الأعمدة

كرافتة البرهان !الشرعية لن تتحقق له أو لحكومته المزيفة

يعتقد الانقلابي البرهان أن خلع الزي العسكري واستبداله بالبدلة وربطة العنق سيجعل منه رئيس دولة معترف به في العالم، ولا يدري بسبب غبائه وجهله أن الزيارات السياحية أو البروتوكولية التي يقوم بها إلى بعض الدول ولو كانت بدعوات رسمية مثل زياراته المتكررة إلى القاهرة أو زيارته الأخيرة إلى رواندا للمشاركة في حفل تنصيب رئيسها لدورة رئاسية جديدة، أو زيارته الحالية إلى الصين لحضور قمة منتدى التعاون الصيني – الأفريقي ٢٠٢٤ (فوكاك) الذي تستضيفه العاصمة الصينية بكين خلال الفترة من ٤-٦ من الشهر الجاري، أو حتى زيارة مقر الأمم المتحدة والحديث باسم السودان، لن تمنحه الشرعية الدولية التي يحلم بها، لسبب في غاية البساطة هو أن الشرعية لن تتحقق له أو لحكومته المزيفة إلا باعتراف الاتحاد الأفريقي الذي علَّق عضوية السودان في كافة هيئاته وأعماله وأنشطته (حسب قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي التابع للاتحاد) بعد انقلاب الخائن وخليله السابق (حميدتي) على الحكومة المدنية في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، ورفضَ بشكل كامل تغيير الحكومة غير الدستوري الذي اعتبره أمراً “غير مقبول وإهانة للقيم المشتركة والمعايير الديموقراطية للاتحاد الأفريقي”!
ولعلمك أيها الانقلابي الغبي فإن تعليق العضوية لا يعني أن يسحب الاتحاد الأفريقي يده من المشهد أو أن يتخلى عن دوره المساند والداعم لأمن واستقرار السودان (أو الدولة التي تم تعليق عضويتها)، فالعضوية مرتبطة بشغل الدولة لمقعدها في الاتحاد، وليست بواجبات الاتحاد ودوره السياسي، أي أن الاتحاد يستطيع التدخل لحماية السودانيين ودعم واستقرار السودان بدون موافقة منك أو من غيرك، وذلك حتى لا تظن أن تعليق عضوية الدولة تعني أن يكف الاتحاد يده عن السودان والتخلي عن السودانيين، كما صرَّحت من قبل بأن “الاتحاد ليس معنيا بالسودان قبل أن يلغي قراره بتعليق عضوية السودان”.. هل فهمت أيها الانقلابي الغبي؟!
مهما استبدلت أيها المجرم بذتك العسكرية ببدلة مدنية ولو كانت من أفخم بيوت الأزياء العالمية وسافرت إلى كل بقاع العالم راكعا على ركبتيك متوسلا ومتسولا الشرعية فلن تجدها ولن تحصل عليها مالم يلغ الاتحاد الأفريقي قراره السابق الذي ينص على “تعليق عضوية السودان حتى الاستعادة الفعلية للسلطات الانتقالية بقيادة المدنيين التي تمّ حلّها إثر انقلاب نفّذه العسكريون”.
بناء على هذا القرار أيها الجاهل، جمدتْ معظم الهيئات الدولية تعاملها وأنشطتها مع السودان وعلى رأسها أهم المؤسسات المالية العالمية (صندوق النقد الدولي)، كما جمد البنك الدولي مساعداته للسودان مما جعل الانقلابي البرهان ووزير ماليته المرتزق (جبريل إبراهيم) وبقية المرتزقة يتسولون المساعدة لدى إيران وروسيا وبعض الدول الأخرى مقابل التفريط في السيادة السودانية، ويسرقون الإغاثات الدولية ويبيعونها لتجار وسماسرة الفلول والمال الحرام بدلا من تسليمها للمحتاجين، بالإضافة إلى إصدار وبيع جوازات السفر (والتي صارت سلعة رسمية) بأكثر من خمسين ضعفا (250 دولار أمريكي) من تكلفتها الحقيقية، وكذلك بقية المستندات الرسمية، لتوفير نفقات السفر والإقامة في الفنادق الفاخرة والاستمتاع بما لذ وطاب من الطعام والشراب مع القونات في مخابئ بورتسودان، بينما يموت الشعب من القصف والجوع والأوبئة والسيول والتشرد والهوان والإهانة!
لو كان لهذا الانقلابي الخائن ومرتزقته أي ذرة من دين أو أخلاق أو ضمير، لوفروا على السودان الأموال التي يهدرونها على أسفارهم وعيونهم الفارغة وملذاتهم الشخصية، وأنفقوها على الشعب المشرد الذي لولا تكايا الخيرين والإغاثات القليلة التي تنجو من السرقة الرسمية، وتحويلات الأهل والأقرباء والأصدقاء من خارج السودان لقضى حتفه قبل وقت طويل.. ولكن من أين لهم بالدين والأخلاق والضمير ولقد وُلدوا من رحم الشيطان الرجيم المسمى ب(الحركة الإسلامية السودانية)، والإسلام منها ومن أباليسها وشياطينها برئ، فهل من صفات المسلم أن يقصف ويقتل ويشرِّد المواطنين الأبرياء، دعونا من النهب والسرقة وأكل المال الحرام؟!
سفرك إلى الصين، أيها الانقلابي المهزوم، لن يعطيك الشرعية الدولية التي تتمناها ولو على جثث جميع السودانيين، ولو كنتُ مكانك لاعتذرت عن السفر، أولا، لأن بلدك في حالة حرب حتى ولو كان لا يحتاج إلى قائد غبي ومهزوم مثلك، ولكن الظرف الذي يعيشه يُحتِّم عليك، على الأقل من الناحية الأخلاقية الإعتذار عن السفر، كما أن المؤتمر سيُعقد تحت عنوان (التكاتف من أجل تعزيز التحديث وبناء المجتمع والمصير المشترك رفيع المستوى بين الصين وأفريقيا)، فأي مؤتمر سيبحث هذه القضايا بالإضافة للحوكمة والتصنيع والتحديث الزراعي والسلام والأمن، ستشارك فيه أيها الانقلابي القاتل الغبي، أم أنك تعتقد أن ربطة العنق التي ترتديها ستعطيك الشرعية التي تحلم بها وتحقق كابوس والدك، وتجعلك تفهم اهداف المؤتمر والذين يشاركون فيه؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى