الأعمدة

لثقةفة السودانية وما تفرع عنها من آداب وفنون20

رغم ان المجتمع اساغ الفن الا ان عدد الفنانين كان قليلاً مقارنة بالشعراء ربما لان الشعر سبق الغناء وظل المغني وقتها يعتمد علي نفسه في التلحين وظلت اضلاع مثلث
الابداع المكونه من الشاعر والملحن والمغني ناقصة ضلعا مؤثراً وهو (الملحن) اذ ان (البنا) كان شحيحاً وبذا فقدت حركة الفن ترساً غاية في الاهميه فيما اعتمد الفنانين زمانئذ بخلاف كرومه وسرور
وخليل فرح علي الحان باهته لم تكسب التجاوب المطلوب ولحن كرومة الكثير من اغاني سرور.
ظهور الشاعر الملحن عبدالرحمن الريح مثّل
فتحاً واضافة لحركة الغناء وهو احد
اهم الجسور التي عبرت عليها الاغنية الي
القالب المرعي الان من حيث النص واللحن.
يحكي ان عبدالرحمن الريح عرض علي العبادي(ما رايت في الكون يا حبيبي اجمل منك) وكان العبادي لحظتها منهمكاً في لِعب
الدومينو مع مجموعة من الرفاق، بعد ان طالع العبادي النص شك الضُمنه ووزعها وقال لمن حوله(الجنا ده بشُككُم ويفرزِعكم
ذي فرزعتي للضُمنه دي) وتحققت نبوءة العبادي بحزافيرها.
لحن عبدالرحمن الريح لكرومة العظيم وسرور المؤسس وزنقار.. واول اغنية لحنها
ودالريح لزنقار استخدم فيها العود للمرة الاولي وهي (بعيد الدار.. طال بي بُعدك)
واول سوداني عزف علي العود هو عبدالقادر سليمان.
انتهج عبدالرحمن الريح بعد تعلُمه العود ح
خطاً حداثوياً تخلي بموجبه عن الالحان الدائرية وبدا يضع الحان بموسيقي تصويرية تُخالِف لحن الكلام اضافة الي اللازمات الحوارية ووقتها فقط بدات نبؤة الشاعر العبادي تتخلق في واقع مختلف اسس له عبدالرحمن الريح..
#نواصل..

محمد دنقلا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى