حسن الكوباني يكتب ل omdertimes : وصمة استبعاد منتخب الناشئين بين التزوير و سخف التبرير
حسن الكوباني
@عقب صدور قرار اللجنة المنظمة لتصفيات كأس أمم افريقيا للناشئين(تحت 17 سنة) لمنطقة شرق و وسط أفريقيا (سيكافا) التي اختتمت مؤخرا في إثيوبيا، و الذي قضى باستبعاد منتخبنا من المشاركة في التصفيات جراء فشل أحد لاعبيه في اجتياز فحص أهلية العمر وفقا للمادة (27) فقرة(4) من لائحة المنافسة، فقد تراوحت ردود أفعال المسؤولين بالاتحاد السوداني لكرة القدم بين تصريحات فورية في أديس أبابا-إثر القرار الصادم-أطلقها عضو مجلس إدارة الاتحاد،رئيس وفد المنتخب في التصفيات متوكل عباس عقيد و أخرى لاحقة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الدكتور معتصم جعفر رئيس الاتحاد بحضور الأستاذ مجدي شمس الدين، الأمين العام للإتحاد
و الكابتن محمد موسى مدرب المنتخب و الدكتور عمار الطيب رئيس ما يسمى باللجنة الطبية بالاتحاد.
نظرية المؤامرة و استهداف المنتخب السوداني
@حوت التصريحات التي أدلى بها رئيس وفد المنتخب للموفد الإعلامي المرافق-للأسف الشديد- ما يلي:
(أناشد الزملاء بمجلس الإدارة تبني التحول من زوون سيكافا و إعادة النظر في إستضافة السودان لتصفيات كأس أمم افريقيا للشباب و أن المنتخب السوداني مستهدف) !
الانسلاخ من سيكافا يعني خرق النظام الأساسي للكاف
@إنه لمن المحزن حقا أن يقرأ المرء مثل هذه التصريحات التي لا تخضع لأحكام القانون و حقائق الجغرافيا ، فطلب التحول من منطقة شرق و وسط أفريقيا (سيكافا) يعد خرقا صريحا للنظام الأساسي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) و على وجه التحديد المادة(13) فقرة(1)التي تنص على أنه:( يتم تقسيم القارة الأفريقية إلى ست(6) مناطق هي:1-المنطقة الشمالية 2- المنطقة الغربية (أ) 3-المنطقة الغربية(ب) 4- المنطقة الوسطى 5- المنطقة الشرقية و الوسطى 6- المنطقة الجنوبية)
القانوني الضليع و إغفال قواعد القانون و حقائق الجغرافيا
@ و خيبة الأمل الطاغية تعتري القارئ عندما يعلم أن هذه المناشدة صدرت عن مسؤول في بالاتحاد السوداني لكرة القدم وصفه الموفد الإعلامي المرافق بالقانوني الضليع، فقد كان المرجو و المتوقع من شخص بمثل هذا النعت أن يتحرى سبل إبطال القرار-إن كان ظالما- وفقا لما تنص عليه المادة (31) من الفصل السابع عشر بلائحة المنافسة، لا أن يطلق القول على عواهنه متبنيا نظرية المؤامرة و استهداف المنتخب السوداني و مطالبا بإعادة النظر في التزام اتحاده تجاه إستضافة تصفيات كأس أمم افريقيا للشباب(تحت20 سنة) لمنطقة شرق ووسط أفريقيا (سيكافا) في أواخر شهر أكتوبر الجاري و مناشدا أعضاء مجلس الإدارة اقرار انسلاخ الاتحاد السوداني لكرة القدم من عضوية إتحاد منطقة شرق و وسط أفريقيا (سيكافا) غافلا عن أن ما اوجبته المادة (13) فقرة(1) انفة الذكر بشأن تقسيم الاتحادات الوطنية بالقارة على المناطق الست إنما هو أصل تمليه حقائق الجغرافيا التي تفرض تبعية الاتحاد التونسي إلى المنطقة الشمالية و الاتحاد التشادي إلى المنطقة الوسطى و الاتحاد الانجولي إلى المنطقة الجنوبية، وحقائق الجغرافيا تفرض أيضا انتساب كلا من الاتحاد الألماني إلى الاتحاد الأوروبي (يويفا) و الاتحاد المكسيكي إلى إتحاد أميركا الشمالية و الوسطى و الكاريبي(كونكاكاف) و انتساب الاتحاد السوداني إلى الاتحاد الأفريقي (كاف) !
مؤتمر صحفي أم منبر وعظي
@ أما عن المؤتمر الصحفي فقد اتخذه رئيس الاتحاد منبرا وعظيا حذر من خلاله الإعلاميين من مغبة الاجتهاد الضار! و لا أدري فيم يجتهدون ! و الحقيقة التي لا مرية فيها هي أن منتخبنا الوطني قد استبعد نهائيا من تصفيات كأس أمم أفريقيا للناشئين(تحت17سنة)و باء من بلاد النجاشي الذي لا يظلم أحد عنده بالخيبة و العار و الصغار…و الحقيقة التي لا مرية فيها أن السودان الذي أنشد له أشعر الشعراء المغفور له أحمد محمد صالح (فليعش سوداننا علما بين
الأمم ) قد باء بالخزي بين الأمم !
التجني على أعضاء طبية الكاف
@كما تحدث في المؤتمر الصحفي الدكتور عمار الطيب رئيس (ما يسمى باللجنة الطبية )بالاتحاد، و قد جيء به معتليا منصة المؤتمر الصحفي بحسبانه تقنيا لدعم الدفوع المتهالكة للاتحاد إلا أن الحمية للعصبة التي أتت به قد غلبت عليه، وخرج عن النص عندما أرجع قرار استبعاد المنتخب من التصفيات إلى ضعف خبرة القائمين على أمر اللجنة الطبية بالكاف !و مثل هذا الحديث غير المسؤول يعد تجنيا على أعضاء اللجنة و تقليلا من شأنهم و يبدو أن الرجل يجهل أنها تضم في عضويتها الجزائري الدكتور ياسين الزرجويني عضو اللجنة الطبية بالفيفا.
بطلان وجود اللجنة الطبية و تزييف الصفات
@و قد لا يفوت على فطنة القارئ الحصيف استخدامي المكرور لعبارة (ما يسمى باللجنة الطبية) مما يفهم منه انكاري شرعية وجودها ضمن لجان الاتحاد، و شاهدي في ذلك أن المادة(45) بعنوان اللجان الدائمة من النظام الأساسي للاتحاد السوداني لكرة القدم 2017 لم تنص على إنشاء لجنة طبية ضمن اللجان الدائمة بالاتحاد، و بالتالي فإن وجود هذه اللجنة و العدم سواء و رئاسة الدكتور عمار الطيب لها من باطل الأباطيل،
@أرأيت عزيزي القارئ، كيف يدفعون عن أنفسهم وزر استبعاد المنتخب الوطني للناشئين(تحت 17سنة)من تصفيات سيكافا عبر ميكيافلية مقيتة لا تتورع عن خرق النظام الأساسي للاتحاد(دستور كرة القدم في السودان) ! و تزييف الصفات مقرونة بانتفاخ الذات !!
تناقض الأقوال
@تحدث الأستاذ مجدي شمس الدين الأمين للإتحاد في خاتمة أعمال المؤتمر الصحفي وفقا لما ورد بالنشرة الإخبارية للاتحاد، قائلا: (…بأنهم صعدوا قضية إبعاد منتخب الناشئين إلى لجنة الإستئناف في اتحاد شرق و وسط أفريقيا (سيكافا) و حتى الآن لم يتم إصدار قرار منها) …انتهى، و يتناقض هذا القول مع ما أدلى به الدكتور معتصم جعفر، رئيس الاتحاد في فاتحة المؤتمر الصحفي حيث قال: (…أن كل محاولاتهم من أجل رفع الظلم عن هذا المنتخب الواعد لم يكتب لها النجاح لأن اتحاد سيكافا لم يكون لجنة استئنافات للفصل في الإستئناف…)انتهى
@بالله عليكم، أيهما نصدق !حديث الأمين العام للإتحاد الذي مفاده وجود لجنة استئناف باتحاد سيكافا بيد أن قرارها لم يصدر بعد أم حديث رئيس الاتحاد الذي مؤداه عدم تكوين لجنة استئناف باتحاد سيكافا مما يعني استحالة صدور قرار من معدوم !
@و ثمة ثلاثة أسئلة يستبين من الإجابة عليها جدية الاتحاد من عدمها و جدوى تصعيد القضية إلى أعلى الجهات العدلية لاحقاق الحق على حد تعبير الأمين العام للإتحاد في مداخلته بالمؤتمر الصحفي و هي:
1-هل تم استبعاد المنتخب الوطني للناشئين بموجب حكم المادة(27) فقرة(4) (الفشل في اجتياز فحص أهلية العمر بواسطة التصوير بالرنين المغنطيسي MRI) من لائحة كأس أمم أفريقيا للناشئين (تحت 17 سنة)أم جرى الإقصاء وفقا للمادتين (32) و(33) بعنوان(التزوير و التزييف) من ذات اللائحة !!
2-هل تم إرسال الإستئناف إلى لجنة الإستئناف باتحاد سيكافا ضمن القيد الزمني(ثلاثة أيام من تاريخ استلام قرار اللجنة المنظمة) المحدد بموجب المادة (31) فقرة (3) من اللائحة
3-هل سدد الاتحاد رسم الإستئناف(3000دولار) وفقا لحكم المادة (31) فقرة (2) من اللائحة!
@غدا بمشيئة الله، نستعرض في الجزء الثاني بعنوان (مواقف و تبعات و توقعات) الكثير عن هذه الوصمة على كافة الصعد محليا و قاريا و دوليا.