رفض السفر إلى جنيف يفتح أبواب الاحتمالات !
رفض الجيش الذهاب إلى مفاوضات جنيف لوقف إطلاق النار في السودان يفتقد لسوء التقدير والقرار له تداعيات سالبه فيما بعد لاسيما أن الوسيط الأمريكي سعى في الشهور الأخيرة تحريك كل الأطراف في الاقليم عبر الاتحاد الأفريقي و الإيغاد والسعودية ومصر لتسهيل اجراء إيقاف الحرب بعد أن انعكست على البلاد بالخراب والدمار وعانى الشعب السوداني الأمرين من ويلات الحرب اللعينة وباتت البلاد على حافة الانهيار التام والتشظي في وضعية يسأل عنها السياسيون وقيادة الجيش لأنهم مستمرين في صراع وجدال بزنطي على النفوذ والسلطة والسير في خطين متنافرين يصعب التقائهم وذلك بالنظر لمعطيات ووقائع المشهد السياسي , يفتقر قرار الجيش إلى بعد النظر حول أغراض الدعوة الامريكية في جنيف باعتبارها فرصة أخيرة كان يتوجب على القيادة العسكرية التقاط القفاز والذهاب إلى المفاوضات بأجندة واضحة وطرحها بالبراهين والأسانيد والسعى عبر الدبلوماسية لفرض وجهة نظر الجيش السوداني واذا أثبتها يكون حقق مكسبا كبيرا ويصيب خصمة بلكمة قاضية وفي الجانب الأخر القرار سيعطي المجتمع الدولي والولايات المتحدة الشروع في تدويل القضية السودانية وعدم الاحتراف بحكومة بورتسودان كونها غير دستورية منذانقلاب 25 أكتوبر 2023 واحتراف حميدتي في خطابه الأخير بعدم مشروعية حكومة بورتسودان يعتبر هذا مؤشرا يعطي المجتمع الدولي الابتزاز بورقة عدم الاحتراف بحكومة البرهان كون الرفض منحهم السانحة على طبق من ذهب , مفاوضات جنيف تضيف للجيش وحكومة بورتسودان الاحتراف الدولي وتفوت فرصة التشكيك في شرعيتها من قبل الأطراف الأخرى لكن قيادة الجيش انساقت وراء المشورة الغير ملمةبقواعد اللعبة السياسية الدولية وعليه من الصعب التكهن بالسيناريو القادم وبات أبواب الاحتمالات مفتوحه على مصراعيها بعد أن نفد صبر المجتمع الدولي على انتهاكات الحرب اللعينة