الأعمدة

خلافات واستسلام وانسحاب من عدة مواقع.. ميليشيا الدعم السريع الانهيار الوشيك..

مصرع أكثر من ٨٨ من قياداتها الميدانية، والفاشر كانت المحرقة

ياسر العطا: ضرباتنا العنيفة مستمرة وستكون بداية انهيار الميليشيا المتمردة..
اختفاء ارتكازات وتقلص واضح في عدد الجنجويد في الخرطوم والجزيرة..
زعماء العشائر يتبرأون من انغماس أبنائهم في مستنقع الميليشيا المتمردة..

تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
تلقّت ميليشيا الدعم السريع هزائم موجعة خلال الفترة الماضية في الخرطوم، والجزيرة ودارفور، فقدتْ بموجبها أكثر من ٨٨ من قياداتها الميدانية كان أبرزهم اللواء على يعقوب جبريل قائد المتحركات المعنية بمحاصرة مدينة الفاشر، وعلى خلفية مصرع هذه القيادات وفي ظل الهزائم المتلاحقة لميليشيا الجنجويد بدأت أفواج من هذه الميليشيا لأول مرة منذ اندلاع الحرب، في الاستسلام زرافات ووحدانا، وتسليم أنفسها ومعداتها وعتادها العسكري إلى الجيش وإعلان انحيازها إلى القوات المسلحة، الأمر الذي وصفه مراقبون ببداية الانهيار الرسمي لميليشيا الدعم السريع ومحاولة إيجاد مخرج آمن لها بعد قناعتها باقتراب سفينة الجيش المنتصرة، من الاستواء على جودي حسم المعركة وإنهاء الحرب.
تحركات أهلية:
خطوة وضع بعض منسوبي ميليشيا الدعم السريع السلاح أرضاً والاستسلام لصالح القوات المسلحة، تأتي في وقت تُيممُ فيه قيادات من الإدارة الأهلية وزعماء القبائل والعشائر وجهها شطر مدينة بورتسودان العاصمة الإدارية للقاء القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وأركان حربه من نوابه ومساعديه، حيث كشفت هذه اللقاءات التي أجرتها الوفود الأهلية والقبلية مع قيادة الدولة ببورتسودان، عن إعلان زعماء القبائل والعشائر غسل أياديهم من ما ولغ فيه بعض أبنائهم مع هذه الميليشيا المتمردة، وأن قبائلهم بريئة من هذا التمرد كبراءة الذئب من دم يوسف، وأن ما يقوم به أبناؤهم لا يمثل هذه القبائل والعشائر التي أكدوا أنها تدعم القوات المسلحة.
خلافات بين المتمردين:
وضربت ميليشيا الدعم السريع موجة عنيفة من التناحر والخلافات بسبب الهزائم المتلاحقة التي تلقتها الميليشيا المتمردة على أيدي القوات المسلحة، مما أدى إلى استسلام بعض منسوبيها واعتزام البعض الآخر ( بينهم قيادات عليا ) الانسحاب من ساحة المعركة، ويتحدث متابعون للمعارك على الأرض عن تبادل لإطلاق النار داخل منظومة الميليشيا المتمردة ما بين أفرادها حدث في شرق النيل مما أوقع ضحايا بين الطرفين بسبب هذه الخلافات، وتكشف مصادر للكرامة عن تبادل اتهامات تطورت إلى خلافات ونزاعات مسلحة بين قوات تابعة للمتمرد كيكل وأخرى تابعة للمتمرد البيشي في ولاية الجزيرة، الأمر الذي انتهى بخلخلة في أوساط الميليشيا المتمردة، وإحداث حالة من الفوضى وعدم الاتزان تنشط بين قواتها التي فقدت الثقة فيما بينها.
اختفاء مفاجئ:
واستيقظت عدة مناطق في العاصمة الخرطوم وفي ولاية الجزيرة، متفاجئةً من اختفاء عدة ارتكازات لميليشيا الدعم السريع كانت تتمركز في شوارع رئيسة، فيما أكد عدد من المواطنين بولاية الخرطوم تقلص أعداد الميليشيا في الشوارع وخروجها من بعض المنازل والبيوت والأعيان المدنية، يأتي ذلك في وقت كشفت فيه مصادر للكرامة عن اتساع رقعة سلب ونهب البيوت في مناطق كانت تتعايش مع هذه الميليشيا، مثل ما حدث في منطقة أم دوم شرقي العاصمة الخرطوم، حيث قامت الميليشيا “بشفشفة ” منازل المواطنين وحزمت امتعتها واتجهت جنوباً صوب ولاية الجزيرة تمهيداً لتوجهها غرباً.
بداية الانهيار:
وكان مساعد القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن ياسر العطا قد توعد بتسديد ضربات عنيفة لميليشيا الدعم السريع في مقبل الأيام، وقال العطا الذي كان يخاطب حشداً من الجنود بقاعدة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان، إن الجيش سيهاجم في كل المحاور والاتجاهات، كل يومين ثلاثة، حيث لم يتبق لقوات الدعم السريع شيء، مبيناً أن “الضربة” القادمة ستكون “قوية وعنيفة في مكان لا تتوقعه ميليشيا الدعم السريع “وستكون بداية انهيار هذه الميليشيا المتمردة.
محرقة الجنجويد:
ويرى ضابط رفيع متقاعد في الجيش السوداني فضّل حجب اسمه أن الهزائم المتلاحقة التي تلقتها ميليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر ومحيطها، كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر بعير هذه الميليشيا، وأدخلتها في دوامة من الإحباط، باعتبار أن الاستيلاء على الفاشر كان هدفاً استراتيجياً لهذه الميليشيا وداعميها من قوى المحاور الإقليمية والدولية، لإعلان دارفور منطقة حصرية على الجنجويد تعيد فيها رسم السيناريو الليبي على خارطة السودان بإعلان حكومتها هناك، وقال الضابط العظيم في حديثه للكرامة إن مدينة الفاشر صدمت الجنجويد عندما صمدت في وجه أكثر من ٧٠ هجوماً، كبَّدت خلاله الميليشيا المتمردة خسائر فادحة في الأرواح والأنفس والمعدات، مبيناً أن الفاشر كانت منطلقاً لمحرقة الجنجويد بتحرك القوات المسلحة المسنودة بالقوات المشتركة والمستنفرين إلى خارج المدينة التي كانت محاصرة منذ منتصف مايو ٢٠٢٤م، بنحو ١٥٠ كيلو متراً للهجوم على مناطق سيطرة ميليشيا الدعم السريع في الزُرُق وغيرها.
عوامل الاستسلام:
ويُرجع الأستاذ شرف الدين محمود رئيس الهيئة القومية للمبادرات، استسلام ميليشيا الدعم السريع إلى ثلاثة عوامل رئيسة، يتمثل العامل الأول في القدرة التي أظهرتها القوات المسلحة والقوات المشتركة لحركات الكفاح المسلح والمقاومة الشعبية في توجيه ضربات موجعة للجنجويد في جميع محاور القتال، سواءً بالعاصمة الخرطوم، أو ولاية الجزيرة، وتعدِّي إلى هزيمة الميليشيا في موقعها الاستراتيجي بمنطقة الزُرُق في شمال دارفور والتي تعتبر مركز تشوين لها في جميع عملياتها العسكرية وفقدانها لأهم قياداتها العسكرية مما يعجِّل بانهيارها، ويضيف شرف الدين أن العامل الثاني يتمثل في تحكم آل دقلو على مركز قرار الميليشيا الذي يتمسك بالحرب من أجل تنفيذ سياسة المحاور الإقليمية وعلى رأسها دولة الأمارات العربية بغية تخريب السودان، وإذلال شعبه وتقسيمه، وهو أمر أثار امتعاض عدد مقدر من منسوبي الميليشيا المستخدمين الذين لا ينتمون إلى آل دقلو، والذين انحازوا لصوت العقل وسلموا أنفسهم للقوات المسلحة، وأما العامل الثالث الذي أشار إليه الأستاذ شرف الدين محمود فيتمثل في ما وصفه ارتكاب ميليشيا الدعم السريع جرائم ضد الإنسانية في جميع ربوع السودان واستهدافها لبعض الحواضن الاجتماعية، الأمر الذي دفع بعضاً من منسوبي هذه الحواضن إلى تغيير مواقفها والشروع في استسلامها للقوات المسلحة السودانية.
على كلٍّ،، تحكي كل المؤشرات عن نهاية وشيكة لفصول تمرد ميليشيا الدعم السريع وانهيار مشروع آل دقلو الانقلابي للاستيلاء على السلطة وتنصيب حميدتي أميراً على مملكة السودان التي يفترض أن يتحكم فيها عرب الشتات القادمون من غرب أفريقيا، سقط المشروع الانقلابي لأنه بُني على الكذب وإعمال الانتهاكات والفظائع وارتكاب الجرائم واستهداف الإنسانية، وما بُني على باطل فهو باطل، فمالكم كيف تحكمون؟!.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى