في الولاية الشمالية : الطلح للضبان مش للنسوان .. حكاية مثيرة من وحي النزوح
100 ذبابة مقابل كل مواطن بالولاية الشمالية مقابل صفر اغاثة للنازحين من ابناء الولاية الذين يشكلون نسبة 90% وبذلك تصبح النتيجة النهائية 100 لصالح االذباب مقابل صفر كبير للاغاثة. المتذيل للترتيب منذ انطلاقة دوري المظاليم ويا ما في حبس النزوح من مظاليم .. وما اكثرهم وما افقرهم
اذا من ذا الذي افقرهم واذلهم وظل يعتاش علي موارد البلاد والعباد غير تلك الطغم الحاكمة الظالمة والطفيلية التي ظلت تلتهم الموارد ولم تستثني الاغاثات وهي تتتداول حكم البلاد منذ فجر الاستقلال مان حكومات مدنية لاتعرف الديمقراطية الي احزابها طريقا ومابين الحكومات العسكرية التي كرست السلاح لمقاومة اي شكل من اشكال الديمقراطية ومارست بذلك ابشع جرائم حقوق الانسان في السودان من اعتقالات وقتل وتعذيب وتشريد وتنكيل ومازال الوضع ماثلا ليروي قصة امة ذات ماضي وتاريخ عريق وتليد في طريقها لان تذهب مع الريح الان بفضل ثلة لاتعرف معني الوطن والوطنية ومعاني الانسانية التي تحطمت لدي ابواب ودهاليز عقولهم المظلمة ورويتهم النفقية القاصرة علي اعتلاء كرسي الحكم علي بساط من اشلاء ودماء شعب مغلوب علي امره علي طريقة المستجير من الرمضاء بالنار
وللذباب بالشمالية قصة مثيرة يجب ان نرويها .. حيث درج اهل الولاية الشمالية علي مكافحة الذباب الناقل للامراض المعدية والتي بدأت اثارها في الظهور عبر شجرة الطلح المعروفة كاحد ادوات الزينة النسائية
اشعال الطلح في المنازل والاستفادة من الابخرة المتصاعدة منه لطرد الذباب كان احد وسائل مكافحته بالولاية بحيث ان كميات الطلح المستخدمة وبكثافة ربما تعجل بفناء هذه الشجرة المباركة من الولاية باكملها من خلال عمليات التجريف المستمرة ولتصبح في المستقبل القريب اثرا بعد عين شانها في ذلك شأن الاغاثات التي ترد الي البلاد بالاطنان ثم تتبخر فجإة وتذهب مع الريح دون ان يعرف لها احد اثرا اوطريقا
” ليس بغريب صدور بيان من الجهات المسؤولة عن الاغاثة توضح فيه كيفية اختفائها في ظروف غامضة بسبب الذباب الذي التهمها وقضي عليها عن بكرة ابيها علي نحو قصة ذلك الجسر العاصمي الشهير الذي التهمته الفئران وفق بيان كان قد صدر من السلطات الحكومية في وقت ليس ببعيد سينا وان ذاكرة الحكومات ذات سعة محدودة تكاد تضاهي ذاكرة الذباب وربما تقل عنها بقليل
اخي وشقيقي الصغير عادل غير المتزوج كان قد توجه الي البقالة الوحيدة بمنطقة اسكان مدينة كريمة الصحراوية والتي تضاهي في عزلتها معسكرات غوانتنامو او هي اشد بؤسا وذلك بناء علي طلب الوالدة اطال الله في عمرها لاجل شراء حفنة من حطب الطلح لمكافحة آفة الذباب
” ولمجرد ان طلب اخونا عادل وبحسن نية من صاحب البقالة مده بكمية من الطلح كان صاحب البقالة قد سبقه بابتسامة خبيثة وماكرة تحمل بين طياتها سؤالا واحدا عجز عن طرحه وقد كشفت عنه اساريره وابتسامته الماكرة
” اخونا عدولة ود بحري كان حاضرا ومفتحا وسريع البديهة حين باغت صاحب البقالة بالقول : الطلح دا ننحنا عاوزينوا للضبان مش للنسوان فاسقط في يد صاحب البقالة الذي شرد تفكيره المبرمج علي طريقة الرؤية النفقية
تجربة دخان الطلح في مقاومة ومكافحة الذباب كانت قد سجلت فشلا ذريعا سيما وان المنطقة الصحراوية المفتوحة تجعل من امر استقرار الدخان في الغرف المفتوحة امرا مستحيلا كاستحالة الحصول علي الاغاثة
وعلي طاري الطللح كان لدينا في مدينة بحري اشهر بائع ( للطلح والشاف ) يدعي ود العوض تنحدر اصوله من منطقة شرق النيل ببحري ود العوضـكان يحظي بشعبية جارفة وسط احياء مدينة بحري القديمة من خلال قولته الماثورة … افرجها يالله علي ود العوض المريح الناس ومو مرتاح تلك العبارة كانت تحدث فعل السحر لدي سيدات المدينة اللائي يتدافعن نحو عربته الكارو التي يجرها الحصان لاجل الحصول علي حصتهن. والاستمتاع بنداء واعلان ود العوض الشهير والمثير الذي كان يلقي اعجابا وصدي واسعا لدي النساء بيد ان ود العوض وطريقته في عرض بضاعته من خلال جملته : هونا يالله علي ود العوض المريح الناس ومو مرتاح جعله من ايقونات المدينة بالرغم من كونها تحمل مضامين وايحاءت قد يراها البعض جنسية وغير لائقة