الأعمدة

من يصدق..؟ الفرنسي حول كوندي من ظهير كان أضحوكة يتسرب منه المهاجم كما يتسرب الماء من أصابع اليد..إلى ظهير قوي فتاك

بقلم محمد العولقي
من يصدق..؟
الفرنسي حول كوندي من ظهير كان أضحوكة يتسرب منه المهاجم كما يتسرب الماء من أصابع اليد..إلى ظهير قوي فتاك تجاوزه يحتاج إلى نوعية خاصة من المهاجمين..
سبحانك ربي..
كوندي الذي قال عنه مدرب الأرجنتين ليونيل سكالوني إنه نقطة الضعف الوحيدة في منتخب فرنسا..أصبح اليوم ظهيرا عصريا..يجمع بين قوة الشاكوش دفاعيا..ونعومة اختراق المقص لقطعة قماش هجوميا..
من يصدق هذا؟
كوندي الذي كان مع تشافي هيرنانديز ظهيرا مهزوزا يتخذ منه الخصوم نقطة انطلاق نحو مرمى برشلونة..هو ذاته اليوم الذي يخشاه كل مهاجم..
كيف حدث هذا التحول المفاجئ لكوندي بين عشية وضحاها..؟
في تصوري أن رواء هذا التألق المزدوج عاملين:
الأول : المدرب الألماني الثعلب هانز فليك الذي اعتمد نمطية الثقب الأسود..وهي نظرية تفادى من خلالها كوندي وضع واحد ضد واحد..بل إن العكس هو الذي حدث..بات الخصوم يضعون أمام كوندي لاعبا قويا فقط ليمنعه من التحليق هجوميا..
الثاني : اللاعب نفسه يمتلك عقلية قابلة للتطور وللتغيير نحو الأفضل..
كوندي أساسا كان يلعب مع إشبيلية قلب دفاع..لكن لأن الحاجة أم الاختراع حوله ديديه ديشامب مدرب منتخب فرنسا إلى الرواق الأيمن ليحل معضلة تراجع مستوى بنيامين بافارد..
كوندي واجه صعوبات كبيرة في مونديال قطر..لدرجة أن منتخب الأرجنتين بنى خطة الإيقاع بالمنتخب الفرنسي عبر استغلال ثغرة كوندي تحديدا بوضع دي ماريا في طريقه..
يحسب لهذا الظهير أنه لم يتذمر أو يحتج وهو يكرر نفس التجربة مع تشافي..صبر طويلا إلى أن وجد الخلاص في فلسفة لعب هانز فليك.. فلسفة تراعي الفوارق الجسدية والالتحام باعتناق أسلوب خانق يضع المنافس دائما في مناطقه..إجراء تكتيكي منح كوندي متنفسا هجوميا أكبر..وصمودا دفاعيا أقل..
كوندي الآن يشكل مع الموهوب لامين يامال أخطر وأقوى جبهة يمنى في أوروبا..صناعة الفرص تتم بغزارة لا تنقطع..
وعندما صنع كوندي ثلاثة أهداف أمام النجم الأحمر..كان هذا التميز الفريد للاعب ظهير..تأكيدا على أن هذا الفرنسي رمى خلف ظهره مرحلة الشك..وأصبح يعيش حاضرا مشرقا ومشوقا مع برشلونة..
يا له من فارق رهيب في زمن وجيز..وجيز للغاية..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى