الأعمدة

وجها لوجه مع الحرامى

حرامى الزمن الجميل كان حنين كطير الجنة تماما …. كان مسالما وغير عنيف ، كل ما يحمله دقشة مفاتيح كما كان يصوره رسامو الكراكتير ولكن من المرجح إن ادواته سلكة او حاجة( يفلس) بيها دواليب الفورمايكا وابواب الحديد والتى غالبا ما تكون كوالينها تالفة لذلك تترك مواربة، وكانت البيوت قليلة الغرف كما ان معظم السكان زمان يتقاسمون البيت الواحد … وكان قنوعا … يكتفى أحيانا بلم الغسيل من الحبل او أخذ بضعة جنيهات من البراد الذى إنقطع عنه طمث الشااى وقاعد فى (الفضية) ليه كم سنة وغطاه رايح وأضانه مقطوعة -دا البراد خلى بالك ما الحرامى -.
أحيانا يستعصى عليه فتح أبواب الغرف فيقنع بلم السفنجات من تحت النائمين ومجدعين فى الحوش كقتلى معركة (أجنادين) يحيرن فيها الصباح جنس حيرة !!
أما فى هذا الزمن النحس فقد صارت مهمته أسهل بكثير وجل همه الحصول على ما خف حمله وثقل ثمنه وهل هناك اخف من الموبايل ؟!!! ففى السودان هناك موبايل او اتنين لكل مواطن وهى مهمة جدا لتناقل الشمارات او تذكير الزوج بالكسرة والبامبرز أو تفتح لزول واقف برا هذا عن الاتصال المباشر اما الفيس بوك وغيره فإيييييك- ليس الوحيدون ولكننا الاميز.- قروبات تشوف فيها العجب….
نرجع للحرامى فقد وجد فى هذه الموبايلات ضالته فهو يكارنها من تحت (مساقط الرؤوس)بى صمتها…..
بعد ذلك فكر الحرامى ووجد أن من الاسهل له خطفها أو نشلها من صاحبها نهارا جهارا مالو ومال الضلمة و نط الحيط !!!
وزمان جانا حرامى وأحست أمى بحركته وظنته أخى الذى كان يذاكر بالداخل فقالت بلجة حنونة :-أخت ليك العشاء يا يابا.
فجفل الحرامى ولفح المرتبة ونط بيها بى فوق الحيطة كيف ما بعرف!!!!
ومرة ثانية وضعت أنا الراديو تحت السرير بعد أن إستمعت لمقابلة كاربة مع الفنان مجذوب اونسه وأستمتعت فيها بعدد من الأغنيات العاطفية وتخيلت إننى المقصودة طبعا ، ونمت لأستيقظ بحركة الحرامى يحبو تحت سريرى …طبعا حيلى مات وأحسست بثقل فى لسانى …ثقل شنو؟!!! أصلا ما كان فى لسان من أصلو … وأخذ الراديو الروسى الذى كان أخى قد جلبه فى إحدى اجازاته .. الا إننا فيما بعد وجدنا الراديو فى راس بيت جيراننا ..فالحرامى لم يكتف بالراديو مع انه كان جديد والله … وحاول سرقة الجيران أيضا فأستيقط الجار الهميم وقام بمطاردته …ناس لسانن يروح وناس بكامل لياقتن ماشاء الله…
اها نجى للحرامى الشفتو عينى عينو دا ، فقبل سنوات قليلة والوقت حوالى التاسعة والنصف مساء وكنت فى المطبخ اعد وجبة العشاء وابو العيال مسافر والعيال ما بين نائم أو فى الحمام ، طبعا وقت الشدائد- مافى زول بتلقى خالص – تلفونى التاب الجديد بعمر يوم واحد موجود فى الكنبة بى سماعاته نضيييف ويلمع ….جئت بصينية العشاء ووضعتها على طاولة بالقرب من الكنبة وحانت منى إلتفاتة سريعة فوجدت الهاتف غير موجود ثم أحسست بحركة غريبة.. بدأت بالنداء على أولادى ولم احظى برد من أى واحد ،ولما كترت مناداتى إذا برأس يطل من إحدى الغرف ويتلفت يمنى ويسرى ثم يتقدم للامام ويظهر جسده ..زول نحيف بفانيلة داخلية وشورت (برمودا) وفى يده تلفونى الما بيغبانى والسماعة مدلدلة وزجاجة عطر …تقدم خطوات وهو يتلفت مهجوم كدا ويحوم فى الصالة باحثا عن باب للخروج … عاين لى وعاينت ليه …وبعيونك تقول لى تعال وتعال وشنو كدا اقول ليك مافى مجال … وكنت واقفة قريب من الباب وجاء مارق وقرب يقول لى:- عن إذنك يا فارة ….وسمعت صوت جريه فى الزقاق الخلفى حيث النمرة الفاضية ثم صوت -تلبت-.
وللقصة نهاية ….فقد تم القبض عليه ومعه آخرون ،حيث شهد الحى بعد سرقة (تابى) عدد من السرقات النهارية بصورة غريبة ..وأودعو الحراسة وتمت محاكمتهم ولكن ..فى ذات يوم كالح اطلق سراحهم بورقة من مسئول بالرغم من صدور حكم ضدهم وكان ذلك إبان الحكم البائد …لكن مافرقت ..مش؟!!!.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى