الأعمدة

حرب الرجلين ..!

ليس الوقت مناسبا لأن يصب المحللون الزيت في نار هذه الفتنة التي لن يكتوي بها من اشعلوها فقط وانما الخاسر الأكبر هو الوطن و اهله الذين عانوا كثيرا من سفاهة الساسة وطيش عسكر الانقلابات .
فإن كان هناك من يسمون بتجار الحرب الذين يتكسبون من سخام الحرائق ..فهنالك ايضا نجد مجموعة من المعلقين أو المحللين الذين مهدوا بالنفخ في هذه الشرارة التي اتسعت دائرتها لتتمدد بكل اسف في عدة مواضع من جسد هذا الوطن الجريح .
وهاهم ذاتهم اولئك المحللين يرقصون طربا على جثث الضحايا وفرحا بمكاسبهم الحرام وتهافتهم على الفرص في مختلف القنوات ..فتراهم يقذفون بنيران اللهب ويوزعونها في تحليلات فطيرة تعمق من الجراحات بمدية التحريض ولا تعالج بطرح الراي الحكيم !
صحيح من الناحية المنطقية لا يمكن النظر بعين المساواة بين الجيش الوطني المسئول دستوريا و أخلاقيا عن حسم التفلتات ايا كان مصدرها وبين قوة مهما كانت الصيغة القانونية التي اطرت لوجودها فهي حينما ترفع السلاح في وجه ذلك الجيش الوطني فلا يمكن إيجاد توصيف لفعلتها الا تعريفها كقوة متمردة ارادت أن تتقوى في وجه الدولة وان كانت في ظل حكم الأمر الواقع و تعبث بأمن المجتمع مما ينذر بنشر الدمار والخراب وقبل كل شي الموت المجاني .

ولكن حينما يكون ذات الجيش هو الذي ارخي كثيرا حبال الدلال والتمجيد وغض الطرف على تجاوزات هذه القوة حتى سرحت براحتها في كل انحاء الوطن و كان قادة الجيش الكبار بدون خجل يرفعون التحية لرجل ليس له علاقة بالعقيدة العسكرية الا ليتخذها مطية لتكريس مصالحه الذاتية و تأمين طموحاته الشاطحة الي تتفوق على إمكاناته الشخصية من كل النواحي . بينما كان ذات قائد الجيش الذي اعتبره متمردا الان هو من أسند عليه ظهره في كل خطوات تعديه الإجرامي على مصالح الوطن العليا في كل مراحل محاولاته حجب تنفس الهواء عن رئة الثورة و اشتركا معا في فض الاعتصام تلك الجريمة التي لن تسقط بالتقادم و لن تنام عيون عدالتها التي تقض طرفي هاذين الرجلين المجرمان .. وقد اختلفا اخيرا على قسمة المسروق بعد انقلابهما على قلة غنائمه !
هي ليست حربا لحماية حدود الوطن ولا محاولة لحراسة مواردة التي تسرق في رابعة النهار ولكنها باختصار حرب رجلين جرا الي اتونها الوطن وبغض النظر عن الجهة المحرضة لأي منهما وتوسيع دائرة أحلامهما بعشم ابليس في جنة السلطة المحرمة عليهما شرعا .
فقد آن الأوان وقبل أن يذهبا معا الى مزيلة التاريخ فلابد من أن يمثلا في ساحة العدالة حتى لا تمر جرائمهما بلا عقاب ..و قد استغلاء بانانية الخوف مؤسسات تقتات من دماء هذا الوطن وشعبه .. لو انها توحدت في جيش وطني واحد لما أصبح السودان مخترقا من شتى فجواته المفتوحة على سعة شهية الطامعين !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى