الأعمدة

باية حال عدت يا مولد !! دكان العم عطية فى مولد بحرى

هذا العام يعود علينا المولد النبوى الشريف والوطن جريح وحزين ويمر بأكبر محنة في تاريخه الطويل بسبب الحرب الملعونة التي أتت على الأخضر واليابس وكان لمدينة بحري نصيب كبير من هذا الدمار والخراب نحسبه الأكبر من بين جميع مدن السودان، وحرم الناس من الاحتفال بالمناسبة التى كان الناس ينتظرون قدومها و الاحتفال بها .
بالنسبة الينا فى العائلة كان الاحتفال بالمولد جزء من التقاليد العائلية الخاصة فهو مناسبة تثير فى النفس ذكريات ايام مضت ولازالت ذكراها حية ندية عصية على النسيان! فوالدتى السيدة فاطمة عطية ( ام امير) لها الرحمة و المغفرة كانت ايام المولد لديها ترتبط لديها بذكرى والدها عطية فاضل الذى كان واحد من كبار تجار الفواكه فى سوق بحري ويعرفه ناس بحري القدام حق المعرفة كاحد رموز السوق! وقدتم ذكره فى كتابات الاستاذ صلاح لبيب رائد الكتابة و التوثيق لمدينة بحرى فى سلسلة مقالاته الرائعة ( بحرى ايام زمان) مع بقية تجار السوق فى ذلك الزمن امثال الاعمام على منصور و الطيب الصافى و بر ابوشنب و يعقوب صالح ومصطفى ابوشنب و التازى وبقية رواد السوق عليهم جميعا الرحمة و المغفرة وكان جدى عطية عليه الرحمة ما ان تهل ايام المولد حتى كان يترك كل شئ و يتفرغ تماما للعمل فى المولد النبوى الشريف وبيع الحلويات و العرايس و باسعار زهيدة فى متناول الجميع وقد كان معروف بكرمه وحسن اخلاقه و معاملته الطيبة للكبار و الصغار وكان محله من اشهر المحلات في المولد ( دكان العم عطية) اما والدتى السيدة فاطمة عطية والتى كانت كبرى بنات والدها عطية وابنته المدللة فقد كانت تشاركه العمل في المحل و تعمل بمثابة وزير المالية لوالدها اذ كانت تتولى مهمة استلام المال ودفتر الحسابات بوصفها كانت شاطرة في مادة الرياضيات ومن المبرزات فى المدرسة الانجيلية ( مدرسة الامريكان) وكانت لديها موهبة ” مسك القروش” ويبدو ان هواية التعامل مع النقود قد لازمت والدتى طوال حياتها فقد عملت فيما بعد فى الادارة المالية بالخطوط السودانية وتقلدت العديد من الوظائف التى لها جميعا علاقة بادارة المال . نسال الله الرحمة و المغفرة والقبول الحسن و العتق من النار لجدى عطية فاضل و لوالدتى فاطمة عطية، كما نسال الله ان ياتى مولد العام القادم وقد زالت الغمة عن الامة وعاد الوطن الى امنه و سلامه وعافيته و عاد الناس واهل بحرى الى ديارهم وحياتهم الطبيعية التي الفوها و احبوها .
وكل عام وأنتم بخير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى