عبد الحفيظ حامد يكتب رسائل في البريد الأمريكي
المتابع للشأن السياسي السوداني يرى بسهولة تغيرا كبيرا في الموقف الأمريكي الذي يوضح بجلاء أن الأدارة الأمربكية ملمة بتفاصيل السياسة السودانية بتعقيداتها الكبيرة والمتشعبة ويوضح أيضا وقوفها على توجسات كل الأطراف وخاصة الحكومة السودانية التي مازالت تنظر بعين الريبة لمنبر جنيف الطارئ الجديد.. الإدارة الأمريكية مهتمة جدا بالمفاوضات القادمة وعلى أعلى مستوياتها..
المليشيا وحليفتها تقدم بصموا على الذهاب من الوهلة الأولى والسبب كما ذكرت في مقال سابق هو أن هذا المنبر الجديد للسلام فكرة إماراتية خالصة أقنعت الإمارات الإدارة الأمريكية بتبنيها.. ولأنها مبادرة إماراتية فلا غرابة في أن تبصم المليشيا عليها بالعشرة وكذلك تقدم.
لذلك قرأت الولايات المتحدة الأمريكية الساحة وركزت على مخاطبة كل مخاوف الحكومة والجيش السوداني حتى تحث الحكومة على المشاركة
حيث خاطبت الإدارة الأمريكية الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بصفته الرسمية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في اعتراف أمريكي بالحكومة السودانية
وأيضا أكدت على أنه سيتم البناء على ماتم في جدة
ولاختبار صدق أمريكا في وعودها هذه طلبت الحكومة السودانية عبر وزارة الخارجية عقد مشاورات مع أمريكا حول الدعوة المقدمة منها لحضور المفاوضات في جنيف في 14 أغسطس الجاري
وارسلت حكومة السودان وفدا برئاسة وزير المعادن محمد بشير عبدالله أبو نمو وهو شخص مدني في إشارة واضحة إلى أن الوفد يمثل الحكومة السودانية وأبو نمو يتبع لحركة مناوي المشاركة في الحكومة وفق اتفاقية سلام جوبا وهذه إشارة مهمة في ظل انخراط قوات الحركات الدارفورية (القوات المشتركة) في القتال جنبا إلي جنب مع قوات الشعب المسلحة.
مشاورات جدة هي اختبار حقيقي للتصريحات الأمريكية الإيجابية
ولعل أهم مايطرح على أمريكا أن المفاوصات ستكون بوفد حكومي وليس وفد للجيش كما طرحت ذلك أمريكا في دعوتها
وأنها ستبنى ما ما اتفق عليه في جدة وتأكيده ولعل أهم مافيه خروج الدعم السريع من المدن والقرى ومنازل المواطنين وتجميعهم في معسكرات محددة
ولعل المطلب الأخير تعديل في الدول الراعية بمطالبة الحكومة السودانية إبعاد دولة الإمارات والاكتفاء بالسعوية ومصر
هذه المشاورات ربما تستمر لأسابيع لأهميتها ولبعص النقاط الصعبة فيها خاصة خروج المليشيا من منازل المواطنين وإبعاد الإمارات صاحبة فكرة جنيف.. الكرة في الملعب الأمريكي لإثبات صدق تصريحاتهم واعترافهم بالحكومة وحديث توم بيرلو المبعوث الأمريكي عن أنه لامقارنة بين الدعم السريع والجيش وأنه لامستقبل له في السودان.. ننتظر ونرى