الهروب من الحرب عبر نافذة التاريخ (٤) / بقلم الدكتورة نهي علي
نوب النوبة ( أرض الذهب) كما قال الأولون:
ما نشهده اليوم من غزو وحرب بغرض استغلال موارد السودان و ثرواته ليس بالحديث ، فالسودان هو كنز إفريقيا منذ القدم وهو ( أرض الذهب).
فمنذ القرن التاسع الميلادي حوالي العام 868م توافد العرب جنوبا عقب تاسيس الدولة الطولونية ، سعيا وطمعا في مناجم الذهب في مملكة النوبة المسيحية في المنطقة الواقعة بين ابوحمد ووادي العلاقي ، فقد حاول( العمري) الاستيلاء عليها حيث وصلت جنوده الى منطقة ابوحمد في العام 850م ، الا ان الملك زكريا بن الملك جورجيوس الاول( ملك النوبة)، تمكن من دحره فانسحب العمري الى مصر وامتد تفوذه من اسوان حتى عيذاب حيث استولى على مناجم الذهب هناك بمساعدة قبيلتي ربيعة وجهينة . ومن الواضح ان العمري كان يهدف الى اقامة امارة اسلامية تحت زعامته ، وواصل العمري اطماعه حتى منطقة ادفو الا انه آثر العودة الى مناجم الذهب حيث توفي هناك. وبعد وفاة العمري امتد الصراع بين القبايل العربية على امتلاك العلاقي .
ويذكر لنا المسعودي في كتابه مروج الذهب تسرب بعض الجماعات العربية من مصر جنوبا الى ارض النوبة بغرض استغلال موارد البلاد ( خاصة الذهب).
فمعدن الذهب من المغريات التي وسعت مداخل الهجرات العربية الى السودان.
وفي الفترة مابين (1730 – 1794) قدم الرحالة ( جيمس بروس) معلومات عن الذهب في السودان خلال زيارته لسلطنة الفونج موضحاً ان الذهب يستخرج من منطقة فازوغلي بين النيلين الأزرق والأبيض، والأماكن التي يوجد فيها الذهب تقع بين الأراضي الجبلية والأهالي يقولون إن الذهب يوجد في التربة الحمراء فحيثما وجدت تربة حمراء وجد الذهب و يوجد بوفرة في المجاري التي تتكون عقب سقوط الأمطار. ونلاحظ انه حتى اليوم مازال الاهالي بجبل موية عقب سقوط الأمطار يستنشقون رائحة مميزة يستدل بها على وجود الذهب بالمنطقة.
فالسودان هو أرض الذهب وارض الخير اللهم اردده لنا سالماً معافى يا الله..
د. نهى علي
يوليو عام الحرب الثاني..