الثقافه السودانيه وما تفرع عنها من آداب وفنون 4 / بقلم محمد دنقلا
الفن السوداني المُتأرخ بدأ تراثيا بحتا بواسطة محمد ودالفكي رائد فن الطنبرة القادم من كبوشيه حيث كان نسقه الفني يعتمد علي عصاوان يضعهما أمام موضع جلوسه وينقر عليهما ليضبط بهما الايقاع فيما كان الطنابرة يقومون مقام الكورس أو الشيالين ودور الطنابرة يختلف كلية
عن مهمة الكورس لان الطنابرة يصدرون كريرا
متناغما له دلالاته يخرج من الصدر ويكمل دورة الاغنيه وهذا الضرب التراثي الفني لا زال موجودا في مناطق البديرية في شمال كردفان وشمال السودان.
الفنان الرائد محمد احمد سرور كان يغني بذات طريقة محمد ودالفكي ولولا اختلافه مع الطنابرة واحجام الطنابرة عن مرافقته ما كنا ولجنا الي عوالم فن الحقيبه.
بعد الخلاف الشهير اجتمع سرور( بدميتري البازار) وآخرين وعرض عليهم نسق جديد في الغناء ينتوي تصييره بإبدال الطنابرة وإحلال الكورس ،وصادف مقترحه قبولا واسعا افضي الي ظهور حقبه جديده وطريقه اكثر جٍده وضعت الفن السوداني في مسار مختلف، وابدل الرائد سرور العصا بالرق ليضبط الايقاع وحل الكورس محل الطنابرة.
وأخذ نسق الغناء بالطنبرة يتلاشي الي الدرجه الصفريه وخفت بريق ودالفكي تماما وظهر فنانين آخرين علي ذات نهج كرومه ومنهم، ابراهيم عبدالجليل والأمين برهان وعلي الشايقي وكرومه العظيم وفضل المولي فرغلي زنقار الظاهرة بلوغا إلي مرحلة محمد احمد عوض ومحمود علي الحاج وكمال ترباس وعوض الكريم عبدالله .
ثمة حقيقه يتوجب علي القاري إدراكها وهي أن (الحقيبه)التي صارت لافته مضيئه لتلك المرحله ظهرت كمسمي في (الستينات)فقط ولم تكن معروفة بذات المسمي قديما، إذ ان العلم المبارك ابراهيم اول مقدم لبرنامج حقيبة الفن كان يحفظ اسطوانات تلك المرحله في حقيبه ،وبطريقه أو باخري آلت حقيبة الاشرطه الي (حقيبة الفن)وتحولت الحقيبه الحافظه للاشرطه بقدرة قادر الي اسم برنامج له جزور حفظ إرث تلك المرحله التي لا زالت سارية الصلاحيه وستظل.
#نواصل..