كتابة وليس شفاهة ، أهمية الخطوة تؤسس للجدية وللضبط والربط والتقيد بالنصوص والموجهات والمرجعيات المتفق عليها بالإجماع أو بالأغلبية ولثقافة التوثيق ، وذلك لضمان سلاسة وسلامة العملية الإنسانية ..
٥—- إن مسألة إيصال المساعدات الإنسانية بدون إتفاق مبرم بناء” على تجربة سابقة من قبل الحركة الشعبية في ٥ ديسمبر ٢٠٢٣ وبتأمين تام ل . ( ٨) شاحنات إغاثة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي ( WFP ) لجنوب كردفان– جبال النوبة الدلنج وكادقلي ذهابا وإيابا ، هذا عمل أخلاقي جميل يتسق ومبادئ وموجهات القانون الإنساني الدولي ، الذي يفصل بينه وبين قانون حقوق الإنسان الأخير يسرى في الوضع الطبيعي والقانون الإنساني الدولى يسرى مع أول طلقة نارية وعدائيات تنشأ وتحيط بالموقع والنطاق الجغرافي المعين ، وبالتالي الخطوة الأنسانية التي قامت بها الحركة الشعبية الحلو تصب في صالحها من بعدين أخلاقي وإنساني وبعد إحترام القانون الإنساني الدولي ، ولكنها في نفس الوقت كتجربة لا يجوز إسقاطها على تجربة الترتيبات الإنسانية بين الوفدين الحكومي ووفد الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو ، إلا في حالة واحدة وبصراحة شديدة عدم الإعتراف بالحكومة ووفدها الرسمي والشعبي ، وفي هذه الحالة لاتقع المسئولية السياسية الأخلاقية والتنظيمية والإدارية على وفد الحركة الشعبية بصفة مباشرة وإنما على الوسيط ، لكي يبين للرأي العام السوداني رأيه حول الكلام ده ، وكذلك الهدف الأساسي من المبادرة . هل هو سياسي أم إنساني أم إستهلاكي أم غير ذلك ..
٦– اما مسألة توقيع كل طرف منفردا مع وكالات الأمم المتحدة بإشراف وساطة دولة جنوب السودان ثم بعدها تقوم لجنة الوساطة بعقد إجتماع يضم الأطراف لمناقشة الجوانب الفنية بالإشارة إلى تجربة شريان الحياة ١٩٨٩ والذي من وجه نظر الكثيرين قد تحول بقدرة قادر إلى شريان للموت السريع والبطيئ ، هذا كلام سياسي خطير ليس له أي علاقة بتدابير وترتيبات العمل والعون الإنساني ، فمن الواضح أن صاحب هذا المقترح هي وكالات الأمم المتحدة التي وللأسف الشديد بعضها صار وكالات للأعمال العدائية ولنحر وتناحر الشعوب وليس إتحادها كما نص على ذلك ميثاق الأمم المتحدة ، والشواهد لا حصر لها في مسرد التجارب غير الإنسانية ، علاوة على أن المقترح أيضا ينطوي على فلسفة عدم الإعتراف بالحكومة والدولة وإلى هنا الأمر مفهوم من واقع المجادلة والتدافع السياسي والعمل المعارض .. ولكنه غير مفهوم بأن يمر هكذا عمل ومفاهيم على حكومة الجنوب صاحبة المبادرة الراعي الرسمي لمفاوضات الترتيبات الإنسانية ومن بين يديها تجربتها الحاضرة بقوة في إتفاقية سلام الجنوب برعاية السودان والتنشيطية برعاية الإيقاد فمالكم كيف تحكمون وتيسرون بين الفرقاء فرقاء شعب واحد في دولتين كما يحلو وتحلي بالمعنيين الخطابات الجماهيرية الحاشدة والدبلوماسية الناعمة بين قيادة الشعبين الشقيقين ..
٧— أما عن المقترح الوجيه الذي تفضل به وفد الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو لضمان إيصال المساعدات الإنسانية لكل مناطق السودان والذي أيدته الحكومة ووفدها من خلال ضمانات إدارية قانونية أمنية إنسانية إخلاقية محددة .. هذا المقترح نظريا لاغبار عليه ولكنه من ناحية عملية سيكون هناك تداخل عملي كبير بينه وبين أتفاقية منبر جدة على سبيل المثال التي قطعت شوطا بعيدا ومن زمن طويل في المجالين مجال وقف العدائيات ومجال التدابير والترتيبات الإتسانية ، صحيح مع وقف التنفيذ بفعل فاعل خارجي وهذا بات معروفا للضاناية قبل راعي الضأن مع وافر اعتذارنا الشديد له كمهنة شريفة وإعتذار أشد وجوبا خاصة في هذه الأيام وذروتها وزرتها الإجتماعية الجاية بأذن الله . فالمقترح على تلك الشاكلة خطورته تكمن في انه ينقل محادثات جوبا حول الترتيبات الأنسانية ينقلها دفعة واحدة إلى مسارين متتاليين المسار السياسي ومنه إلى الإنساني مجددا عن طريق جدة أو جوبا أو غيرهما حسب تدخلات الطرف الخارجي الخفي والمتخفي والمتقفي ، مسئولية هذا الإجراء أكبر من مهام الوفدين .. الميسرون وحدهم بإستطاعتهم القيام بهكذا تدابير وهم رئاسة جوبا والميسران السعودي والأمريكي بمنبر جدة ومسافرها والمقيم عديل فيها ..
٨— اما عن الانتقادات التاريخية التي وجهها وفد الحركة في بيانه بمناسبة تعليق المفاوضات الإنسانية وجهها بحق الجيش فيما يخص دوره في موضوع شريان الحياة في العام ١٩٨٩ الرد والتعليق على مسئولية وزير الدفاع رئيس الوفد المفاوض ..

٩🌾 رؤى متجددة 🌾

✍️ أبشر رفاي

*في حضرة فشل مفاوضات الوضع الإنساني بالمنطقين يهز ويرز ويعز الكلام

👈في المثل الشعبي الشهير ( الكلام لو في ما بارك الله في السكات) وفي مثل آخر ( الشوكاية شوكاية بسلو بدربو ) فمن رأينا أن شوكاية كعب وبطن الرجل (بكسر الراء) التي طعنت وفدي الحكومة برئاسة وزير الدفاع اللواء الركن يسن إبراهيم ووفد الحركة الشعبية شمال بقيادة أمينها العام عمار أمون والوساطة الجنوبية نفسها . شوكاية فشل مفاوضات الوضع الإنساني على أهميتها الملحة نظرا للواقع الإنساني على الأرض ، تعتبر من أكثر أنواع الاشواك إيزاء” وإيلاما . ينبغي على الجميع العمل على سلها بدربها بمنقاش ملقاط الحقيقة وذلك بتوضيح الحقائق كما هي . بداية من الخلفية التاريخية لطبيعة وموضوعية قضية المنطقتين جنوب كردفان– جبال النوبة والنيل الأزرق — الفونج وبالوقوف على حجم فرص الحلول التراكمية المهدرة من قبل الوفود التفاوضية التي ظلت تترى لسنين عددا .. والتي سنفرد لها بإذن قراءة منفصلة مفصلة عن هذه القراءة التي نخصصها للتعليق على ما جاء في المؤتمر الصحفي لرئيس وفد الحكومة حول الاسباب الأساسية لفشل وتعليق جولة مباحثات وقف العدائيات وترتيبات الوضع الإنساني بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية شمال مقروء بالبيان التوضيحي لوفدها على لسان ناطقها الرسمي جاتيقو أموجا دلمان .. الإسم الذي وقفته عنده طويلا هل يا ربي هو إبن عمنا التلوداوي الكوداوي قمر على دلمان شقيق الأستاذ أمير على دلمان وشمس الدين والأستاذة أميرة وبقية الأسرة الكريمة أم إسما لمسمى . لاننا طالعنا أول تقرير أنيق في فاتحة الجلسة الأولى للمباحثات بقلم الصحفي الكبير يوسف عبد المنان أشار فيه بأن من بين أبرز حضور وفد الحركة قمر دلمان ..
فالسؤال الأساسي الذي له القدرة على رفع اللوم والملامة والتلاوم بين الوفدين حول من الذي تسبب في فشل وإفشال الجولة .سؤال موجه بشكل مباشر لصاحب المبادرة . هل هي مبادرة سياسية بغطاء إنساني ، أم مبادرة أخلاقية إطلقت لخدمة الأهداف الإنسانية فقط لاغير . وهل تفاجأ بها وفد الحركة ومن قبله رئيسها حتى يسأل في بيانه سؤالا عن ماهي وهوية وتوقيت وعن الدوافع الحقيقة للمبادرة . وهل أيضا تفاجأ بها وفد الحكومة الرسمي والشعبي .. ما أظن ذلك لأن سبق سفر الوفد الحكومي والشعبي إلى جوبا زيارة عضو مجلس السيادة نائب القائد العام إليها ولقائه المعلن الذي ضم مستشار دولة الجنوب توت قلواك والقائد عبد العزيز ودعوة الأخير لاستقبال الوفود الشعبية للتفاكر ، فجوبا لا ينبغي لها أو لأحد بأن يحولها بغتة من ( جوبا لية لجوبا مالك علية ) ثم سؤال بنيوي آخر هل قدم صاحب المبادرة الإنسانية ( دولة جنوب السودان ) قدمها مكتوبة وأين نصها حتى تكون الإطار المرجعي للمتفاوضين ولمضمار وضمير التفاوض الإنساني وضبط التعامل والعلاقات وفصل خطاب أعمال المبادرة في حالتي النجاح وعند الفشل من باب فلسفة إدارة تباين الآراء والخلاف والإختلاف .. وبرأينا في حالة عدم وجود كل ماذكر أو موجود وعدم الأخذ به لأي سبب من الاسباب فهذه هي شوكة الكعب وبطن الرجل التي طعنت الوفدين هذه المرة في معقل ، أما عن حكاية الانتقادات والمواجهات الكلامية الإعلامية المتبادلة بين الوفدين في حضرة ما ورد من ملاحظات هي بمثابة إخراج البخار الساخن من قدور الصدور مصدره بيئة الحرب والعدائيات الكامنة ، وبتالي المواطن بالمنطقتين وعموم السودان والبيئة الإنسانية هي ضحية .
ثم تمضي مسيرة الأسئلة الجوهرية حول ماهي وهوية المبادرة الفاشلة التي ( جات ) تعدلها إنسانيا كسرت رجلها سياسيا .. فالذي يعلمه الكل ببساطة شديدة ومن واقع تتبعنا كمراقين للمشهد العام ، لقد ذهب نائب رئيس مجلس السيادة رئيس الحركة الشعبية جناح مالك عقار لدولة الجنوب أكثر من مرة وفي المرة الأخيرة مكث ثلاث ايام ، وبعد عودته بأيام قليلة أعلن عن زيارة عضو مجلس السيادة نائب القائد العام الفريق أول ركن شمس الدين الكباشي لجوبا ، والذي إلتقى خلالها القائد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال في منظر حميمي إنساني وطني مشهود ، يتوسطهما السيد مستشار رئيس دولة الجنوب توت قلواك وعلى خلفية ذلك اللقاء تم إعلان المبادرة ولقاءات الوفود بعد أسبوعين من تاريخ الإعلان وقد حدث بالفعل .. سؤال آخر ومسألة مستعجلة موجهة لوزير خارجية دولة الجنوب أين دور الدولة وهيبتها في حماية القيمة الأساسية والأخلاقية المضافة لمبادرتها الإنسانية الكبيرة الكريمة ، حمايتها وعناصرها الأساسية من خطر التدخل والإختطاف والإلتفاف الخارجي ، والذي أصبح وامسى للأسف الشديد أكبر مهدد كامن حسب التجارب العملية لأي فعل يصب في مصلحة السلام والإستقرار في السودان . وقد حدث ذلك بغتة مع مبادرة الجنوب الإنسانية وفي ظل توقيت مريب وتقاطع معيب أقل مايوصف به إصرار البعد الخارجي وترصده بإعمال المبادرة .. بغرض تجريفها وتجريدها من أهم ركنين وفي زمن قاتل ركن رئيس الحركة الشعبية شمال عبد العزيز الحلو ووفده الإنساني في الميدان وديوان العمل الإنساني وركن طرح نفس موضوع الترتيبات والتدابير الإنسانية في إتفاق موازي ، في ضيافة دولة ذات سيادة ( كينيا روتو ) لم تراع دور وضيافة وحق الدولة الجارة الشقيقة ذات السيادة ( دولة جنوب السودان ) ليأتي وزير خارجية دولة الجنوب معلنا بصورة مفاجئة أمام وفدي التفاوض قرار رفع المفاوضات لأجل غير مسمى بغرض التشاور وماهو بتشاور .. ثم يسلك ذات الإتجاه السيد المستشار توت قلوال مضيفا بأن الوفدين سيلتئمان مجددا في أقرب وقت ممكن .. نعم هذا النوع من الأعمال والمبادرات أفضل منه العدم ، فالمبادرة من حيث هي ليس بها أي عيوب وكلام ، وإنما الإشكال الحقيقي في طبيعة الممارسة وطريقة التفشيل .. وهي بالمناسبة طريقة تتطابق بالمسطرة والكربون مع طريقة وأسلوب تفشيل مبادرة القاهرة لدول الجوار يوليو ٢٠٢٣ ، فهي كمبادرة ومبادأة بدأت صلبة ثم بغتة ( رقدت دكوة وسلطة ) عن طريق حرفنة وإحترافية اللاعب التشادي وقبلها الأيقاد والمحاولات المتكررة لحنيط منبر جدة أو دفنه ( دفن الليل أبو كراعا بره ) .. نصيحتنا لكل من يود التدخل في معالجة قضية الحرب القذرة الدائرة بالبلاد عليه أولا أن يتأكد من سلامة نيته ومن مقدراته وقدراته وإرادته ، لأن الأمر جد جلل خاصة فيما يلي الجزء غير المنظور بالعين السياسية المجردة وهو مكمن ومركز التحدي .. قديما قال أهلنا تلودي في رواية شعبية طريفة بأن الفيل لم يقدم على بلع ثمرة الدليبة إلا بعد أن تأكد من ضمان إخراجها فخذوا الحكمة من تجربة الفيل وإن لم تفعلوا فعليكم بثمرة الحميض والجميز والفراولة والعنب والنبق الفارسي ..
قراءة أخرى من باب النصيحة الحارة والحقيقة الاحر منها حول نقاط التباين بين الوفدين والتي يعتقد بدرجة ما بأنها هي سبب فشل الجولة . فالشاهد هنا حسنا قد فعل الوفد الحكومي في تبيين الحقائق من جهة نظره من خلال مؤتمره الصحفي وبنفس الدرجة وفد الحركة الشعبية بتوضيحه لماجرى بالضبط من وجهة نظره فالرأي العام ومن يهمه قد إستفاد إستفادة حقيقية ، عكس الطريقة التي ارادتها قيادة المبادرة بأن يكون الأمر كتامي بعيدا عن الإعلام السلطة الرابعة وإن تم ذلك حتما سيكون على حساب الحقيقة والشفافية وأمانة التكليف وأخلاقيات السياسة واصحاب المصلحة ومن يهمة الأمر ..
١— أما الكلام عن حكومة بورتسودان وما أدراك ما حكومة بورتسودان وتجريدها عن عمد من صفتها الدستورية والسيادية المعروفة بحكومة السودان بمقرها بالعاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان . هذا كلام سياسي خطير ليس له أي علاقة ببيئة العملية الإنسانية موضوع المبادرة والتفاوض .. ولذلك قلنا لو كانت هناك مرجعيات وتعريفات محددة حول أساسات المبادرة من قبل صاحبها الأصلي لما وردت مثل هكذا عبارة وعبارات ( حكومة بورتسودان ) لان بمجرد حدوث ذلك يعد خروجا عن نصوص المبادرة وتعريفاتها وحدودها الملزمة وكذلك يعد شكل من أشكال ممارسة العدائيات السياسية في ظل عمل إنساني بحت ، وإذا مضينا بالقراءة إلى بعد أعمق بأن المقصود من عبارة حكومة بورتسودان التقليل وعدم الإعتراف .. فإذن السؤال كيف وعلى أي اساس تمت وتتم دعوة وإستقبال نائب رئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار أير ولأكثر من زيارة لدولة جنوب السودان الجهة الميسرة للمفاوضات وكذلك حسن إستقبال الفريق أول ركن شمس الدين كباشي عضو مجلس السيادة نائب القائد العام ، فضلا عن أن شرعية الحكومة وسيادة الدولة السودانية وإستقلالها لا يحتاج منا لتأكيد ، إلا لمن يرى خلاف ذلك وبأدلة التالية — الإعتراف والتمثيل المتبادل بين الدولتين السودان وجنوب السودان— دعوة ومخاطبة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها ( ٧٨ ) الماضية بحضور وزير خارجية دولة جنوب السودان وبعثتها الدائمة بنيويورك —- حكومة السودان وعلى رأسها المجلس السيادي ترتكز على شرعية الشعب السوداني المؤطرة دستورا بمرجعية الوثيقة الدستورية للعام ٢٠١٩ والتصحيحية المعدلة والمعززة بوثيقة إتفاق سلام جوبا ، علاوة على ذلك أن القوات المسلحة السودانية والمنظومة العسكرية والأمنية ومؤسسات الدولة المدنية تعتبر أصول دستورية ثابتة لمنظومة وقوى الدولة الشاملة ، حالها حال قوات الجيش الشعبي والمنظومة العسكرية والأمنية والمدنية بدولة جنوب السودان ، ولذلك السيد الكباشي والوفد الحكومي يمثلون الشرعية من أوسع أبوابها فلا مجال للدخول في مجادلات البيضة من الدجاجة أم الدجاجة من البيضة هذه مواقف وعدائيات سياسية صحيح مفهومة مقبولة في مجالها السياسي لكنها مضرة لحد بعيد ببيئة العملية الإتسانية ..
٢— اما عن مسألة وفد الحكومة مكون من وزير الدفاع والبقية ضباط في جهاز الأمن الوطني والمخابرات ولا أظن أن مهمة هؤلاء هي إيصال المساعدات الإنسانية ( والجواب يكفيك عنوانه ). الحقيقة من حق الحكومة أن تختار وتشكل وفدها بالطريقة التي تريد كما نفس الحق متاح امام الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة الحلو فلا دخل للمواطن السوداني وشعب المنطقتين في ذلك على الإطلاق ، فقط الذي يقف عنده الشعب السوداني وشعب المنطقتين هي أخلاقيات وطبيعة رسالة المهمة الإنسانية التي لا يختلف إثنان حول أنها تحتاج لتأمين حقيقي ومن ثلاث زوايا . منع إستغلالها لأغراض سياسية وعدائية ثم تأمينها ضد من لا يرغب فيها وضمان توصيلها لمستحقيها .
٣ — أما الكلام عن الوفد الشعبي المرافق لوفد الحكومة تمومة جرتق على حد بيان وفد الحركة ، الإجابة على هذا السؤال تبدأ من معرفة العريس موضوع تمومة الجرتق والمحلب والضريرة وهذه على مسئولية وفد الحكومة أو من أطلق هذه الصفة ومن الموصوف نفسه .. أما سؤالنا نحن أهل الشأن على مستوى الشعب السوداني والمنطقتين على وجه الخصوص ، ومع تقديرنا التام للظروف الشعبية والأهلية والمجتمعية التي تحيط بالجميع ، إلا انه من حق أي مواطن بالمنطقتين أن يسأل كيف تم إختيار هذا الوفد الشعبي ، فهل هو وفد شعبي على طريقة وفود المفاوضات القديمة ، أم هو وفد لقوى التغيير والتخيير بالإقليميين بإسناد وإخراج شعبي حسن . كما كان يحدث بالضبط في جولات مفاوضات العهد السابق مع الحركة الشعبية شمال التي بلغت العشرون جولة وفي النهاية طلعت صفر معاك الواحد فالكل في إنتظار الأجابة على السؤال سوى كاتب القراءة . نأمل ولمصلحة الوطن والمنطقتين بأن لا تتكرر مثل هكذا ممارسات ، لان تكرارها والإصرار عليها هذا يعنى ببساطة شديدة بأننا ندور في حلقة مفرغة وندور نفايات وتجارب جولات فاشلة وأكثر فشلا فالشورى وعدالة التوازن ووقف الوصايا السياسية والإجتماعية المستمرة بحق الآخرين والإصرار عليها ليست من الحكمة والعدالة وأخلاقياتها بشيئ ..
٤— وفيما يلي موضوع الوثائق والمقترحات المقدمة من حيث المبدأ حول موضوع التدابير والترتيبات الإنسانية ، صحيح من الأجدى أن يقدم الطرفان منذ ضربة البداية وفقا لموجهات وأساسيات ولا تنظيم أعمال المبادرة تقديم الأعمال والتعليق عليها كتابة وليس شفاهة ، أهمية الخطوة تؤسس للجدية وللضبط والربط والتقيد بالنصوص والموجهات والمرجعيات المتفق عليها بالإجماع أو بالأغلبية ولثقافة التوثيق ، وذلك لضمان سلاسة وسلامة العملية الإنسانية ..
٥—- إن مسألة إيصال المساعدات الإنسانية بدون إتفاق مبرم بناء” على تجربة سابقة من قبل الحركة الشعبية في ٥ ديسمبر ٢٠٢٣ وبتأمين تام ل . ( ٨) شاحنات إغاثة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي ( WFP ) لجنوب كردفان– جبال النوبة الدلنج وكادقلي ذهابا وإيابا ، هذا عمل أخلاقي جميل يتسق ومبادئ وموجهات القانون الإنساني الدولي ، الذي يفصل بينه وبين قانون حقوق الإنسان الأخير يسرى في الوضع الطبيعي والقانون الإنساني الدولى يسرى مع أول طلقة نارية وعدائيات تنشأ وتحيط بالموقع والنطاق الجغرافي المعين ، وبالتالي الخطوة الأنسانية التي قامت بها الحركة الشعبية الحلو تصب في صالحها من بعدين أخلاقي وإنساني وبعد إحترام القانون الإنساني الدولي ، ولكنها في نفس الوقت كتجربة لا يجوز إسقاطها على تجربة الترتيبات الإنسانية بين الوفدين الحكومي ووفد الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو ، إلا في حالة واحدة وبصراحة شديدة عدم الإعتراف بالحكومة ووفدها الرسمي والشعبي ، وفي هذه الحالة لاتقع المسئولية السياسية الأخلاقية والتنظيمية والإدارية على وفد الحركة الشعبية بصفة مباشرة وإنما على الوسيط ، لكي يبين للرأي العام السوداني رأيه حول الكلام ده ، وكذلك الهدف الأساسي من المبادرة . هل هو سياسي أم إنساني أم إستهلاكي أم غير ذلك ..
٦– اما مسألة توقيع كل طرف منفردا مع وكالات الأمم المتحدة بإشراف وساطة دولة جنوب السودان ثم بعدها تقوم لجنة الوساطة بعقد إجتماع يضم الأطراف لمناقشة الجوانب الفنية بالإشارة إلى تجربة شريان الحياة ١٩٨٩ والذي من وجه نظر الكثيرين قد تحول بقدرة قادر إلى شريان للموت السريع والبطيئ ، هذا كلام سياسي خطير ليس له أي علاقة بتدابير وترتيبات العمل والعون الإنساني ، فمن الواضح أن صاحب هذا المقترح هي وكالات الأمم المتحدة التي وللأسف الشديد بعضها صار وكالات للأعمال العدائية ولنحر وتناحر الشعوب وليس إتحادها كما نص على ذلك ميثاق الأمم المتحدة ، والشواهد لا حصر لها في مسرد التجارب غير الإنسانية ، علاوة على أن المقترح أيضا ينطوي على فلسفة عدم الإعتراف بالحكومة والدولة وإلى هنا الأمر مفهوم من واقع المجادلة والتدافع السياسي والعمل المعارض .. ولكنه غير مفهوم بأن يمر هكذا عمل ومفاهيم على حكومة الجنوب صاحبة المبادرة الراعي الرسمي لمفاوضات الترتيبات الإنسانية ومن بين يديها تجربتها الحاضرة بقوة في إتفاقية سلام الجنوب برعاية السودان والتنشيطية برعاية الإيقاد فمالكم كيف تحكمون وتيسرون بين الفرقاء فرقاء شعب واحد في دولتين كما يحلو وتحلي بالمعنيين الخطابات الجماهيرية الحاشدة والدبلوماسية الناعمة بين قيادة الشعبين الشقيقين ..
٧— أما عن المقترح الوجيه الذي تفضل به وفد الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو لضمان إيصال المساعدات الإنسانية لكل مناطق السودان والذي أيدته الحكومة ووفدها من خلال ضمانات إدارية قانونية أمنية إنسانية إخلاقية محددة .. هذا المقترح نظريا لاغبار عليه ولكنه من ناحية عملية سيكون هناك تداخل عملي كبير بينه وبين أتفاقية منبر جدة على سبيل المثال التي قطعت شوطا بعيدا ومن زمن طويل في المجالين مجال وقف العدائيات ومجال التدابير والترتيبات الإتسانية ، صحيح مع وقف التنفيذ بفعل فاعل خارجي وهذا بات معروفا للضاناية قبل راعي الضأن مع وافر اعتذارنا الشديد له كمهنة شريفة وإعتذار أشد وجوبا خاصة في هذه الأيام وذروتها وزرتها الإجتماعية الجاية بأذن الله . فالمقترح على تلك الشاكلة خطورته تكمن في انه ينقل محادثات جوبا حول الترتيبات الأنسانية ينقلها دفعة واحدة إلى مسارين متتاليين المسار السياسي ومنه إلى الإنساني مجددا عن طريق جدة أو جوبا أو غيرهما حسب تدخلات الطرف الخارجي الخفي والمتخفي والمتقفي ، مسئولية هذا الإجراء أكبر من مهام الوفدين .. الميسرون وحدهم بإستطاعتهم القيام بهكذا تدابير وهم رئاسة جوبا والميسران السعودي والأمريكي بمنبر جدة ومسافرها والمقيم عديل فيها ..
٨— اما عن الانتقادات التاريخية التي وجهها وفد الحركة في بيانه بمناسبة تعليق المفاوضات الإنسانية وجهها بحق الجيش فيما يخص دوره في موضوع شريان الحياة في العام ١٩٨٩ الرد والتعليق على مسئولية وزير الدفاع رئيس الوفد المفاوض ..
٩— إن تجديد الحركة الشعبية شمال بقيادة القائد الحلو تجديد موقفها الثابت بإيصال المساعدات الإنسانية لكل مناطق السودان بدون أي تحيز جغرافي إثني وفي توقيت واحد وبواسطة وكالات الأمم المتحدة وفقا للقانون الدولي الأنساني . هذا أيضا كلام جميل سبق أن أقرته الحكومة والدولة في أكثر من مناسبة ومنبر ومن خلال مبادرة تم بموجبها فتح أكثر من عشر معابر على نطاق الجمهورية عبر الجهات المختصة وبالتنسيق مع كافة الجهات المختصة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية . فقط الشيئ الوحيد الذي ينقص مقترح الحركة الشعبية شمال بقيادة السيد الحلو تجاهله لدور ووضعية الحكومة وسيادة الدولة .. فوكالات الأمم المتحدة ليس من حقها قانونا وميثاقا أن تلغي وتتجاوز دور دولة مستقلة عضوا بارزا بالأمم المتحدة ، كالسودان ، فإن عين وكالات الأمم المتحدة كآليات وظيفية لن تعلو بأي حال من الأحوال على حاجب أي دولة مستقلة ذات سيادة ولو صار على عينها حول سياسي سيادي أمني .
١٠— إن دعوة الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو لكل الأطراف المتحاربة في السودان لتوقيع إتفاق لوقف العدائيات فورا لتسهيل مهام وكالات الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية ولضمان حركة التنقل والحركة لكافة السودانيين .. هذا أيضا كلام إيجابي للغاية سبق أن تم حسمه بمنبر جدة والآن الحكومة تردد يوميا اشوفك بكرة في الموعد بمنبر جدة لتنفيذ ما إتفق ووقع عليه عن دراية وإرادة تامة .. فقط المطلوب في هذه الحالة أن تسارع الحركة الشعبية بتوحيد وتنسيق العمل الإنساني بمنبر جدة بهدف الإستفادة من خطواته المتقدمة بهذا الخصوص ، وبتالي تقصير الطريق امام واحدة من أهم موضوعات الأزمة الوطنية ..
ولسع الكلام راقد ومرقد .
الكاتب الصحفي مستشار / أبشر محمد حسن رفاي علوي
رئيس الآلية التمهيدية لأهل الشأن بالمنطقتين جنوب كردفان — جبال النوبة والنيل الأزرق— الفونح ٢٠١١ رئيس القوى السودانية الوطنية المستقلة ١٩٩٩— ٢٠١٠ — ٢٠١٥ بشهادة الأمم المتحدة ..— إن تجديد الحركة الشعبية شمال بقيادة القائد الحلو تجديد موقفها الثابت بإيصال المساعدات الإنسانية لكل مناطق السودان بدون أي تحيز جغرافي إثني وفي توقيت واحد وبواسطة وكالات الأمم المتحدة وفقا للقانون الدولي الأنساني . هذا أيضا كلام جميل سبق أن أقرته الحكومة والدولة في أكثر من مناسبة ومنبر ومن خلال مبادرة تم بموجبها فتح أكثر من عشر معابر على نطاق الجمهورية عبر الجهات المختصة وبالتنسيق مع كافة الجهات المختصة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية . فقط الشيئ الوحيد الذي ينقص مقترح الحركة الشعبية شمال بقيادة السيد الحلو تجاهله لدور ووضعية الحكومة وسيادة الدولة .. فوكالات الأمم المتحدة ليس من حقها قانونا وميثاقا أن تلغي وتتجاوز دور دولة مستقلة عضوا بارزا بالأمم المتحدة ، كالسودان ، فإن عين وكالات الأمم المتحدة كآليات وظيفية لن تعلو بأي حال من الأحوال على حاجب أي دولة مستقلة ذات سيادة ولو صار على عينها حول سياسي سيادي أمني .

١٠— إن دعوة الحركة الشعبية شمال بقيادة الحلو لكل الأطراف المتحاربة في السودان لتوقيع إتفاق لوقف العدائيات فورا لتسهيل مهام وكالات الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية ولضمان حركة التنقل والحركة لكافة السودانيين .. هذا أيضا كلام إيجابي للغاية سبق أن تم حسمه بمنبر جدة والآن الحكومة تردد يوميا اشوفك بكرة في الموعد بمنبر جدة لتنفيذ ما إتفق ووقع عليه عن دراية وإرادة تامة .. فقط المطلوب في هذه الحالة أن تسارع الحركة الشعبية بتوحيد وتنسيق العمل الإنساني بمنبر جدة بهدف الإستفادة من خطواته المتقدمة بهذا الخصوص ، وبتالي تقصير الطريق امام واحدة من أهم موضوعات الأزمة الوطنية ..
ولسع الكلام راقد ومرقد .
الكاتب الصحفي مستشار / أبشر محمد حسن رفاي علوي
رئيس الآلية التمهيدية لأهل الشأن بالمنطقتين جنوب كردفان — جبال النوبة والنيل الأزرق— الفونح ٢٠١١ رئيس القوى السودانية الوطنية المستقلة ١٩٩٩— ٢٠١٠ — ٢٠١٥ بشهادة الأمم المتحدة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى