ذات إجازة

ليلة رجوعنا للسودان من الرياض قبل سنوات، وانا منهمكة مع العيال فى تستيف الشنط ومحاولة إيجاد أمكنة ل(الامانات) الملفوفة لقاديم لقاديم ديك، رجع ابو العيال من العمل متأخرا وهو يحمل كيس كبير به لحم خروف سودانى كامل قال ان بعض الرعاة السودانيين مرو بمكتبه واهدوه له… قلت بحنق :-ومالهم ما جابوه من يومين كنا جمدناه وشلناه معانا … وكان طبعا الحال فى السودان ياهو نفس الحال…خلاص اصلا الكهرباء ما بتقطع ندخلو فى التلاجة و….
–يامرا بطلى الزهللة دى واتصلى بالجيران وقسمى ليهم حتخلى لحمة شهر كامل؟!!!
-ياخ هم مالم كدا ..يعنى لو جوك قبل يومين تلاتة ما كنا جمدناه وشلناه … اعدت العبارة مرة اخرى ..وكنا نجضنا منه على الاقل
-يا مرا قولى بسم الله ..
وفتحت الكيس .. الشى دا مقطع جاهز ….ووب على لحم هش وعضام وضلع .ضنبية ..والكبدة بى صمتها …لا حول ولا قوة الا بالله..
وكان الوقت حوالى العاشرة مساء وعلينا ان نكون فى المطار الخامسة صباحا .. قمت بتوزيع اللحم عدة كيلوات فى الكيس الواحد وقطعة كبدة ..اااخ …لا حولا …دقيت على جارتى القصادى صومالية دى الكان طلبت (تدخن)وأوشكت ان تسلم الروح متذكرنها؟!!
– مين ؟
– مين فى عينك اطلعى هاك
التانية باكستانية …عربيها مكسر كسير الجن
فتحت الباب فتحة صغيرة ناولتها الكيس اختطفته بسرعة -كف- واوصدت بابها …يشيلك التمساح شكرا ما عارفاهاا؟!!!!
ثم اتصلت بصديقتى وجارتى وبيتها مسافة مننا
— رسلى الولد فى شى سمح حأديك ليه….
جاء ابنها فأعطيتها نصيب الاسد ….
ثم إتصلت بى بعد دقائق:- يازولة دا من وين؟
حكيت لها القصة فضحكت :-وآمغستك الشديدى …ولحم سودانى كمان
-اكلوه تاكلو السم….رعاة عبطا كدا ادوه لينا…. قاعدين سنين ودنين ما يدوه لينا الا الليلة؟!!!
-يازولة كرامتا توصلكم بالسلامة مع الطيارة السودانية الملكلكة دى..