رأي امدر تايمز

روسيا والغرب وصراع المصالح في السودان

التحرك الروسي الأخير صوب بورتسودان لايجاد منفذ استراتيجي عبر البحر الأحمر ازعج الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي يبدو أنها فشلت منذ عقود في التعامل مع الشأن السوداني وذلك عبر اعتمادها على تقارير استخباراتية غير مطابقة للواقع السوداني والمزاج السوداني الذي يشكل خطرا محدقا لاهل الساسة ومراكز صنع القرار والاستراتيجيات السياسية والأمنية بالغرب لان السودان منذ الاستقلال تعرض لتحولات كثيرة ومتقلبه في طبيعة حكم البلاد وشهدت لعبة الكراسي الموسيقية في الحكم بين العسكر والمدنيين الكثير من التحولات والتنصل من القرارات المصرية خشية من المسوولية السياسية وهذا ماجعل امريكا بالتحديد حذرة جدا في التعامل المباشر وظلت تمرر سياساتها عبر وكلاؤها في الشرق الأوسط وهذه الطريقة افتقدت الحكومات السودانية المتعاقبة الثقة في الادارة الامريكية بشكل كبير لاسيما أن وعودها كالزبدة في الطوة الساخنة و لم يكن وعدها الأول و الأخير انفصال الجنوب بعد تقديم الوعود والترغيب للنظام السابق لأكمال الفصل ، فقد قد سبق أن الإدارة الأمريكية قد غضت التطرف عن الوقوف مع حليفهم الرئيس الراحل جعفر نميري لعهود ورفضوا استخراج البترول بقرار ملزم لشركة شيفرون حينئذ في ثمانيات القرن الماضي والمشهد في العلاقات الأمريكية السودانية تسوده أزمة الثقة وقد فشلت كل الإدارات الامريكية المتعاقبة التعامل مع الملف السوداني بحنكة وطريقة مباشرة من أجل حماية مصالحها العليا كماتدعي عند المطبات الخطيرة وفي المقابل تثمن ذلك وفق اتفاقيات اقتصادية وتنموية وعسكرية لاثبات حسن النوايا وتحقيق مصلحة البلدين بدلا من تحريك الايادي الخفية لزعزعت الاستقرار وعندما تتحرك الحكومة السودانية تجاة الشرق كما حدث أيام الإنقاذ مع الصين تبدأ في محاولات لإجهاد ذلك متناسية ان السودان بدوره يسعى لتسخير علاقاته وموارده من اجل تحقيق التنمية والرفاهية وأن كان لم يتحقق بالشكل المطلوب مع القطط السمان والفساد وهذا موضوع سنعود له لاحقا ونكمل الصورة أن تحرك بورتسودان نحو موسكو مؤخرا طبيعي جدا في ظل التكالب على البلاد من كل صوب وذلك لايجاد دعم سياسي وعسكري والسودان يخوض حرب تهدد وحدته وهويته والعالم كله يتفرج وغاضي الطرف عن ذلك لكن حين يحدث التقارب مع الشرق وروسيا تبدآ السيناريوهات المشروحة ودموع التماسيح خوفا من تشظي البلاد ورأفة بحدوث مجاعة تهدد حياة الأبرياء هكذا عندما تتضارب مصالح امريكا تبدا هذه الحدوتة دون تغيير في المواقف والأفعال تجعل الآخرين يعيدون النظر في قراراتهم .

على حكومة بورتسودان أن تدرك إنها في مركز قوة في هذا الصراع الدائر بين الشرق والغرب حوّل السودان ولابد من استثماره واستغلاله أبشع استغلال لتحقيق مصالح البلاد وكفي طيبة وتنازلات جعلتنا نفقد الجنوب بوعود كاذبة وواهية .

نقطة سطر جديد : انتهى عهد الاستغفال والتنازلات المجانية !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى