الأعمدة

العاميه السودانيه/منشأها وأثرها على الفعل الثقافي السودانوي على تقلب الحقب والأجيال../ بقلم محمد دنقلا

اليوم نتعرض للتغيير الذي طرأ علي مفردات اللغه من حيث التطور والانحطاط…؟؟؟؟
اذدهرت عامية اهل السودان واكتنز قاموسها عند نشوء الدوله السناريه التي صارت مصدر إشعاع وقبله العلماء من كل المشارب علي غرار غلام الله بن عابد ومحمد العركي واولت سلطنة سنار اهتماما متعاظما بتحفيظ القران ونشر علوم الدين
،واستمر ذاك التأثير قائما وملهما إلي قيام المهديه التي وضعت حدا لذاك التسلسل وجبت ما قبله واعلنت عن قيام حقبه جديده ذات قسمات وتفاصيل مختلفه ثم عادت العاميه المستعربة للازدهار مجددا بعد انتشار الكتتاتيب وخلاوي تحفيظ القران ووضح تأثير ذلك علي منتوج شعراء الحقيبه الادبي وفنانيها وهم من حفظة كتاب الله ويمكن امعان النظر في نصوص ابوصلاح المغناه ورصفاءه العبادي وعتيق وعبيد عبدالرحمن وصولا إلي المجدد عبدالرحمن الريح هذا فضلا عن ظهور أدباء مثريين وفاعلين ثقافيا في كل مناحي وضروب الابداع كل هؤلاء واولئك رفدوا عامية اهل السودان وغذوها بمفردات فصيحه غدت جزء أصيل من التداول اليومي .
اعتقد أن حقبة الحقيبه تأثرت ايضا بالتخمر الذي حدث في فترات سابقه حيث أن النصوص الشعبيه المغناه في أوان الحقبه التركيه كانت جزله ويمكن التوقف عند قصيدة (عيال اب جويلي)التي أحياها العملاق محمد الامين (وخال فاطمه)من تجليات كابلي والنصين يعودان الي عهد التركيه فضلا عن مدائح حاج الماحي .
بلغت العاميه السودانيه أوجها بعد تمدين الدوله السودانيه في حقبة الاحتلال الإنجليزي المصري ونشوء دواوين الدوله وتطور التجاره وازدهار الاقتصاد ،انعكس ذلك علي تطور المجتمع وتطور العاميه السودانيه وتوسع قاموسها بمفردات اغريقيه وانجليزيه تمت سودنتها تلقائيا لتيسير النطق وبلغت العاميه آنها اعلي السقف ثم أخذت في الانحدار وبلغت قمته أوائل تسعينات القرن الماضي وسنفصل في ذلك قادما أن شاء الله…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى