الأعمدة

مرتبات الامهات..استحقاقات الكنداكات

نشرت مجلة mothercare التابعة للمملكة المتحدة أن الاعمال التي تقوم بها النساء بشكل يومي في المنزل تعادل 17 وظيفة مجتمعة وتقدر براتب 54000 دولار سنويا كحد ادنى يعني 4500 في الشهر.
لك ان تتخيل ان هذا وضع المراه في امريكا واعتراف مجتمعاتها بدورها العظيم باختلاف اعراقها وشعوبها واديانها ولغاتها، امريكا التي عرفت الحضاره منذ اكثر من مأئتين عام حيث عرفت الكهرباء والمياه الصحيه والعلاج والادوات الكهربائيه من غسالات ومكاوي وثلاجات وتلفزيونات ومدارس ومستشفيات وغيرها من اسباب الرفاهيه والراحه،هذا هو حال المراه الامريكيه التي عرفت اسباب الراحه منذ اكثر من مأئتين عام،اذا استثنينا المراه الزنجيه التي لاقت من صنوف الاذي والاستغلال وانتهاك الحقوق والاغتصاب والعبوديه والذل الذي لم تنفك منه الا بثورة السود العظيمه التي اعادت للمراه كرامتها وحقوقها.
لا اتخيل حال حبوباتنا ومالاقينه من عنت واذي وتعب بدني ونفسي وارهاق وهن يمارسن حياتهن وسط ظروف وبيئات بدويه لم تعرف الادوات الكهربائيه الا منذ فتره قليله،لايمكنك تخيل ماعانينه لان الخيال لايمكن ان يكون مرا الي هذا الحد.
كانت المراه ومازالت في بعض المناطق المحرره منها والتي مازالت في انتظار جحافل النصر لتفك عزلتها ونقلها من حياتها البدائيه القاسيه،فالمراه كانت ترد المياه من البحر والذي يبعد عنها كثيرا او بسحبه من البئر الذي يكون بعمق عشرين الي ثلاثين مترا لتحملها فوق الدواب لاستعماله للشرب والغسيل وغيره، وتجدها راعية للغنم التي تجوب بها الوديان والسهول واعالي الجبال وجروف البحر متلفحه بتوبها علي مدار اليوم،يمكنك ملاحظه الجهد البدني والنفسي الذي يبذله النساء في اداء واجباتهن في ادارة شئون البيت علي مدار اليوم والساعه،وهو جهد عظيم جدا،لا ارى كيف يحتملنه.
مشاركة المرأه في الثوره السودانيه وتقدمها للصفوف يتطلب الامر النظر في امر اصدار قوانين تزيل عنها الغبن ورفع نسبة مشاركتها بنسببة 50 في المأئه متساويه مع الرجل في كل لحقوق واصدار قوانين ترد لها كل حقوقها وان يحرص افراد اسرتها بمنحها جزء من المال كاستحقاق لها لما تقوم به واهدائها الهدايا.
يمكن ملاحظه عزوف البعض عن الزواج يكون مرده نفسي بحت بحيث ان الامر يتطلب منك ان تقوم بواجبك وبدون تذمر كما كان والدك وان تكون المراه مثل امها في القيام بكل واجباتها وهو امر صعب رغم توفر كل شئ افتقدنه الامهات في الزمن الجميل.
ظهور جيل الحبوبات اللائي يحملن الهواتف الذكيه ويتواصلن بالوطساب،وهو اخطر الاجيال علي نمط حياة الاسره التقليديه التي كانت تنشأ علي فطرة الحبوبات اللائي نشأن علي فطرة الانسان الاول وتوارثها الاحفاد جيلا عن جيلا،ليبدا عصر الحبوبه التي تتحاهل الرد علي اتصال حفيدها وتكتفي بارسال رساله لابنها في عيد ميلاده ،هذا ان لم تقم بحظره لكثرة رسائله وازعاجه لها.
محمد حسين كسلا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى