الأعمدة

عام ٢٠١٧ كتبت، دا الجديد وين القديم ! / بقلم الاستاذة منال محمد الحسن المحامية

قرأنا في الصحف الصادرة في الفترة الأخيرة الماضية كثير من عناوين لأخبار ادهشتنا تارة وصبرتنا تارة ، ولكن هناك عنوان لخبر جاء في مانشتات الصحف جعلني اجلس واتكئ ..
فقد اصبحت معظم الأخبار رغم جسامة احداثها ورغم غرابة حدوثها ورغم تناقض سردها إلا انها لا تمثل (لي) الإحساس المفترض ان يكون مردود الإندهاش !
فقد صارت الأمور متشابكة ومتباينة فلا خبر غريب يدهشنا ولا خبر محزن يحزننا ولا خبر سار يسعدنا..!
فنحن قد ملئنا احساساً حتي فاض ثم اعقبه جفاف الي حين إشعار آخر .
رغم تبلد احاسيسي هذا إلا ان الخبر الذي كان في صدر الصحيفة الواسعة الإنتشار ، جعل الحرارة تسري في عروقي الى درجة الغليان ، يقول الخبر :”وصول شاحنات جديدة تحمل مخدرات ” حقيقةً حتى هذه اللحظة لم اقرأ التفاصيل ، فقد تشابكت الأفكار واصبحت عقدة امام عيني ، اذاً هذا يوضح الحقيقة التي طالما تهربنا من توضيحها وهذا يوضح اموراً طالما تجادلنا فيها وهي ( القديم )
نعم ، القديم من المخدرات الذي دخل عبر الموانئ والمطارات والبر والحدود و… و… ، فما الذي جرى في امره ؟! اين ذهب ؟! هل أُبيد ؟! هل وزّع ؟! هل تمت إعادته ؟! هل تمّ تسويقه ؟! هل هو داخل اجساد ابنائنا ؟ يجري في دمائهم ؟!
ومنبع الحرارة والقشعريرة التي دبت في أوصالي هي اكبادنا ، أولادنا ، احفادنا ، صغارنا وكبارنا .. هل هم مستهدفون لجعلهم مدمنين ؟! هل الأمر حرب فكرية أم اقتصادية أم سياسية ؟! هل سلمنا بأن الأمر صار كبيراً وعميقاً ؟! فكيف نقوم بتصغيره وردم عمقه ؟! هل احسسنا بأن ابنائنا في خطر ؟! فحتى لو علمنا وربينا واحسّنا التربية ، فهذا لا يعني أننا في امان ، فالمخدرات في المدرسة أو زير الموية أو في الركشة أو داخل حلاوة مغلفة أو في شنطة طالب أو في جيوب أولاد قاعدين تحت إنارة عمود أو في حقيبة بنات في قاعة زواج أو في قارورة عطر أو في منديل ناعم ، صدقوني لا أُبالغ فهذا هو الحاصل .
هل نقوم بتربية ابنائنا ثم نحصد دماراً ؟! هل نصرف عليهم من اجل العلم والتعلم ، ثم نعود ونستدين لنصرف على علاج الإدمان ؟! هل نصحو من الغفلة قليلاً لنحصي حالات الإغتصاب والسرقة والمشاجرات والسباب وعقوق الوالدين واغلبها يحدث من شباب صغار ، ليتكم رأيتم تكدس المحاكم والنيابات والأقسام بالشاكين والمشكي ضدهم .
هناك من يزرع وهناك من يروج وهناك من يتعاطى وهناك من يدمن وهو لا يعرف ما الذي جعله يصل لهذه المرحلة.. انتبهوا!!الخطر سوف يعم الجميع ان لم نقم بالتدارك السريع ! افيقوا ! فمن ليس له ابناء فله ابناء اخوة وابناء اخوات .
لا نريد الزيادة في افراغ الكلمات على الأوراق رغم مرارة المأساة . ولكن دعونا نضع عنواناً احمراً يكون بداية لورشة أو سمنار أو لجنة طوارئ وهو ( أين القديم ) ؟!
ومازالت عناوين الصخف تتري قبض شحنة مخدرات داخل بمبرس اطفال
وفي شاحنة وسط شحنة تفاح
والشرطة احبطت محاولات ومحاولات ولكن هم يتذايدون في مواصلة مسيرة تخدير الامة السودانية
الان بسال ماذا حدث بخصوص الموضوع اعلاه🖕

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى